بقلم/ د. حسين علي غالب
في الطريق من أحد العواصم العربية العريقة متجهة إلى محافظة أخرى لكي ألقي محاضرة تضم نخبة من رموز الأدب ، أنظر إلى ساعتي وإذ أجد أنه خلال نصف ساعة سوف تحين صلاة الظهر ، وبما أني قاربت للوصول إلى المحافظة فأنا سوف أكون سعيد للصلاة في أول مسجد أجده في وجهي.

وجدت المسجد وكان عمره بناؤه تقريبا النصف قرن ، لكنه متهالك للغاية و يبدو والعلم عند الله سبحانه وتعالى أنه لم تقم عليه صيانة منذ وقت طويل ، طبعا كأي مسلم قبل أن يبدأ صلاته للخالق عز وجل عليه أن يتوضأ وهذا ما علي فعله وأتجهت إلى الحمامات وقبل أن أدخل شممت رائحة كريهة لا تطاق وكأن أحدهم لكمني بقوة على وجهي ، طبعا أنا كغيري دائما أحتفظ في جيبي بكمامات طبية منذ بداية وباء كورونا اللعين وارتديتها ودخلت لأجد أن الحنفيات تحركها بكل الاتجاهات لكن لا ينزل منها المياه إلا من حنفية واحدة فقط واستخدمتها بدقائق معدودات وأنتهيت ، فأنا أريد أن أكون في الصفوف الأولى من المصلين .

بدأت الصلاة وأعداد المصلين متواضع وأغلبهم كبار بالسن ولم يتجاوز عددنا العشرين ، والمسجد كل شيء فيه يحتاج للتغيير و التصليح فالإضاءة ضعيفة وما فرش على الأرض شبه ممزق والنوافذ محطمة .

لم أستطع الحديد مع إمام المسجد فأنا مجرد زائر هنا أؤدي مهمتي وأرحل ، مذلك خفت أن يحدث لي مثلما حدث في البرلمان الكويتي عندما قررت الحكومة الكويتية في حينها هدم أحد المساجد القديمة جدا والتي لا ينفع أصلاحها بأي شكل من الأشكال ، و إذ قام عدد من النواب بالهجوم العنيف وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، وكأن هذا المسجد هي الكعبة المشرفة أو المسجد النبوي .

أنا أطالب بأن يكون في كل حي سكني ولو كان حي صغير بأن يكون فيه مسجد ، لكن أن يكون المسجد لائق لأن المساجد "بيوت الله".

كذلك ليس مقبول الظاهرة التي باتت متفشية في وقتنا الحاضر ، حيث نجد مسجد وبالقرب منه مسجد أخر وثالث يبعد عنهم ثلاث دقائق أو أربع والمساجد الثلاث مجتمعين ليس فيهم عدد كبير من المصلين و يعانون من الإهمال ، أليس من الأفضل الاعتناء بمسجد واحد مليء بالمصلين والمسجد هذا متكامل من كل النواحي حتى ينعم الجميع بجو روحاني جميل .

حول الموقع

سام برس