بقلم/ يحيى يحيى السريحي
حاملة في شهرها السادس الحرب التي ألقت بضلالها سلبا على اقتصاديات العالم وكانت سببا لموجة غلاء عالمي وتحديدا في القمح والزيت والغاز والنفط ، وأثرت بشكل مباشر على الشعوب والدول الفقيرة والغنية على حد سواء ، ومن أشعل الحرب وأجج لهيبها الولايات المتحدة الامريكية ذات النزعة الشيطانية والشهوة الحيوانية لنزيف الدماء البشرية في كل بقاع المعمورة!! .

وهذا لا يعني أن امريكا لم تخسر في هذه الحرب التي اشعلت فتيلها ولكن خسارتها مادية لا تقارن بمكاسبها السياسية والاقتصادية والمكانية التي ستجنيها لاحقا وان كانت لا ترى بالعين المجردة في الوقت الحاضر ، وأعني تدمير الاتحاد الاوربي ورغبة امريكا الشديدة في اعادة الدول الاوربية الى كنتونات صغيرة ، ضعيفة ، ممزقة غير مؤثرة ، وبعد مرور خمسة اشهر من الحرب الروسية على أوكرانيا بات واضحا ان الاوربيين وفي مقدمتهم الشعب الاوكراني أصبح متقبلا لتلك الحرب.

واتذكر جيدا ما قاله ولي العهد البريطاني الأمير ويليام ‏، دوق كامبريدج منذ اليوم الاول التي نشبت فيها الحرب وأطلقت القذيفة او الصاروخ الروسي الاول على اوكرانيا حيث قال حرفيا قد يكون مقبولا ان تنشب ونشاهد الحرب على دولة من دول الشرق الاوسط ولكن من غير المقبول أن يحدث ذلك لدولة اوربية!! وهو في حديثه العنصري أخرج ما في ثنايا صدره ومايكنه الاوربيين للعالمين العربي والاسلامي من نوايا شريره ، خبيثه.

المهم أن الحرب الروسية على اوكرانيا قد ولجت شهرها السادس والذي يحمل الكثير من الخراب والدمار لاوكرانيا التي انساقت وراء أمريكا وصدقت وعودها الكاذبة ، ودعمها لاوكرانيا حتى تحقق طموحها وعضويتها في حلف الناتو ، ولم يتحقق لاوكرانيا من الوعود الامريكية ولا الاوربية شيئ ، ولم تجني من ذلك كله الا تهجير اكثر من خمسة ملايين اوكراني كانوا ينعمون في بلادهم بالسكينة والامان والعيش الكريم ، كما لم يتحقق للأوكرانيين غير التدمير شبه الكامل لدولتهم بسبب غباء رئيسهم عديم الخبرة والدراية بالسياسة وإدارة شئون الدولة ، والذي انساق بجهله وراء امريكا التي ورطته وادخلته في حرب خسرته كل ما يملكه من عدة وعتاد عسكري ضخم ، ودمار اقتصادي وصناعي رهيب ، فاوكرانيا تعتمد في اقتصادها بشكل كبير على قطاع إنتاج وتصدير المواد الخام والآليات ، والمركبات الفضائيّة ، والمواد الغذائية حيث تعتبر أوكرانيا رائدة في مجال تصدير الحبوب واللحوم والزيوت ومشتقات الألبان، إضافة إلى الحديد والصلب والفحم الحجري ، ويستورد الاتحاد الاوربي من اوكرانيا نحو 40 % من صادراتها ، كل ذلك خسرته اوكرانيا وباتت اليوم تستجدي من الاوربيين والامريكان مساعدتها عسكريا ومعيشيا.

وهذا ما ارادته امريكا وتريده للصين وتسعى لتحقيق غايتها بمحاولة جر الصين لحرب مع أيا من الدولة التي تقف في خلاف مع الصين كتايون على سبيل الذكر .. أمريكا كانت وستظل وراء زعزعة الأمن والاستقرار العالمي ، ومعول شر يجب التصدي لها والحذر منها .

حفظ الله اليمن وشعبه

حول الموقع

سام برس