بقلم/ فالح الهاجري
إنه ليس كأي زائر أو عابر سبيل، وإنما زائر له خصوصية ومكانة روحية وقلبية لدى كل المؤمنين بالله، وأجواء الشهر الفضيل في دولة قطر مميزة كسائر البلاد العربية والإسلامية، ففيه تطمئن نفوسنا وتشفى صدورنا ويتسابق المؤمنون إلى العبادة والأعمال الصالحة، فهو يحمل بشائر الرحمن من الخير والغفران، ونعيش خلاله سكينة داخلية مليئة بالرضا وطلب المغفرة.

ويطل شهر الخير وقد خرجنا بفضل الله من جائحة كوفيد 19 التي أثرت على الطقوس والأجواء الرمضانية في العامين الماضيين.

قبل بداية الشهر بأسبوع والجميع يتهيؤون ويحضرون ويستعدون لاستقبال الشهر المبارك، وعاد المسافرون إلى الديار وعقدت موائد الرحمن وزُينت البيوت بقراءة القرآن، كما زينت الأرواح والقلوب بالنور والسرور.

شهر الخير في وطننا الغالي له مذاق خاص منبعه حرص القطريين على إحياء العادات الموروثة من الأجداد، سواء في الزيارات أو المأكولات والمشروبات، وهو ما يتشابه به أبناء دول الخليج عامة، وغني عن التعريف لكل من زار قطر أن سوق واقف عامر بتلك المأكولات الشعبية التي اشتهر بها المجتمع المحلي التي تمثل التراث القطري.

شهر رمضان شهر الزيارات واللقاءات والولائم العائلية والمجالس العامرة بالذِكر والدعاء، حيث تكثر فيه العبادة وتبادل صلات الرحم والزيارات بين الأقارب والأصدقاء، فضلا عن المواظبة اليومية على أداء الصلوات وصلاة التراويح في المساجد بعد انقطاع الجماعات خلال السنتين الماضيتين، وكذلك التجمهر في المساجد في حلق القرآن وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار.

التنوع الرمضاني في الطقوس التعبدية والروحانيات، وتنوع الأطباق الغذائية، وكثافة البرامج الدعوية والفكرية على وسائل التواصل الاجتماعية والتلفزيونات، والاهتمام منقطع النظير من المواطنين والمقيمين في دولة قطر في طقوس الشهر المبارك هو دليل على مكانة هذا الشهر ودوره في تعميق صلة الرحم والعلاقة الأسرية والروابط الإيمانية بين أبناء دولة قطر وضيوفها الذين حلَّ عليهم زائر له رمزية عظيمة ومذاق خاص وتسوده أجواء البهجة والوقار والبركة والاحترام.

نقلاً عن العرب القطرية

حول الموقع

سام برس