بقلم/ يحيى يحيى السريحي
رغم أني لا أتفق لا قليلا ولا كثيرا مع أبو مازن في سياسته الداخلية وادارته للشأن الفلسطيني والانقسامات التي يعيشها المواطن الفلسطيني في الداخل مابين فتح ، وحماس، والجهاد ...الخ وهو ما أضعف القضية الفلسطينية في الخارج وزاد من مظلوميتها ، بل إن الانقسامات الداخلية أحد ثمار شيطنة العدو الاسرائيلي التي عمل ويعمل عليها ونجح فيها ، وليس أدل على ذلك من الحرب الاخيرة التي استهدفت حركة الجهاد في غزة وراح ضحيتها بعض قادة الحركة وبعض المواطنين الابرياء بالطبع .

بينما بقية فصائل المقاومة كحركة حماس ، وسرايا القدس ، وغيرها من فصائل المقاومة ضلت في الحياد وبمنأى عن الاستهداف الاسرائيلي ، وهذا ما يدعو للحيرة والعجب والتساؤل؟! اليست القضية الفلسطينية تعني كل الشعب الفلسطيني ، وأي عدوان اسرائيلي على أي فلسطيني سواء كان من فصائل المقاومة أو من غيرها يعني اعتداء عن كل الفلسطينيين ؟! وعدم مشاركة كل فصائل المقاومة بمختلف فصائلها وعلى رأس الجميع حركة فتح في رد أي عدوان يحدث على هو بمثابة تواطئ وخيانة للقضية الفلسطينية ولدماء الشهداء .

فالمفروض أن جميع فصائل المقاومة وحركة التحرير الفلسطينية تجمعهم ايدلوجية واحدة وهي الدفاع عن فلسطين أرضا وشعبا ، لكن ما حدث ويحدث يدعو للحيرة ! بل هو التفسير المنطقي لماذا لا يزال الصهاينة محتلين فلسطين حتى اليوم ، فالانقسام والتشرذم الذي يعاني منه الفلسطينيين في الداخل هو وراء بقاء الكيان المحتل ، وبالرغم أيضا أنني لم أجد لحركة فتح أي تأثير يذكر في القضية الفلسطينية منذ تولي أبو مازن رئاسة السلطة الفلسطينية عكس سلفة الشهيد المرحوم ياسر عرفات ، إلا أن كلمته التي القاها في المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الالماني وذكره في سياق كلمتة للهولوكست التي أثارت حفيظة الالمان واليهود الاسرائيليين تحديدا وقامت الدنيا ولم تقعد ، يحسب هذا الموقف الشجاع لابو مازن ، ربما لأنه بات قاب قوسين أو أدنى من مغادرة سدة الحكم وأراد أن يسجل له موقف يحسب له ، أقله في نظر الشارع الفلسطيني الذي تجاهله أبو عباس طيلة فترة توليه السلطة وهي فترة طويلة بالطبع ، ولكن أن تقول كلمة حق متأخرا خيرا من أن تكون أخرص وإلى الأبد ، فأبو مازن من وجهة نظري لم تكون كلمته عن الهولوكوست الإسرائيلي بحق الفلسطينيين وارتكاب اسرائيل أكثر من خمسين محرقة ومجزرة ضد الشعب الفلسطيني زلة لسان أو خطأ غير مقصود ، بل كانت كلمتة مقصودة قالها بصدق وشجاعة تحسب له ، وتذكر العالم المنافق الذي يتباكى عن الهولوكوست الذي نزل باليهود على يد الالمان بتأييد ومباركة من كل أوربا ، هو نفس العالم الذي يغض الطرف اليوم عن هولوكوست جديد ولكن هذه المرة ليس ضد اليهود بل اليهود هم من ينفذوه بايديهم ضد الشعب الفلسطيني وعلى مرأى ومسمع من ذلك العالم الهجين .

حول الموقع

سام برس