بقلم/ يحيى يحيى السريحي
مابال ادعياء الدين والسياسة لا يفقهون حديثا ، ويصرون دائما على الحنث العظيم تجاه أوطانهم ، ما حدث في العراق من احتقان مفتعل في المشهد السياسي لا يخدم في مجمله الا اعداء العراق من الداخل العراقي ومن الخارج ، الذين يؤرقهم أن ينهض العراق من كبوته ، ويتجاوز مرحلة ما بعد صدام والحرب عليه وعلى شعب العراق ، ونهب ثرواته وتدمير أرثه وموروثاته التاريخية والحضارية .

كولن باول وزير الخارجية الاسبق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش وهو يحتضر اعترف أن الحرب على العراق بحجة امتلاكه السلاح الكيماوي كانت كذبة وذريعة للحرب على نظام صدام ، والامريكان متأكدين أن العراق لا يمتلك ذلك السلاح الذي جمعت له أمريكا تحالفا دوليا لتدميره ، وابادة شعبه ، ونهب نفطه وامواله ، وبعد أن رأى كولن باول عزرائيل ( ملك الموت ) طلب السماح وقدم الاعتذار للعراق ولشعب العراق ، وهو اعتذار بطبيعة الحال غير مقبول ، ودماء ما يقرب من مليونين بريئا قتلوا ظلما وعدوانا جريمة لا تغتفر ولا تسقط بالتقادم ، سيما إذا ما طالب الشعب العراقي حقه والاقتصاص من مجرمي الحرب الامريكان ، ورفعوا قضايا في المحاكم الدولية على أولئك القتلة .

قتلة الاطفال والنساء والمسنين ، والمحزن جدا أن من بيننا نحن العرب ( حكاما ومرتزقة ) وللأسف الشديد كثيرا ما يساعد المجرمين على جرمهم ، والمحتلين لاحتلال أوطاننا وتدميرها ، وليس بالاهمية الكم من القتلى والضحايا من العدوان أو من الفوضى التي تحدث شرخا في النسيج المجتمعي لهذا البلد العربي أو ذاك ، بقدر الكيفية التي تؤدي الى تمكين اعداء الامة من نفسها ، وتخلف دمار اجتماعي وضحايا بشرية ناهيك عن زعزعة الامن والاستقرار

وأنا اتسائل ماذا كسب مقتدى الصدر من حالة الاحتقان الذي تسبب به حينما أزم الوضع في بلاده وجعل من خروج انصاره للتظاهر ضد الحكومة وسيلة للقتل والخراب ، لقد فلتت زمام الامور عن سيطرة زعيم التيار الصدري واعتدى المتظاهرون على المقار الحكومية بما فيها مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية وهو ما يعد اعتداء على الدولة والحط من هيبتها ومكانتها ،

زد على ذلك الضحايا الذين سقطوا من أنصار مقتدى الصدر ورجال الامن الذين تصدوا لاعمال الاعتداء والتخريب التي طالت تلك المقار الحكومية من قبل الصدريين ، وخلفت أكثر من عشرة قتلى وسبعمائة مصاب!! فماذا تنفع شفاعة الشافعين واستقالة مقتدى الصدر من ممارسة العمل السياسي بعد أن كان سببا في ادخال بلادة عنق الزجاجة ، وتسبب في تلك الاعداد من القتلى والجرحى ؟!

لماذا نحن العرب نملك قدرات عالية في خلق الازمات ، ونفتقر الى تحكيم عقولنا وتغليب المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب على مصالحنا الحزبية ؟! إلى متى سيظل مصير أوطاننا العربية وشعوبها مرهونة باشخاص لا يصحون دائما ألا متأخرين وبعد خراب مالطا ؟!

حول الموقع

سام برس