بقلم/ احمد الشاوش
يتطلع العالم الاسلامي الى رؤية هلال شهر رمضان بسعادة بالغة وما ان تثبت رؤية الهلال حتى تكتمل الفرحة بإستقبال الركن الرابع من اركان الاسلام الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.

ويؤكد الله تعالى على صيام رمضان من خلال القرآن الكريم بقول الله تعالى

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" البقرة 183

وقوله تعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍۢ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ " البقرة 185

ومن حلاوة الشهر الكريم انه مدرسة لتربية النفس على الاخلاق والفضيلة والصدق والامانة والصبر والتكافل والايثار وقيم التسامح والتعايش والعدالة والمساواة.

كما ان الشهر الكريم نهرٌ تتدفق منه ينابيع الخير والبركة والرحمة والسكينة والطمأنينة والروحانية ، بما يحمله من رسائل ربانية تتجلى في الالتزام بالعبادات ، وانسانية تتمثل في معلاملات المسلم بإخيه المسلم وأسرته ومجتمعه ومؤسساته وغيره من المسلمين.

ومن أجمل المشاهد العظيمة والصور الجميلة تلك اللحظات التي يجتمع فيها الصائمين كبيرهم وصغيرهم وغنيهم وفقيرهم قبل آذان المغرب على شكل حلقات في المساجد والموائد عامرة بالتمر والماء والشراب وبعض الاكلات الخفيفة وهم يتضرعون الى الله عزو جل قبل الافطار لتقبل صيامهم وتحقيق غاياتهم وأحلامهم .

وتصور تلك المشاهد والصور الرمضانية الفرحة الكبيرة للصائمين بمجرد أرتفاع صوت المؤذن والبدء بالافطار ، مستحضرين قول الرسول صلى الله عليه وسلم "للصائم فرحتان ، فرحة عند افطاره وأخرى عند لقاء ربه".

وتتجسد المحبة والسعادة ولغة التواصل الانساني بعد صلاة العشاء حيث ينتشر الصائمون كل الى وجهته بحسب برنامجه الرمضاني ، فالبعض يذهب الى عمله الحكومي أو الخاص وآخرين يلتقون ببعض أصدقائهم للمقيل او السهر والرياضة ، وغيرهم لزيارة الاقارب كفرصة لتعزيز الروابط الاسرية والعلاقات الانسانية.

وإذا كانت الصلاة والصدقات وغيرها من الاعمال الصالحة للمسلم ، فإن الصيام لله تعالى ، لذلك يقول الله عز وجل في الحديث القدسي " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ".

وكما يقول العلماء ان ترك الفرصة غصة ، فالشهر الكريم فرصة كبيرة للتقرب الى الله تعالى وتهذيب النفس وازالة الظلم والقيام بالصيام على أكمل وجه وقراءة القرآن الكريم والتعبد والاستغفار وزيارة الارحام والاقارب والايتام والامراض وتقديم العون للفقراء والمساكين وتوزيع الصدقات والانفاق في اعمال الخير.

أخيراً..العبادات والمعاملات والطاعات وقراءة القرآن الكريم والصدقات وأعمال الخير ليست محصورة على شهر رمضان فقط كما يتبادر الى ذهن البعض وانما في سائر أيام السنة ، لكنها في رمضان تكون أكثر التزاماً من سائر الشهور لعظمة وروحانية الشهر الكريم .

حول الموقع

سام برس