بقلم/حسن الدولة
اليوم عكست خط سير جوار منزلي فاوقفني ضابطان ومعهما اطقم شرطة واقفا وسجلا على مخالفة وكتب ارسالية إلى حوش الجمارك جوار جامع الشعب -الصالح سابقا- فادخل الضابط السيارة للحوش ووقع وختم الأرسالية وغادر.

وهناك طلبوا من اوراق السيارة ودفع رسوم مخالفة عشرين الف ريال ولفت انتباهي تتدفق عشرات السيارت وان الحوش الذي يستوعب الاف السيارات ملئ بسيارات وباصات ودبابات خاصة واجرة لأسباب أما مخالفة مرورية أو لوحة منزوعة او عدم وجود رخصة سواقة او ان المركبة غير مجمركة ..الخ

فالمخالفات لوحدها - أي بخلاف دفع الرسوم الجمركية وقيمة اللواحات - تتراوح بين 20 الف : وتصل إلى 60 الف ريال؛ لكل مخالف ، وهكذا يتم "ابتزاز" المواطنين بصورة غير قانونية او شرعية مع ان اغلبهم سائقوا دبابات وسيارات اجرة يعولون اسر.

وقد وجدت احدهم يذرف الدموع وهو يصرخ بانه خرج للبحث عن قيمة علاج لزوجته التي اسعفها إلى المستشفى الجمهوري ويطالب من الضباط ان يرسلوا معه شخصا ليتأكد من صحة كلامه وكان يردد - حسبنا الله ونعم الوكيل - ترقرقت الدموع في مقلتاي وترجيت الضابط ان يخفض الغرامة الى خمسة الف ريال وانا سوف اتولى دفعها نيابة عنه إلا انه رفض ....

هذا وقد سبق ان صرخنا حتى بحت اصواتنا ونحن نقول يا ناس يا حماعة الله متى ستعلمون انه لا رسوم ولا ضريبة ولا جباية إلا بقانون؟ .....

ومع كل هذا الظلم والعسف فإن جبايات المرور اهون وارحم بمئات المرات من ظلم وجور حبايات هيئتي الزكاة والأوقاف حيث الجبايات تتم بالملاييين وبأثر رجعي ..!!!!!

وبما ان الزكاة ركن من اركان الاسلام وتندرح ضمن حريات العبادة والإعتقاد قال الله سبحانه لرسوله الكريم لما: (عبس وتولى؛ أن جاءه الأعمى) منبها إياه أن ذلك الإعراض ليس من حقه فقال عز من قائل: (وما يدريك لعله يزكى) في اشارة واضحة لا لبس فيها إلى ان الزكاة أمانة بين العبد وربه بل واكد ان ذلك ليس من اختصاصه فأكد ذلك وقال عز من قائل : (وما عليك ألا يزكى)، هكذا ةبكل وضوح وتبيين .

وسواء أكان الخطاب موجها للرسول حسب اصحاب روايات اسباب النزول أو أنه موجهة لأحد كبار الصحابة فأن الزكاة يا هؤلاء !!! امانة وعبادة ليس للدولة الحق في اجبار الناس على أدائها فهي تمنح من اغنياء الناس إلى فقرائهم طواعية....

وبفرض ان للدولة الحق في الجباية كون مؤسس الجباية بالقوة هو ابو بكر الصديق رضي الله عنه وفد اشعل تلك الحروب التي عرفت بحروب الردة التي كان قاداتها هم من الطلقاء ضدا على الانصار والمهاجرين ...

وقصة مالك بن نويرة لا تزال وصمة عار في جبين احد قادة تلك للحروب الظالمة!! لان الرواية تقول انه بعد ان صلى مالك بن نويره بالناس وفيهم خالد بن الولد فمرت زوجة مالك من بين القوم بعد الصلاة وكانت امراته في غاية الجمال فقال لها مالك قتلتيني والله بمرورك من أمام القوم ..وفعلا قيل ان خالدا قتله ودخل على زوجته في نفس الآن !!

نقول ذلك للتذكير فحسب ونقول لمن بيده الامر فلنفترض جدلا بان جباية الزكاة بالقوة جائزة شرعا فإننا نسالكم أليس الرسوم الجمركية والضرائب وكل رسوم الغرامات وغيرها تعتبر مكوسا والمكوس محرمة شرعا بإجماع فقهاء المذاهب الإسلامية..

وإذا كان الامر كذلك - وهو كذلك فعلا - فلماذا تجمعون بين الزكاة الشرعية والمكوس المحرمة شرعا وندعوكم ان تختاروا لكم واحدة اما ان تكونوا دولة اسلامبة فتحرموا الضرائب والجمارك ورسوم وغرامات المرور وكل ما يندرج ضمن المكوس؟!!

وأما ان تكونوا دولة مدنية حديثة عادلة وتتوقفوا عن جباية الزكاة وتتركوها تعبدية بين المرء وربه ؟؟ فلا يجوز لكم الجمع بين الاختين -او بالاصح بين العسرين - يا من حولتم الدولة إلى دولة جباية تأخذون ولا تعطون حقوق المرضى والزمنى والمعاقين واسر الشهداء ومعاشات المتقاعدين ومرتبات الموظفين .

بينما نجد ايضا بان هيئة الزكاة تعبث بمليارات الريالات لإقامة الأعراس الجماعية و دون ان تعي انها بذلك الهدر والتبذير تزيد من تفاقم معاناة من ورطتهم بالزواج فالشخص الذي لا يستطيع ان بوفر تكاليف الزواج لا يستطيغ غدان ان يفتح بيتا وبعول نفسه ووزجته واولاده فكان الأصوب ان يمولوا لهم مشاريع او يعلمونهم مهنا تدر عليهم دخلا يستطيعون من خلاله الزواج فالحكمة تقول لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد السمكة؟

فأتقوا الله وتمعنوا في قوله سبحانه: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم تبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال)

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس