بقلم/ وليد فدامه
تعلمت وتعلمت في امريكا أن العمل عبادة قولا وفعلا تعلمت في امريكا أن الإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى لكي يعبده ويقرأ ويفكر ويبتكر ويكون جديرا بخلافة الخالق على الأرض.

تعلمت في امريكا أن الكلب الكثير النباح لا يؤذي وان الشعوب كثيرة الكلام والشعارات لا يوجد لديها وقت للعمل والإنتاج .

تعلمت في امريكا ومارست لأول مرة في حياتي العمل التطوعي لصالح المجتمع الذي أعيش فيه وتعلمت أن التبرعات الى جانب العمل الخيري هما احد دعائم المجتمعات الإنسانية .

وتعلمت أن التبرعات ممكن أن تتوجه الى أعمال كثيرة لاتقتصر على على إنشاء دور العبادة فقط فهنالك جامعات ومستشفيات ضخمة كلها بنيت بأموال تبرعات من أغنياء ومتوسطي الحال وتعلمت أن قيمتك في المجتمع نابعة من عطاءك وعملك ومجهودك ولم اسمع في امريكا شخص يصرخ فيك ويقول لك انت عارف بتكلم مين
لم يسألني احد في امريكا انت ابن مين أو يسألني عن ديانتي أو عن شهادتي أو ثروتي السؤال الوحيد الذي يوجه الي ما هو عملك .

وتعلمت في امريكا أن احترام العمل اليدوي والعامل اليدوي مهما كان بسيطا وتعلمت أن اخدم نفسي بنفسي في البيت والعمل تعلمت في امريكا أن التواضع إذا حضرت اجتماعا في شركتنا يحضرة صاحب الشركة وأصغر موظف في الشركة فانك لا تستطيع أن تتعرف أيهما صاحب الشركة وأيهما الموظف فكل له دوره في العمل والمجتمع.

تعلمت أن الحظ لا يطرق سوى أبواب المجتهد تعلمت في امريكا أن افخر بما اعمله ما دمت اتقنته وان احب ما اعمله إذا لم أتمكن من أن اعمل ما احب.

تعلمت في امريكا أن الكذب هو بوابة الشر وان الصدق هو النجاة علمتني امريكا أن الإنسان صادق حتى يثبت كذبة تعلمت في امريكا معنى المواطنه تعلمت أني مواطن حقاً عندما شاركت في الانتخابات الأمريكية شعرت أني مواطن حقاً عندما أرى عائد الضرائب يعود على في شكل خدمات متنوعة حقيقيه وتعلمت أن امريكا ليست جنة الله على الأرض ولكن أهلها يسعون لتحقيق ذلك ويخطئون أحيانا ويصيبون أحيانا أخرى ولا يخشون أن يعترفوا باخطائهم بل يسعون الى تكبيرها حتى يراها الأعمى تعلمت في امريكا أن الشعوب الواثقة من نفسها هي التي تسخر من نفسها ومن زعمائها وتنشر غسيلها القذر بعد تنظيفه تعلمت أن السياسه مهنه فاسدة في بعض الأحيان لذلك يبعدونها عن الدين ويبعدون الدين عنها تعلمت أن احترام الآخر مهما لونه أو جنسيته أو عقيدته .

تعلمت أن المرأة (حقاً ) هي نصف المجتمع تعلمت أن الفرق بين التخلف والتقدم هو في التعليم وتشجيع التفكير الحر والابتكار تعلمت أن الأقليات هم جزء من نسيج اي وطن وتعلمت أن القضاء على التفرقه العنصريه ولقد تم الكثير في هذا المجال والدليل اختيار أوباما للمرة آلثانيه للرئاسة فها هو شاب أمريكي اسود من اب كيني مهاجر مسلم وأم امريكيه مسيحية يصبح رئيساً لأمريكا دلوني على بلد واحد في العالم ممكن أن يحدث هذا فيه .

تعلمت أن القوانين قد تم سنها لكي يتم تنفيذها على الكبير قبل الصغير وان الذين يشرعون منتخبون من أبناء الشعب وان القائمين على تنفيذها موظفين في خدمة الشعب ولذلك لم ولن تجد مواطن أمريكي يريد الهجرة الى بلد اخر بينما كل مواطنين الشعوب الأخرى تريد الهجرة الى امريكا وفي النهاية تعلمت أن العرب والمسلمين في امريكا لا يستطيعون العمل كفريق واحد لحماية مصالحهم حتى أنهم لا يستطيعون الاتفاق على بداية شهر رمضان وما زلت أتعلم في امريكا حتى هذا اليوم حتي لغتي الركيكه لم يضحكوا منها من كثر اخطائي المتكرره في اللغه بل يحاولو يساعدوك ويفهموك ويشجعوك وكلما أشاهد أو أتعلم شيئا جديدا أقول في نفسي يا ريت هذا الكلام موجود في وطني.

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس