بقلم/ احمد الشاوش
سقطت الدولة اليمنية ومؤسساتها ومنجزاتها ومقدراتها وموانئها وبحارها وجزرها وثرواتها النفطية والغازية والسمكية وصارت 2500 كيلو متر مربع من سواحل اليمن مرتعاً للبوارج والسفن وزوارق وقوارب ومتفجرات تجار الحروب.

ضاعت عقولنا وتبخرت حكمتنا وسقط منطقنا وغابت قيمنا بعد ان أدمن الكثير منا مُخدر المصلحة وهوى النفس و لباس الزيف والتضليل والنفاق والخيانة والارتزاق بدلاً من الحفاظ على اليمن السعيد وتقوى القلوب والوقار حتى نخر سرطان الفساد والانحطاط واللامبالاة في كل شيء جميل فينا وحولنا الى مجرد بنادق وقنابل متفجرة وأشباح وقتلة ولصوص وقطاع طرق نضيق من قول كلمة الحق ..

كان لليمن مؤسسة عسكرية وامنية وقوات جوية وبرية وبحرية مشرفة وجيش قوي وقوة ضاربة وسلاح نوعي وجنود يحمون السيادة ويحفظون الامن والاستقرار ، بدليل آخر حفل استعراضي للجيش اليمني لفت انظار السعودية والسفير الامريكي والعالم ما دعا الى سرعة التخطيط لهيكلته بطريقه تدميرية لاضعاف وتفكيك البلد واحلال جماعات تتحكم فيه.

وما يدل على حالة الامن والاستقرار ان المواطن اليمني كان يذهب بسيارته من صنعاء الى تعز والحديدة وسقطرة والمهرة وحضرموت وابين وغيرها من المحافظات اليمنية وبمعيته الملايين دون ان يتوقف في فرزة او نقطة او معسكر ، ولايخاف على نفسه إلا من الله والذئب.

ضحينا بالجيش والشعب والوحدة اليمنية والسلطة والثروة والسيادة من اجل قادة معاقين وحاقدين ومراكز قوى عابثة وأحزاب فاشلة وسياسيين لقطاء ومشايخ سفلة ومثقفين منحطين واعلاميين مرتزقة ودبلوماسيين متذبذبين وعلماء نصابين ومشايخ دين دجالين وسفارات عربية ودولية تحمي تجار الحروب.

أنقسم الشعب الى فسطاطين وهرع اعشار الحزبيين والايدلوجيين والمحرضين والحاقدين والمطبلين وأصحاب المشاريع القروية والطائفية والسلالية والعملاء والمنحطين الى ساحات الفوضى الخلاقة لحماية اللصوص والقتلة وقطاع الطرق والانتهازيين الذين تحولوا بقدرة قادر الى وطنيين وشرفاء وأعتلوا منصات الدمار تحت مسمى اسقاط النظام واسقاط الحرس العائلي ، فسقطت الدولة والمؤسسات والمنجزات والاقتصاد والثروات والمرتبات والمواطن والاسرة والنسيج الاجتماعي ، وصار المواطن الغبي والجاهل والمتعصب والمعبأ أرخص سلعة في عالم تجار الحروب دون ان يعي مصلحته ومصلحة اسرته ومعيشته أولاً ومصلحة الدولة التي يستظل تحت سقفها وسيادتها ومنجزاتها ، رغم هامش الفساد الذي تعاني منه اليمن والكثير من الدول.

اليوم يتساءل الكثير من اليمنيين الشرفاء أين صقور وقادة الفوضى الخلاقة وأين أصحاب الصدور العارية الذين خرجوا الى ساحات الفوضى لنشر الرعب والفجور والكراهية والدمار واشعال الحرائق للمطالبة باسقاط النظام وترديد شعارات أرحل ولادراسه ولاتدريس حتى يسقط الرئيس ونشر محاكم التفتيش في البدرومات والقتال على المنصة والميكرفونات ومصادرة اراء الاخرين ، رغم عدم انقطاع مرتباتهم وحوافزهم المالية وحصولهم على ترقياتهم أولاً بأول وحصول بعض الفاسدين على ثلاث وظائف وأكثر مع استقرار الاسعار ومشتقات النفط والغاز والمواد الغذائية حتى صار سعر الكيلو الكهرباء في أحلك الظروف 7 و10 ريال بعد خبطة كلفوت التي أدارها بعض الثوار الفاسدين عن بُعد.

اليوم أين القادة العسكريين وأين مجلس النواب المقسم هنا وهناك وقادة الاحزاب الفاشلين ، واين العلماء المزيفين وأين الوزراء وأين القًسم الجمهوري وأين السياسيين والاطباء والمهندسين والتربويين والقضاة والعسكريين والمشايخ وغيرهم مما يجري على الساحة اليمنية من فوضى وفقر وجوع واعتقالات وقطع طرق ووقف مرتبات وارتفاع اسعار الغاز والنفط والمواد الغذائية واحتكار الوظائف للجماعة والسلالة والانتهازيين وبطانة السؤ وغيرها.

