سام برس
احتفاء باذخ بذكرى وفاة محمد عبد الوهاب و بالتجربة الشعرية للشاعر البشير المشرقي...على ايقاع أمطار الصيف..

تجليات الفنان الأمهر عباس مقدم حيث الشعر و الاحتفاء بالتجارب اعترافا و تثمينا ..و حضور للنوادي و الشبان و اليافعين و هواة الشعر..

شمس الدين العوني

الشعر..هذا العطر النادر في الأزمنة و في الأمكنة حيث لا مجال لغير القول بالكلمات تنحت ظلالها في النور ..ثمة سحر في الأرجاء و موسيقى..و أطفال يرسمون الحياة بباستال الأمل..انه الشعر..فكرة الحنين و الحب و التفاصيل المربكة و القلق الجميل لأجل مابه تسعد الأرجاء و العناصر قولا بالعذوبة الباذخة..

هكذا كان الأمر في ساعات من يومين انهمر فيها المطر و غطى المكان..انها أمطار الصيف على عبارة عنوان ديوان شاعرنا الصديق نور الدين بالطيب الصادرة منذ سنوات ضمن تخيره الشعري " أمطار الصيف "..


و هكذا كان جمال بنزرت الاستثنائي حيث الميناء القديم و المدينة في حيوية تفاصيلها والثقافة المزدهرة حراكا و نشاطا و ألقا نوعيا..و الشعر..نعم الشعر حيث العراقة في تجلياتها..ملتقى جماعة فوق السور يحتفي بشاعر البلد البنزرتي تفاعلا و عرفانا و جميلا زمن الصخب و الضجيج و النكران و الثقافات الهابطة التي هي زكام عابر يصيب البلاد ليزول..ملتقى الشعراء و الأدباء و أحبة الشعر يحتفي بالشاعر الرومنطيقي صاحب الشجن الجميل ..البشير المشرقي..

وفق فعاليات الدورة 13 لملتقى جماعة فوق السور تحت شعار "التجربة الشعرية للشاعر البشير المشرقي" في اعداد و تنظيم مميزين من قبل مندوبية الشؤون الثقافية ببنزرت بادارة الأستاذ خالد العبيدي و المركب الثقافي الشيخ ادريس بادارة الأستاذ البشير القمودي و بمشاركة ودادية قدماء معاهد بنزرت و نادي أقلام الموج و جمعية أحباء المكتبة و الكتاب و نادي السرد...كل ذلك في حضرة الموسيقى القادمة من النبع..موسيقى الأعماق و الجمال و الفرادة..موسيقى الرقي و الامتلاء و الانتشاء و موسيقى الأحوال الشعرية..موسيقى الراحل محمد عبد الوهاب الشاعر الآخر بعوده و ألحانه و اضافاته..

هو الشاعر في مجاله هذا و نعني الشعر كحالة جمال و بهاء و دلال..هذا ماعناه سليل هذذه المدرسة الفنية الفنان الممتاز عباس المقدم الطفل الذي مضى الى كنه اللعبة الطربية و جوهر الأشياء لينهل من مناخات محمد عبد الوهاب و ما جاورها من حياة الطرب العالي ..أصوات تنوعت في الآداء لكل من صفية مكي و هناء عصيدي و لمياء حماص و سنيا مادي و عزيزة جمال و عبد الرزاق الفقيه لتشير للآفاق طربا و امتاعا حيث العباس يمسك عوده بمهارة عازف نازف يجترح من الينابيع ما به تفعل الموسيقى فعلها في النفوس و الوجوه و الدواخل..كان ماهرا كعادته صحبة مرافقيه من مطربين و عازفين كل ذلك قدام جمهور من ذهب الأزمنة..حدث ذلك بالمركب الثقافي الشيخ ادريس حيث الشعراء في ملتقاهم الشعري و أحبة الطرب الجميل الذين قدموا من جهات تونس لهذا الحفل ..و لعباس المقدم جمهور وفي يقتفي أثر موسيقاه و أغانيه و يحضر حفلاته بالمدن التونسية و منها بنزرت في سهرة السبت 28 ماي الجاري في اطار يمجد العميق و الأصيل..و تم بالمناسبة تكريم الاعلامي المميز محمد الماطري صميدة و الفنان فيصل رجيبة من قبل جمعية أحباء الموسيقار محمد عبد الوهاب الثقافية ببنزرت..

