بقلم/ محمود كامل الكومى
هبطت طائرة بايدن مطار بن غوريون .

كانت العبارات في حلقه مازالت تتحشرج ليواريها اللسان . وقد أعاد تلقينها عليه حكام أمريكا الحقيقيين قبل مغادرته مطار واشنطن.

فالرئاسة الأمريكية لا تصنع سياسات , وإنما تحكم ظاهريا .

الحاكم الفعلي من وراء الستار, من يفرض السياسة متمثلا فى لوبيات خمس كلها فى يد الصهيونية العالمية كعرائس المار ونيت.

اللوبي الصهيوني , وول ستريت (بمانهاتن نيويورك), وأصحاب الشركات العابرة للقارات وال سي أي أيه , وشركات البترول والسلاح .

يصوغون السياسة الأمريكية , تحت سيطرة الصهيونية . ويبقى الجالس على المكتب البيضاوي فى البيت الأبيض , ووزراء المطبخ من مستلزمات الديكور الذي يزين أمريكا فى ربوع العالم .

الكهل جاء الي تل أبيب وعينة لا ترى القبر , فيما غرائزه تثير شهوتها أن تضاجعه مدة رئاسة قادمة .
لزاما أن يمارس الغنج , لحظة وصوله أحضان المومس الشمطاء فى تل أبيب :

هذه زيارتي العاشرة إلى إسرائيل، والعلاقة بيننا علاقة تصل حتى النخاع"، مشيرا إلى أنه "خلال الزيارة سنجدد الالتزام بأمن إسرائيل بما فيها الصناعات العسكرية ودعم القبة الحديدية ونظام الليزر iron beam"..

لابد أن تندمج إسرائيل في المنطقة وتقود .

نلتزم بضمان أمن الدولة العبرية .

يناغي الشمطاء وقد بلغ من العمر أرذله " ليس من الضروري أن يكون الشخص يهوديا ليكون صهيونيا"
يرد رئيس وزراء الشمطاء بتل أبيب :" لقد أكدت ذلك سابقا بأنك صهيونيا .... ابتسامة صفراء من فم الكهل ( بايدن).

والي المحرقة اليهودية المدعاة.. يتقدم بايدن الركب.
يضع أكاليل الزهور , ويجدد التعويض على مدار السنين والأعوام .

فيما حرق جنود مصريين أحياء ودفن آخرين أحياء من جانب جنرالات اسرائيل , في مقبرة,يثير شهوة بايدن وتعطيش حكومة الشمطاء الإسرائيلية لشهوة الدم وإزهاق الأرواح.

( كان الجنود المصريون قد دخلوا القدس في حرب حزيران وقاتلوا حتى نفذت ذخيرتهم)وهو ما يعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب تقديم فاعليها الي المحكمة الجنائية الدولية , والتعويض عنها , بما يؤكد من جديد أن دولة الكيان الصهيوني هي عصابات إجرامية . وقد أعلنت عن ذلك ها أرتس الإسرائيلية .

والعجيب أن هذا الإجرام ضد أبطال مصر لا يجد صدى عند الحكومة المصرية , وتلك الحكومات التي تسارع لاستقبال بإيدن الكهل اللعوب مع شمطاء تل أبيب , في جدة.

يرتدى بايدن على رأسه " الكيباه" والي حائط المبكى , يلقنه الحاخام الأكبر نفايات التلمود (لابد ل جمال عبد الناصر أن يموت ) في قبره .

زيارة إسرائيل هي الأرضية التي عليها سيتم لقاء حكام الخليج ومصر والأردن والعراق في جدة :
معطيات على أرضية اللقاء في محجر عين الإدارة الأمريكية . حلف الأطلنطي صار هلامي في محكه الحقيقي أمام الإتحاد الروسي – الذي مازلت تؤرقه مهانة تفكك الاتحاد السوفيتي .

عقوبات أمريكا والغرب ضد روسيا ترتد في صدر دول الغرب . الروبل يتصاعد . واليورو يتدنى أمام الدولار , بفعل زيادة الفائدة التي قررها البنك الفيدرالي الأمريكي.

ناتو عربي إسرائيلي تقوده أمريكا وترأس أركانه أسرائيل – لتقود اسرائيل شرق أوسط جديد , يقضي على المقاومة العربية ( في فلسطين لبنان سوريا – ومقاومة الشعب العربي للتطبيع ) وتبعا فلسطين وفي الظاهر إيران .
مصر والأردن والعراق - الأولي والثانية ووهم الإنقاذ من الإفلاس , والثالثة ووهم الإنقاذ من الطوفان .

كيسنجر العجوز المخضرم وقد ذابت عينيه تحت النظارات: روسيا لن تنهزم في حربها على أوكرانيا ,واستنزافها يقابله استنزاف الغرب وأمريكا .

مبررات غزو العقل الحاكم , للحكام المهرولين لاستقبال بايدن على شفا الحرمين الشريفين في جدة تؤكده سوابق مساهماتهم في تفكيك الاتحاد السوفيتي و هزيمته في أفغانستان .

كيف مولت المملكة السعودية القاعدة , وجهزتهم للتدريب في أمريكا ومنها الي أفغانستان .

- كيف جهز السادات الإخوان والجماعات وأخرجهم من السجون بمدعاة الجهاد في أفغانستان لمحاربة الشيوعية هناك – وكيف قدم السلاح السوفيتي بصناديق مصانعه الي أمريكا , فقضى على فاعليته.

لحظتها لم يدر هؤلاء مقولة الأمريكان "لابد من القضاء على الشيوعية لنتفرغ للقضاء على الإسلام "– وبالفعل دمرت أمريكا دول إسلامية وعربية عديدة لكن الإسلام في القلوب و في السماء , والعروبة هدف عنه لا يُحاد.

المأساة تستعاد , والعجلة تدار من جديد – مع حلف ناتو عربي إسرائيلي يعلن عنه في جدة , والهدف القضاء على فلسطين وظاهريا إيران ,التي تساعد روسيا , وهما مع كوريا الشمالية والصين محور جديد ضد هيمنة الأمريكان , فيضحى العرب ذراع امريكى لاستنزاف روسيا وحصارها .

زيادة إنتاج النفط والطاقة الخليجية الغاز الإسرائيلي عبر مصر , بديلا للغاز الروسي , فيضحي العرب ذراع أمريكا لاستنزاف روسيا.

السلاح الروسي الموجود في بعض بلدان هذه الدول , تلعب عليه المخابرات الأمريكية , ليضحي رابضا في مكانه ويطفئ توهج نيرانه , وما فعله السادات نابضا في أذهان ال C I A. أمام الحضور العربي في جدة لاستقبال بايدن , جريمة حرق إسرائيل للجنود المصريين أحياء التي أعلنت عنها صحف اسرائيل دون استحياء , ماثلة في اللحظة الآنية وقبلها جرائم دير ياسين وصبرا وشاتيلا , وحرق الأقصى وكل الجرائم ضد الانسان الفلسطيني والعربي .

هزيمة روسيا لا قدر الله تكرس هيمنة أمريكا ,ومواصلة تدميرها لدولنا العربية , وفى شرعتها القضاء على الإسلام هو الحياة .

ومازال شعار إسرائيل الكبري من النيل للفرات مرفوع على الكنيست وبين طيات علم الكيان الإسرائيلي .
تدمير اقتصاديات شركاء أمريكا في حلف الناتو , لم يجف له مداد.

فأي تحالف , وسلام مع ربيبتها ,هو خيانة من أجل تحقيق هدفها ما بعد الصهيونية .

*كاتب ومحامى- مصري

حول الموقع

سام برس