بقلم/ د./ حسين علي غالب
دخل صديقي وهو يحمل رسالة من مستشار صيني مختص بتطوير المشاريع الصغيرة ، ولقد استعان به بعد أن بدأ مشروعه بالضعف خصوصا بعد أن أغلق لمدة عامين بسبب وباء كورونا اللعين ، و لضعفه الشديد باللغة الإنكليزية لجأ لي حتى أقرأ رسالته لعل النصيحة التي سوف يحصل عليه كفيلة بتقديم طوق النجاة له .

كنت متوقع أن المستشار الصيني الذي استعان به صديقي سوف يطلب منه أمور كثيرة ويجب أن ينفذها على وجه السرعة ، وبالطبع على رأسها زيادة الأجور وتقليل ساعات العمل الطويلة .

فتحت الرسالة ، وإذ أجدها مختصرة على نقطة واحدة فقط لا غير ، وهي " أجعل العمال ينامون بعد العاشرة مساءا وبعدها يستيقظون مبكرا" ، ما أن سمع صديقي ما قلته حتى أصيب بنوبة ضحك هستيرية لعدة دقائق .
صدقا فنحن من مدمني السهر ، بل أن هناك الكثيرين لا ينامون إلا بعد شروق فجر الصباح الجميل ، والأمر ليس مقتصرا على الكبار بل الصغار انضموا لهذا الأمر ، وهم كالاصنام أمام شاشات أجهزة الموبايل و حواسهم كلها موجهة نحوه.

أيضا جميعنا صادفنا في حياتنا الذين ينامون في أماكن تواجدهم ، وأنا خلال تنقلي في عدد من الدول العربية وجدت موظفين حكوميين جعلوا من مكاتبهم مكان للنوم ، وبعد أن يأخذ عدة ساعات من النوم يعود إلى بيته لكي يكمل سهره الذي أعتاد عليه .

حول الموقع

سام برس