بقلم/ احمد الشاوش
أعلن الرئيس الامريكي جو بايدن ، عن قيامه بزيارة اسرائيل حيث من المقرر ان يصل اليوم الاربعاء الى مطار بن غوريون ، كما تشمل زيارته الضفة الغربية والمملكة العربية السعودية وحضور أجتماع اقليمي يضم قيادات مجلس التعاون الخليجي وعدد من القادة العرب في مدينة جدة.

زيارة الرئيس الامريكي الخاطفة تهدف الى إنشاء "ناتو" عربي وفي رواية تحالف عربي لمواجهة إيران أو عزلها من أجل حماية أمن اسرائيل ، وان لاتعلوا قوة فوق قوة ومصالح الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني في المنطقة.

والمثير للقلق ان الزيارة الامريكية للرئيس بايدن تُثير أكثر من علامة تعجب واستفهام ، لاسيما مع وجود أزمات على مستوى الداخل الامريكي وحالة الاستياء والتذمر الشعبي من ارتفاع اسعار النفط والغاز والغذاء وحالة التضخم والمخاوف من الانتخابات النصفية القادمة ، بالاضافة الى مخاوف القارة العجوز من الهيجان الشعبي بسبب قطع امدادات الغاز وارتفاع أسعار النفط وتدحرج كرة النار الروسية الاوكرانية الى اوروبا ماينذر بتردي الاحوال المعيشية والفوضى واشتعال النيران ومخاطر حرب عالمية ثالثة.

كما ان الازمة السياسية والامنية الداخلية الحادة في اسرائيل وارتفاع المعيشة وحالة الرعب من ايران ومخالبها المتمثلة في الحرس الثوري وفيلق القدس ومحور المقاومة وحركة حماس وحزب الله اللبناني وتنظيمات في العراق وسوريا واليمن وغيرها ربما دفع الرئيس بايدن الى الايعاز بخلق تحالف دفاعي أمني لاستغلال ثروات وأموال ونفط وممرات بحرية واستغلال الفزاعة الايرانية لتشديد قبضته على الشرق الاوسط الجديد بعيداً عن أي قوة روسية أو صينية أو ايرانية او مقاومة ضد المشروع الامريكي والصهيوني اللقيط في المنطقة.

وفي تصوري ان الرئيس بايدن سوف يناقش خلال لقاءه بالعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان وقادة مجلس تعاون دول الخليج و بعض القادة العرب في مدينة جدة العديد من القضايا الهامة وفي الطليعة:

*مناقشة الرئيس الامريكي بايدن مع ملك السعودية وولي عهده أزمة الطاقة وارتفاع أسعار النفط ورفع معدلات الانتاج لاستقرار السوق وتهدئة غضب المواطن الامريكي الذي بدأ يضيق بسياسات بايدن الفاشلة.

*القضية الجوهرية الثانية تتمثل في الضغط الامريكي على جماعة الحوثيين وإيجاد حل سياسي يفضي الى تحريك العملية السياسية وارساء السلام في اليمن ، بما ينعكس على أمن واستقرار السعودية.

*ممارسة اكبر ضغط على إيران وعدم توصل طهران الى صناعة قنبلة نووية أو صواريخ باليستية استراتيجية من شانها ان تدمر اسرائيل أو تهدد أمن وسلامة منطقة الخليج العربي.

*مواصلة عمليات التطبيع مع عدد من قادة الدول العربية والاسلامية الاخرى وسماح المملكة بفتح الاجواء امام طيران تل ابيب.

*طرح حقوق الانسان وقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي والمثلية بطريقة ثانوية للاستهلك الاعلامي في مقابل تحقيق بعض المصالح الامريكية.

*انشاء تحالف عربي يقوم على شبكة دفاع جوي مشتركة واندماج الكيان الصهيوني في الجسم العربي تحت عناوين امن المنطقة في مواجهة التهديدات الايرانية ووقف دعم أذرعها.

*مناقشة نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير من مصر الى السعوية ترجمة لعملية السلام بين القاهرة وتل ابيب وفقاً للاعلام الاسرائيلي.

*انشاء سوق عربية -اسرائيلية مشتركة تصب في مصلحة وازدهار الاقتصاد الاسرائيلي من خلال تسويق وبيع صفقات الاسلحة المدمرة والتكنولوجيا الحديثة والقيام بمزاولة اعمال الانشاءات وتصدير المنتجات والتبادل التجاري وتطبيع الحياة في عدد من مجالات الرياضة والثقافة والاعلام وغيرها.

ومن المفارقات العجيبة ان الرئيس الامريكي بايدن ، كتب مقالة على "الواشنطن بوست " ، تحت عنوان" لماذا ساسافر الى السعودية" ، برر فيها زيارته الى مملكة الرمال بعد ان وصم المملكة السعودية بالمنبوذة وصرح أكثر من مرة بعدم التواصل مع ولي العهد السعودي ، ورغم تلك التصريحات إلا ان بايدن قرر الذهاب الى السعودية واعلن انه سوف يجلس وجه لوجه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في حالة اعتبرها سياسيون وناشطون ومواطنون سعويون على " تويتر" ان تراجع بايدن وزيارته للسعودية يُعد انتصاراً لولي العهد السعودي ونكراناً لماقطعه بايدن للناخب الامريكي من وعد في ذلك نظراً للازمة الامريكية الحالية وكسب أصوات الصهاينة.

والحقيقة التي يُدركها المجتمع الدولي ان اسرائيل التي تملك ترسانة نووية وصاروخية واسلحة دمار وتفوق تكنولوجي وقبب حديدية وصواريخ باليستية ومنظومة الليزر الجديدة وتمارس القتل والتعذيب الممنهج ضد الشعب الفلسطيني والاغتيالات والانقلابات في الوطن العربي لاتستطيع ان تحمي نفسها من طائرات ورقية للشعب الفلسطيني أو انتفاضة بالحجارة او اطلاق صاروخ من حماس أو طلقة طائشة من حزب الله أو قذيفة من الجولان المحتل لاتستطع الدفاع عن نفسها وانما تستمد قوتها وازدهارها من الجلاد الامريكي وبعض القادة العرب.

لذلك فالكيان الصهيوني يرى في " الاندماااااااج" في الناتو العربي الجديد طوق حماية وقارب نجاة تحت أكليشة " التطبيع" مع بعض الحكام العرب دون ان تعي ان الشعوووووب العربية والاسلامية ترفض اندماج الخلايا السرطانية للصهاينة المحتلين في جسدها ، الذين رفضوا وضربوا بقرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية والقوانين الانسانية عرض الحائط ولم يؤمنوا حتى اللحظة رغم التطبيع مع بعض القيادات المترهلة بحل الدولتين وعملية السلام التي هي أساس استقرار الشرق الاوسط والسلام العالمي.

لانزال نتذكر كلمة رئيس الوزراء الاسرائيلي لابيد ، في اول خطاب له ان اتفاقات أبرهام للتطبيع مع الدول العربية نعمة كبيرة لاسرائيل ، بينما الواقع يؤكد انها نعمه مع الحكام المفلسين ونقمة للشعوب العربية الرافضة مجرد الحديث في الوهم ، لاسيما وان الفيروس الاسرائيلي الذي أستطاع ان ينخر وينهش جسد بعض الحكام الذين يعانون من الوهن وهوى النفس لايمكن ان يتسلل الى فكر وثقافة وعقل وحكمة وفنون وعلوم ومهرجانات ومؤتمرات الشعب العربي والعالم الاسلامي ، لان الشجرة الطيبة لاتنبت إلا طيباً والخبيثة طلعها كرؤوس الشياطين يجب ان تُجتث من جذورها.

تابعنا الكثير من الاتصالات واللقاءات والاجتماعات ومؤتمرات المطبعين والمطبلين التي نقلها الاعلام العربي والامريكي والعبري تارة على استحياء وأخرى بزوبعة في فنجان ، من شرم الشيخ وقمة النقب بمشاركة مصر والامارات والبحرين ، ولقاءات سرية وعلنية في الاردن والعراق والبحرين والامارات وسلطنة عمان والمغرب والسودان وفي دول افريقية وأوروبية لقادة اسرائيليين لايحملون مشروع السلام ولاحمائم السلام ، وانما يحملون مشاريع القتل والاغتيال والابتزاز والاستغلال والدمار واشعال منطقة الشرق الوسط من خلال سياسة فرق تسد والضغط على الطامعين بكراسي الحكم وتسويق الاجندات والمشاريع المشبوهة والفاشلة في منطقة قابلة للانفجار والتغيير في أي لحظة ودون مقدمات.

بايدن .. أناصهيوني:

مازلت اتذكر الكلمة المشهورة للرئيس الامريكي جو بايدن وولاءه العجيب للاحتلال الاسرائيلي عندما يقول ..

"لكي تكون صهيونيًا لا تحتاج بالضرورة لأن تكون يهوديًا. فأنا صهيوني" ، لذلك هل يعي القادة العرب أهداف بايدن وهل يحمل في طريقه الخير للامة العربية .. اطلاقاً؟.

كما ان حديث هيئة البث الإسرائيلية "كان" بأنه من المتوقع الإعلان عن "صفقة أمنية ضخمة بين إسرائيل والسعودية تحت إشراف الولايات المتحدة" خلال الأسابيع القادمة ، وهي بيع أنظمة دفاع جوي للسعودية خلال زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن" المقبلة نرى انه لايصب في اطفاء الازمات والحرائق كون السعودية بحاجة ماسة الى السلام والمضي في النهضة الصناعية والاقتصادية.

كما ان إيران عليها ان تجنح للسلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للعرب ومنطقة الخليحج العربي ، وان تبني علاقاتها الدولية مع العرب بصورة يسودها الاحترام والامن والاستقرار والسلام حتى لاتكون هدفاً كالعراق الجريح.

والمثير للشك هو تصرحات نائبة وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الاوسط باربرا ليف ، ان واشنطن تعمل في الكواليس من أجل تطبيع دول عربية اخرى مع اسرائيل، وان زيارة بايدن للسعودية مُبشرة برؤية أشياء مثيرة للاهتمام!!؟.

أخيراً .. اقامة ناتو عربي أو تحالف شرق أوسطي و" إندماج " العدو الاسرائيلي لحمايته والسهر على أمنه واستقراره على حساب القضية الفلسطينية والامن القومي العربي جريمة ممنهجة لن يغفرها التاريخ .

كما ان الدعوة الى ازدهار اقتصاد الكيان الصهيوني على حساب ثروات وخيرات وصناعات واقتصاد ولقمة الشعوب العربية والعالم الاسلامي جريمة أخرى بكل ماتعنيه الكلمة

فالرهان على امريكا واسرائيل في حماية كراسي الملوك والامراء والرؤساء والقادة مجرد وهم في عالم متغير بسرعة الصوت ولكم في شاه ايران وزين العابدين بن علي وحسني مبارك وغيره دروس ، والحرب الروسية - الاوكرانية التي تلقي بظلالها اليوم على أوروبا وامريكا والعالم دليل على ان خارطة العالم ستتغير وان نظام تعدد الاقطاب يلوح في الافق والرهان على البيت الاسرائيلي الذي هو أضعف من خيوط العنكبوت وهم واشبه بالسراب .. والقادم أسواء

shawish22@gmailcom

حول الموقع

سام برس