بقلم/ يحيى يحيى السريح
ذكرني أحتفال جمهورية الجزائر الشقيقة بعيدها الوطني الستين للاستقلال باحتفال اليمن بالعيد الوطني لتحقيق الوحدة اليمنية عام 2000م والذي حضره ولي عهد السعودية الراحل رحمة الله عليه الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد آنذاك وبحضور بعض الزعماء العرب وكان احتفالا مزلزلا استعرضت فيه القوة العسكرية بمختلف وحداتها البرية والجوية والبحرية والقوة الصاروخية ، مما أقلق الشقيق والصديق قبل العدو المتربص بنا وبغيرنا من الدول العربية والاسلامية شرا .

وفعلا مع نهاية ذلك الحفل ، تم ادخال اليمن دائرة المؤامرات عليها وكيفية التخلص منها وتفكيك وتدمير تلك القوة البشرية واللوجستية التي ارقت مضاجعهم ، اذ كانت اليمن ما قبل 2011 تحتل المرتبة السادسة عربيا من حيث القوة العسكرية ، وكان ذلك التباهي والتفاخر بما تملكه اليمن من قوة عسكرية سببا ليعكف الاعداء على التخطيط والتآمر على اليمن منذ ذلك الوقت حتى تحقق لاعداء اليمن من الاشقاء واليهود والغرب ما تمنوه .

وهاهي اليمن منذ 2011 تدخل عنق الزجاجة في ازمة سياسية اصطنعها الغرب ونفذها الاشقاء الاشقياء واستمرت حتى 2015م حيث شنت السعودية الحرب على اليمن بتحالف دولي ، ومضى على تلك الحرب والعدوان على اليمن ثمانية اعوام متواصلة والحرب لا زالت مستعرة ، وعيد الاستقلال الجزائري هو الاحتفال بالذكرى السنوية لاستقلال الجزائر بعد تحررها من الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من ثلاثة عشر عقداً (132سنة) بفضل تفجير الثورة التحريرية الكبرى والتي تعد أكبر ثورة في القرن العشرين ، وهو يوافق 5 يوليو سنة 1962، ولقد تم توقيع مرسوم الاستقلال يوم 3 يوليو 1962 وقامت جبهة التحرير الوطنية بإقرار 5 يوليو لمسح هزيمة 5 يوليو 1830 بسيدي فرج .

وجل ما أخشاه أن يحدث بالجزائر الشقيقة ما حدث لليمن ، وأن يكون ذلك العرض العسكري غير المسبوق لدولة الجزائر الشقيقة والذي تضمن أنواعا من الأسلحة المتطورة جدا مثل صواريخ “اس 400” وصواريخ إسكندر الروسية، وغواصة الثقب الأسود، وطائرات حديثة من نوعي “سوخوي” و”ميغ” الأحدث في الترسانة الروسية،
ووجود ذلك الكم الهائل والنوعي من الطائرات ومنظومات الصواريخ والغواصات الحديثة في العرض العسكري ، سببا للتآمر على الجزائر وأن تحاك ضدها المؤامرات ، ويفتعل لها الأزمات ويمول اعدائها من الداخل والخارج حتى يتم النيل منها وتدمر قوتها ، وتنهك عسكريا واقتصاديا وبشريا كما حدث لليمن .

ولا ادري ما هي اللذة والمتعة في أن نستعرض قواتنا وما نملكه من مخزون سلاح أمام العالم ؟! ولا أدري كذلك لما لا نتعض لما يحصل لنا أو لغيرنا من كوارث وأخطاء بسبب الغرور والزهو الغير مبرر ؟! لا شك أن اعداء الجزائر سيعتبرون ذلك العرض المهيب والقوة العسكرية الضخمة بمثابة رسائل تهديد موجهة اليهم ، وأن ذلك العرض يحمل رسائل عديده أهمها بإن الجزائر أصبحت قوية ويجب عليكم أن تخشوها وتعملوا لها حساب ، وهنا مربط الفرس ومصدر الخوف والقلق على الشقيقة الجزائر ، والذي لا نتمنا لها أن ترتكب نفس الخطا الذي ارتكبته ووقعت فيه اليمن ، ويكون مصيرها نفس مصير اليمن !!

حول الموقع

سام برس