بقلم/ العميد متقاعد / ناجي الزعب
تجمع القمة الثلاثية في ايران الزعيمين الاكثر حضوراً وفاعلية في المجتمع الدولي ؛،بوتين المنتصر ، وخامنئي الذي يزداد قوة وحضوراً على المستويين الاقليمي والدولي ، اضافة لرئيسي ، واردوغان ، وسورية الغائب الحاضر بوزير خارجيتها المقداد ، وبكونها احد اهم مواضيع البحث على طاولة المحادثات كما هي فلسطين .

ان من اهم ما تعنيه القمة هو ملأ الفراغ الناجم عن غياب القوى التي ينبغي ان تتصدى للمشاريع الاستعمارية الاميركية الاطلسية والصهيونية والتركية والرجعية العربية فيما لو لم تكن القمة ، وترك الساحة للمتآمرين والخونة والعملاء والادوات ، لكنها اتت لتعيد بوصلة العمل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والعسكري في الاتجاه الصائب . وتفضح العجز والافول الصهيو اميركي .

وكان من النتائج الهامة وسياسات الاحتواء التي درجت عليها روسيا ومحور المقاومة اتفاقية التعاون الاقتصادي الثنائي التركي الايراني والذي تقرر ان يبلغ ٣٠مليار دولار ، ثم التعاون الايراني الروسي الذي تقرر ان يبلغ ٤٠ مليار دولار .

كما ان صفقة الدرون الايرانية لروسيا تعتبر حدثاً نوعياً لافتاً في تاريخ العلاقات بين البلدين ، فمن المعتاد والمتوقع والمنطقي ان تستورد ايران الاسلحة من روسيا وليس العكس ، ونذكر جميعا صفقة الاس ٣٠٠ الروسية الايرانية ، واذا صحت الانباء عن عقد الصفقة فهي مؤشر نوعي هام وخطير نظرا لدخول ايران نادي مصدري الاسلحة بقوة وتفوق لافت .

ان هذا التحول ، وحديث خامنئي عن ان امن تركيا هو من امن ايران ، وامن سورية ووحدة اراضيها ياتيان في المقام الاول والاهمية لامن المنطقة ، وبان محاربة الارهاب لا تتم داخل الحدود الاقليمية للدول الاخرى رسالة بالغة الوضوح تأتي من مركز قوة لاردوغان للتوقف عن التلويح بالتدخل العسكري بشمال سورية ، وقد تزامن ذلك مع انتشار الجيش السوري في شمال سورية في مواقع وتحصينات دفاعية ، وعن تخلى اميركا عن اناطة دور عسكري لقصد ، وانتشار الجيش السوري في المناطق التي تسيطر عليها ، وفي المناطق الشرقية الامر الذي سيمكن سورية من توفير فاتورة استيراد النفط والقمح التي تناهز الثلاثة مليارات دولار ونيف .

كانت قمة طهران رداً قوياً متمكناً حاسماً على قمة هزيلة باهتة لبايدن في السعودية التي انتهت بما يشبه النكسة او الفضيحة فقد فشلت من حيث الشكل والبروتوكول والجوهر وتحقيق اي من اغراضها وهي :

حشد قوة عربية مناهضة لايران - الناتو العربي - فقد اعلنت مصر والسعودية والامارات وقطر والعراق عن عدم رغبتهم في العداء لاي جهة في اشارة لايران ، واعلن رئيس الوزراء الاردني ان ايران لم تكن تاريخياً مصدر تهديد.

كما فشلت قمة بايدن في ايجاد لمعضلة تزويد اوروبا بالنفط والغاز بعد خطاب نصرالله الذي هدد فيه في رسالة قوة غير مسبوقة بالذهاب لما بعد بعد كاريش.

وفشلت القمة في مشروع دمج العدو الصهيوني بمحيطه العربي وبتحقيق مشروع الولايات المتحدة الابراهيمية .
واعادت اردوغان لصوابه ليتوقف عن التهديد بالتدخل العسكري بشمال سورية .

واخمدت التصعيد الاردني والتلويح بالتدخل العسكري بجنوب سورية .

كما فشلت من حيث الشكل حتى في بروتوكول ومراسم استقبال شخصية بحجم رئيس الولايات المتحدة الباهت والهزيل ، وتصرفات بايدن التي تشي بوضعه الصحي المتواضع وحضوره المتراجع ، واستقبال ووداع امير مكة له بالسعودية وطريقة السلام المضحكة على ابن سلمان ، وعدم وجود سلم للطائرة ، ورفض المغنية الصهيونية السلام عليه والتي لا نعلم لماذا كانت ضمن مستقبلينه .

كل هذه المعطيات تؤكد تآكل الهيبة الاميركية وتراجعها ، وغياب وتواضع وزن بايدن شخصياً .
كل هذه النتائج تسببت بمواجهة بايدن حملة اعلامية محلية ، وخسارة في شعبيته ، وتعميق في ازمة اميركا الاقتصادية والسياسية ، مقابل قمة الاقوياء بوتين المنتصر وخامنئي الواثق القوي وفرض تكتيك واستراتيجية كيل الضربات الموجعة للمشروع الامبريالي وكسب النقاط في معركة لتزاحم بالضربة القاضية بل بالمزيد من نقاط الانتصار .

فكان المشهد كالتالي ؛ قمة القوة و الافعال لزعماء الدولتين الاكثر قوة وحضوراً روسيا المنتصرة العظمى ، وايران القوة الاقليمية العظمى ، مقابل قمة الاوهام والاحلام لاميركا الآفلة ورئيسها العجوز المتثائب ، وحضور عربي بجدة بلا وزن ولا حيثية .

حول الموقع

سام برس