بقلم/ سمير القاسمي
البكاء ليس عيباً كما يدعي بعض المنافقين ، يقولون البكاء للنساء دعك منه ، كف عن البكاء أنت لست طفلاً ، هكذا ضحكوا علينا وجعلونا نكبت مشاعرنا الجميلة في التعبير عن حالة من حالات الصدق في حياة الإنسان.

أحياناً تحب أن تبكي ولا تستطع ، تحاول وتحاول وتقتلك المشاعر المتداخلة وتفترسك عيونك التي لاتقدر على ضخ الدموع .

بالامس شاهدت باولو ديبالا ، يودع جمهور يوفنتوس بالدموع بشكل يوضح مدى عشق هذا الشاب للسيدة العجوز ، كان الجميع يواسية وعيونه تذرف الدموع وقلبه ينزف دماً على لحظة الفراق، الامر ليس بيده لقد أراد البقاء والادارة لم تعطيه مايستحق للبقاء.

وبالمقابل جورجيو كليني ، لعب أخر مباراة مع يوفنتوس ، ظل كجذع نخلة يابسة في صحراء قاحلة لم يقدر على البكاء ، تعودنا عليه هكذا محارباً فذاً لم يستسلم أو يحاول أن ينكسر ، لكن البارحة كان يريد أن يستسلم كان يرغب في الانكسار في الرضوخ لمشاعره الإنسانية التي تختبي خلف شخصيته .

كليني وحش وغابة من الفوضى وبالتأكيد أن قلبه فيض من الحب هو من الاشخاص الذين يهربوا خلف شخصياتهم الوهمية، في الصورة لاعبين الاول خدم لعب 15 عاماً بشعار اليوفنتوس ولم يتزحزح حتى أخر لحظة له في تورينو والاخر لعب 7 سنوات مع سيدة إيطاليا وكان فتاهم المدلل بكى حتى أبكى كل المدرجات، المشاعر مختلفة والعشق واحد، كرة القدم هكذا عودتنا في المتناقضات، أصحاب المشاعر المرهفة يعشقهم الجمهور في مثل هذه المواقف عند الوداع والخذلان حتى في الانتصارات، وأصحاب المشاعر التي يطلق عليها متحجرة غير محبوبين للجماهير لكنهم يرونهم ثقة وأمان وفي صالح فرقهم عند الازمات وفي مواجهة المنافسين!

لقد غادر يوفنتوس أساطير أعطت أفضل من كليني وديبالا، بلاتيني وباجييو وديل بيرو وبوفون وتريزيجية وندفيد وغيرهم من نجوم سيدة إيطاليا العجوز وكل جيل جاء بكل حب من أجل خدمتها، ويظل يوفنتوس علامة فارقة في خدمة كرة القدم الايطالية ومنتخبها الاتزوري، وداعاً كليني وداعاً ديبالا!

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس