بقلم/ إسكندر المريسي
كثر الحديث في الظرف الراهن عن الوحدة اليمنية ومصيرها ، حيث يأتي ذلك الحديث ونحن نحتفل بالذكرى الثانية والثلاثين من قيام الوحدة المباركة وما تشهده اليمن من احداث مؤسفة وما نتج عن ذلك من تحولات سياسية عبرت عنها بعض القوى السياسية التي تسعى جاهدة إلى إعادة التشطير وتقسيم الوطن .

وما يثير الدهشة والاستغراب أن الذين يتحدثون عن فك الأرتباط او تجزئة اليمن والعودة به إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو ١٩٩٠م هم بالتأكيد غير مخولين بذلك ، لأنهم منقسمين على أنفسهم غير مخولين في ذواتهم وأغلبهم ضمن عناصر التدويل تابعين لقوى خارجية وسيلعنهم التأريخ .

لأن أبسط البديهيات أن الأزمات الشديدة التي تتعرض لها الأوطان دائما ما توجب قيادات وطنية جديدة والخيانات الكبيرة تحت أي يافطات إقليمية أو دولية سرعان ما تتبدد وتذهب أدراج الرياح .

خاصة والوحدة اليمنية كدلالة بسيطة تكمن في شيئين لا يقبلان التغيير ( الوجود الجغرافي وحقائق التأريخ) وهو ما يعني أن الوحدة اليمنية ليست خلقا لمعدوم وأنما تأكيد لموجود.

وبالتالي لا نستطيع أن نتحدث عن الوحدة اليمنية وفقا لمفهومها على أنها توحيد الواحد لأن الواحد أصلا موحد قبل ٢٢ مايو ولا يوجد خلاف على الوحدة ولكن تتحدد الرؤى حول الأشكال المعبرة عن تلك الوحدة سيما واليمن عرفت الوحدة كشيئ طبيعي والتجزئة ليس حول محور الوحدة بوصفها واحد أسمة اليمن ولا يعقل أن يكون ذلك الخلاف على ذلك الأسم شكلا ومضمونا لأن اليمن وجدت لكي تبقى موحدة وتنتصر ، ولا يمكن لتلك القوى التي تسعى جاهده في الظرف الراهن أن ترسم طريق ومستقبل الوطن فاليمن مثل طائر الفينيق لا يموت إلا لكي يحيى من جديد.

حول الموقع

سام برس