كانت سهرة السحر الدفين و موسيقى و أغاني التجليات الفنية الطربية التي تذهب المهج حيث و على عبارة الشاعر الكبير ابن الفارض ( و خذ بقية ما أبقيت من رمق///فلا خير في الحب ان أبقى على المهج..) ..هو عرض موسيقى بعنوان "النهر الخالد" بقيادة الفنان عباس المقدم تم في إطار الذكرى 31 لوفاة موسيقار الأجيال الأستاذ محمد عبدالوهاب و قد نشطه المثقف و الاعلامي المميز قيدوم الصحفيين في بنزرت الأستاذ رشيد البكاي الذي أشار في تدخلاته التنشيطية التقديمية لفقرات برنامج الحفل الى فعل الطرب الأصيل و أعماق مايقدم من قبل المجموعة و جماليات الأغاني ..كل ذلك بتأطير ودعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت و جمعية أحباء الموسيقار محمد عبد الوهاب الثقافية.. انها متعة الفن كون الشعر أبو الفنون حيث الأعالي من موسيقى و طرب و ابداع مخصوص في تعدد لأصوات الشعراء و الفنانين ليصير المركب الثقافي الشيخ ادريس الشريف ببنزرت مجالا للابداع عالي الجودة و هو المركب الذي تعددت و تلونت أنشطته الثقافية و الفنية و الابداعية مع فسح المجال شاسعا للنوادي و المواهب كل ذلك بتأطير و اشراف شخص نبيل و مثقف و محب للابداع و هو الأستاذ بشير القمودي الذي جمع المثقفين و المبدعين من بنزرت في هذه الحركة النبيلة و الرشيقة تجاه قامة شعرية من حيث التجربة و العطاء و نعني الشاعر و المندوب الثقافي الأسبق و الكاتب البشير المشرقي الذي تعددت المداخلات بشأنه من قبل الأستاذ و الاعلامي منصور الغرسلي في نص عن تجربة المشرقي بعنوان:

"الهزار الشادي بقلب جريح"تميز بالدقة و حسن التقديم و التعاطي مع التجربة اضافة الى تدخلات شعراء و حاضرين منهم بالخصوص المنصف الوهايبي و سوف عبيد و مختار العمراوي و سويلمي بوجمعة و صالح الدمس و ورشيد البكاي ومحمد الهادي البكوري...و غيرهم ..كلمات عن التجربة تنبض جميلا و عرفانا تجاه شاعر تعددت دواوينه الشعرية و تجلت قصائده بأحوال وجدانية بين الحنين و الشجن في مساحة من الرومنتيكية المتأنقة..و قدمت أمسية الافتتاح الشاعرة الموهوبة وهيبة قوية بعد كلمات المندوب الثقافي خالد العبيدي الذي أشار الى قيمة الفعل الثقافي و تنوع التجارب و العرفان و التثمين تجاه القامات و الرموز في شتى مياديد الابداع الثقافي الوطني و من ذلك التجربة الشعرية للشاعر البشير المشرقي كشاعر مبدع و مثقف و مندوب سابق للثقافة ببنزرت..و من جهته رحب مدير المركب الثقافي البشير القمودي بالضيوف مثمنا دور النوادي الفعال و أحباء الثقافة ببنزرت في دعم الحراك الثقافي مبرزا انفتاح المركب على التجارب و المبدعين و أصحاب المواهب الثقافية و الفنية مشيرا الى أهمية الاحتفاء التكريمي بشاعر بنزرت الأستاذ البشير المشرقي .حضر الشعر اثر ذلك من خلال القراءات متعددة الأصوات و التجارب بمشاركة سوف عبيد والمنصف الوهايبي وسويلمي بوجمعة وشمس الدين العوني ووسيلة المولهي وافراح جبالي ودلال الغربي ونزار حميدي و خالد الهداجي و فريد السعيداني و امامة الزائر واحمد شاكر بن ضية والضيف الليبي أسامة ناجح الى جانب شعراء وشاعرات الجهة و منهم الهادي بن هولة و منى الماجري و مكي الهمامي وعنان عكروتي وهندة الطراباسي و عزالدين الشابي و نجيب بن علي و بسمة الصحراوي ومنى البابوري وجميلة بن حميدة و سعيدة باشطبجي و يسرى بجاوي و نورالدين المتالي ومختار العمراوي ورشيد العرفاوي و باسهاماته المميزة الاعلامي و الأستاذ عبد الفتاح الغربي و غيرهم من الضيوف والأدباء الشبان. الحصة المسائية نشطتها الشاعرة المميزة عنان العكروتي وشهدت عددا أخر من القراءات الشعرية بمرافقة عازف الكمان المهدي السويحلي وقراءات للشاعرالمحتفى به البشير المشرقي من قبل عدد من اليافعين و الشبان ..

و خلال اليوم الثاني للفعالية قدمت الحصة الصباحية نسرين المشرقي و فيها لقاء مع الكاتب عبد الوهاب براهم و بحضور مدير المركب الأستاذ بشير القمودي انتظم حوار مفتوح لمزيد النجاعة و تطوير أنشطة النوادي و لتنمية مجالات الاعتناء بالمواهب الأدبية و ذلك لتحقيق مزيد من النجاحات و الاشعاع و لتنظيم جلسات تقييمية في الغرض و اختتمت التظاهرة بتقديم شهائد الشكر والتقدير للضيوف و المشاركين..على ايقاع الصور الثنائية و الجماعية و لتبادل الكتب و الدواوين و الاصدارات الشعرية و الأدبية في أجواء بهيجة. . شعر و تكريمات و احتفاء بتجربة شعرية بنزرتية تونسية و عربية هي تجربة الشاعر البشير المشرقي و أصوات من أجيال و تجارب شعرية مختلفة و موسيقى فاخرة من أزمنة الفنان محمد عبد الوهاب خلال يومين من بدايات صيف تخللته أمطار غزيرة ..هي أطار الصيف..مثلما نسميها ..هكذا هي بنزرت الساحرة..الشاعرة..المحفوفة بالموسيقى و أسرارها الدفينة...

حول الموقع

سام برس