بقلم/ وحيد عبد المجيد
ما يحدثُ فى سوق انتقال لاعبى كرة القدم من أنديةٍ إلى أخرى يفوق الخيال. صفقاتُ يتجاوزُ إجمالى قيمتها المليار دولار فى بعض المواسم، وخاصةً موسم الانتقال الصيفى. ما أكثرها القصص التى تُحكى عن هذه الصفقات. فى بعضها مبالغة ، وفى بعض آخر منها شُبهاتُ كما يحدث عادةً فى عالم البيزنس الذى صارت كرة القدم فى قلبه.

وعندما تُثارُ شُبهةُ حول صفقةٍ أو أخرى، يكونُ السؤال عما إذا كانت هذه الشُبهة تتعلقُ بتقديرٍ خاطئ، أم ترتبطُ بفسادٍ من أهم تجلياته حصول وسطاء ذوى نفوذ فى إدارة النادى الذى ينتقلُ إليه اللاعب على عمولاتٍ تحت الطاولة بخلاف ما ينالونه فوقها.

وإجابةُ هذا السؤال ليست صعبةً بخلاف ما قد يتبادرُ إلى الذهن للوهلة الأولى. والعنصرُ الأساسى فى تحديد الإجابة هو وجود شفافيةٍ من عدمه. عندما تكون الصفقةُ شفافةً فى كل خطواتها، يصبحُ سهلاً تقدير أين يكمنُ الفشل فى التقدير. أما إذا عُقدت الصفقة فى الظلام، ولم يُعرف عنها إلا أقل القليل، يزدادُ احتمال وجود فسادٍ وراء التعاقد مع لاعبٍ بمبلغٍ لا يستحقه.

وتعودُ أهميةُ الشفافية إلى أنها تُظهرُ مدى التزام إدارة النادى الراغب فى شراء خدمات لاعبين جدد بـ«كتالوج» صار معروفًا بعد أن دَرس الموضوع من مختلف جوانبه. وهو يتضمن خطوات أهمها تحديد المراكز المطلوب دعمها، وإجراءات تقييم اللاعبين المطلوبين بواسطة لجانٍ موثوقٍ فى علم أعضائها ونزاهتهم،

ولهذا، تلجأ إداراتُ الأندية فى البلدان التى تتوافر فيها شفافية إلى المبالغة أحيانًا فى كشف كل ما يتعلق بالصفقة حتى بعد توقيعها. فنجد مثلاً فيديوهات يُصوَّرُ فيها اللاعب الجديد فى يومه الأول بالنادى، وهو يتوجه لإجراء الكشف الطبى عليه، ومراسم توقيع العقد معه، ثم انتقاله أحيانًا إلى الملعب لأداء تدريبٍ خفيفٍ مع زملائه يحاولُ خلاله إظهار بعض مهاراته.

ولأن لدى عدد متزايد من الأندية قنوات تليفزيونية، سواء على أقمار اصطناعية، أو على موقع يوتيوب، أصبح التعتيمُ على خطوات أى صفقةٍ مثيرًا لسؤالٍ يتحولُ إلى قنبلة فور ظهور أن أداء اللاعب أقل من المبلغ المدفوع لشراء خدماته.

* نقلا عن "الأهرام"

حول الموقع

سام برس