والحقيقة المرة التي يجب ان تُقال ان لسان حال اليوم في ظل وجود حكومة الامر الواقع بصنعاء، وحكومة مايسمى بالشرعية في عدن ومأرب وغيرها من المدن اليمنية يقول : ولا كلمة ولاصوت ولانخس ولا حقوق ولامستحقات ولا مرتبات ولاصدور عارية في ظل وجود الصميل الذي يعتقد البعض انه خرج من الجنة والبندقية التي تخطف روح أي منتقد الى أقرب مقبرة.

اليوم الصدور العارية مع احترامي للبعض منهم ممن أقر بغلطته وكفر عن ذنبه وان كان بعد ان جنت على نفسها براقش ، تبحث عن " خزقي " في تعز للمرور منه أو خط للنفاذ او شارع للهروب أو نفق للرحيل منه وماكان يقطعه في ربع ساعة يستغرق اليوم 10 ساعات وهات من تحقيقات وحجز وخوف ورعب وسرقة ورشوة وقطع طريق وتصفيات وتفجيرات وبطاقتك ومن أين أنت وانت داعشي وانت رافضي وعفاشي ، بإتفاق جميع تجار الحروب رغم ان مايفصل اللصوص والقتلة مجرد أحياناً طربال والجميع يأكل ويخزنوا ويتبادلوا المعلومات معاً لتأديب من لم يحافظ على البيت اليمني ولم يقدر النعمة والحرية التي كان فيها بعد ان خرج الحمار للسوق ، لتحويل المجتمع الى حاقد وثائر على نفسه ولنفسه دون ان يشعر.

بالامس كان لنا دولة ومؤسسات واقتصاد ومنجزات ووحدة وطنية راسخة وكان الجميع حبايب وسعداء ولدينا قدر من ثقافة التسامح والتعايش والامن والاستقرار والسلام والبناء والتنمية وأمل وطموح ومستقبل واعد ولو بخطوات السلحفاة وكان اليمني جدير بالاحترام وكان للدبلوماسي والسياسي والمغترب والمبتعث والاكاديمي والشيخ والوزير والغفير قيمة بينما أصبحنا اليوم مدردحين في مطارات وموانئ ودول العالم ومجرد عالة ومسجل خطر بعد ان فقدنا القيم والاخلاق وصارت الخيانة والعمالة والارتزاق والولاءات المحلية والاقليمة والدولية كأنها جينات متأصلة في السواد الاعظم منا وما وصف ديفيد اسمايلي في كتابة لليمنيين بالاكثر ارتزاقاً أثناء مهمته البريطانية ومساعدته للملكيين من بيت حميد الدين ضد النظام الجمهوري إلا دليل قاطع على حالة السقوط الاخلاقي وامكانية برمجة اليمني على أي شريحة في اطار الجهل المنظم وكله بثمنه.

أخيراً.. الوجع كبير ولاينفع التباكي والندم والحزن على الماضي الجميل الذي أستظل تحت سقفه جميع اليمنيين ، والجميع مسؤول ومشارك في تدمير الدولة والبيت اليمني الآمن قادة واحزاب ومواطنين نتيجة للفجور والمزايدة والانتقام وتنفيذ المشاريع الخارجية..

اليوم تحولت اليمن الى معسكرات وساحات للحروب والقتال والمعتقلات وشوارع مقطعة ودشم مرعبة وبدرومات وسجون مخيفة وحكومة في صنعاء وأخرى في عدن وجماعة في مأرب وصدور عارية في تعز تبحث عن زقاق لتتنفس نعمة الديموقراطية والحرية بعد ان أنقلبت عليها بشيطنة وفتاوى وآلة اعلام واموال الاخوان المفلسين ومشاركة الناصريين والاشتراكيين من اجل الانتقام من الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، ورغم ذلك إلا ان هناك الكثير من الشرفاء والعقلاء والحكماء من تلك الاحزاب الذين لم ينجروا الى الفوضى وتدمير اليمن.

الجميع يصفق .. ينافق .. يرتزق يصرخ من الفقر والجوع والعطش والغلاء والمرض والمطاردة وآخرين يصرخون ضد امريكا ويفرجون عن امريكي وبريطاني وسعودي ويصفوننا بالمنافقين والطابور الخامس حتى في خطبة الجمعة التي نحضر نستمع اليها، وحبايبنا في تعز ومأرب يرددوا سيمفونية شكراً سلمان.

لذلك سقطت اليمن والمؤسسات والمنجزات وسقط الريال اليمني وفاز ريال مدريد وسقطت الاحزاب والرياضة والاقتصاد والمثقفين و العلماء والمشايخ والايدلوجيين والوطنيين والقوميين والتقدميين والليبراليين والاعلاميين وسيسقط حتماً العملاء و الخونة والمرتزقة وتجار الحروب والقتلة عندما تنتهي مهمة أصحاب المشاريغ الرخيصة وسيقيض الله لليمن قيادة تنتشلها من الفوضى والضياع والولاءات الضيقة وانهاء التبعية الاقليمية والدولية وتحرير اليمن من الارتزاق والعمالة..

إنَّ غداً لناظِرِه لَقريبٌ

حول الموقع

سام برس