بقلم/ فالح الهاجري
اقتراب موعد المونديال الكروي في قطر 2022، يجعلنا نستذكر المناسبات الثقافية والتراثية والأدبية والفكرية التي أحيتها الدولة وأبناء قطر في ماضيهم ومن بينهما مهرجان الدوحة الثقافي، كون تلك المناسبة وهذه المناسبة تحديدا إحدى طرق ووسائل التميز والإبداع والإثراء الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، والتفاعل الخلاق مع الضيوف الوافدين والمشاركين الفاعلين في هذه الفعالية العالمية الأضخم في الشرق الأوسط هذا العام.

سنوات قد مضت عاشتها الدوحة في ظل مشاهد فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي ولثماني سنوات بين 2001 حتى2008م، وكان مشهد المهرجان، الذي كان من أجمل وأروع المشاهد الثقافية الوطنية على مستوى المنطقة، يزين الدوحة لمدة 10 أيام؛ بأجوائه الممتعة ومجالسه العامرة بالثقافة والعطاء الفكري والأدبي والترفيهي، وجلسات المقهى الثقافي والمعارض الفنية والأدبية، وقرية التراث والعروض الفلكلورية ومعارض مختلفة ومهرجان سينما الأطفال ومعرض فن الخط الإسلامي.

فالافتتاح الأول للمهرجان كان على أوربريت (قطر المجد) بحضور جماهيري ورسمي ونخبوي لافت، وعنوانه العريض اعتزازنا بثقافتنا العربية والإسلامية والانفتاح على لغة العصر وثقافات الشعوب والأمم هو الهوية الحضارية الحقيقية لدولة قطر، وكان احتفالاته تزين الدوحة بحضور نجوم ومشاهير الثقافة والفن والرياضة والأدب وندوات أدبية وأمسيات شعرية لرموز الشعراء من الخليج والعرب وفنانين كبار لهم بصمتهم الواضحة في تعزيز قيم ومفاهيم الثقافة والقيم والأخلاق الموروثة.

وأمام هذه الأجواء التي رغم محاولة إحيائها مع معرض الدوحة الدولي للكتاب عام 2014، ولكن الانهماك في استعدادات بطولة كأس العالم وتنوع المشهد الثقافي القطري جعل المهرجان خبرا من الماضي يذكره الطيبون الحافظون لماضيهم وحاضرهم.

وربما هذا العام هو فرصة سانحة لإحياء هذا المهرجان الثقافي ليتوج المشهد بتظاهرة مشتركة مع تظاهرتين كبيرتين، هما: فعاليات مونديال كأس العالم في نوفمبر وديسمبر 2022، واحتفالات قطر في يومها الوطني في 18 ديسمبر 2022، وتصبح المناسبات كلها لفعالية واحدة.

مهرجان الدوحة الثقافي احتفالية تميز تظهر وجه قطر الثقافي المشرق، وهو قيمة حقيقية كخزان للذاكرة الجماعية وللتعبير عن هوية أمة وشعب وتاريخ عريق بناه قادة وأبناء قطر، وسيكون في حال عقده حدثا لن ينساه من يحضره أو يراه أو يسمع به على مر الأزمان، لأنه سيكون باختصار مطلب الجماهير التي ستحضر من دول العالم لحضور المونديال والأجمل الاستفادة من هذه الفعالية للتعريف بالثقافة الفطرية والخليجية والعربية والإسلامية والعالمية التي تجمع الإنسانية على حد سواء.

@falehalhajeri

نقلاً عن العرب القطرية

حول الموقع

سام برس