بقلم/ احمد الشاوش
بإرادة كبيرة وطموح بلاحدود ، وحكمة بالغة واستراتيجية نابعة من العقل ، عنانها السماء ، وبلغة الواثق بالله ، كسب امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ، رهان استضافة مونديال كأس العالم 2022م.

وبذكاء نادر ورؤيه ثاقبة انتزع الاب الروحي لدولة قطر حمد بن خليفة ال ثاني والامير الشاب تميم بن حمد ال ثاني شرف استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم 2022م ، من بين فكي الولايات المتحدة المتحدة الامريكية واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا بثقة كبيرة وكفاءه عالية في سباق أذهل دول خبراتها ضاربة الجذور في استضافة كأس العالم عبر التاريخ.

ورغم الحملة الممنهجة والضغوط السياسية من قبل بريطانيا والمانيا واستراليا وفرنسا وغيرها من الدول الاوروبية ، وعواصف الشائعات والاخبار المغرضة والقصص المثيرة وذرف دموع التماسيح على حقوق الانسان والمحاولات المدفوعة إلا ان قطر تجاوزت الجدل البيزنطي وكانت الاقدر والافضل في الاستحقاق .

والمتابع الرياضي والقارئ العربي الكريم يُدرك ان الحملات المنظمة والمطابخ الانتهازية أثبتت فشلها تجاه النجاح الكبير الذي حققته قطر بدليل إعلان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر ، في مدينة زيورخ السويسرية والذي شارك فيه أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد كرة القدم " FIFA" ، بحضور أمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند ورئيس الوزراء وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ، بفوز دولة قطر بإستضافة النسخة الـ 22 من مونديال كأس العالم الذي يُعد شرفاً كبيراً لـ قطر والعرب والمسلمين وقارتي آسيا وافريقيا والعالم أجمع ، بعد ان أجمعت اللجنة على ان الملف القطري هو الافضل على الاطلاق بما تظمنه من معايير وشروط ومواصفات دولية فاقت توقعات الفيفا وكل الفائزين والمنظمين منذ تأسيس أول بطوله لكأس العالم.

ذلك الفوز التاريخي والانتصار الكبير كان بمثابة خارطة الطريق ودافعاً قوياً للقيادة القطرية في المضي بسرعة الصوت لانجاز الخطط والبرامج والبنى التحتية والمشاريع العملاقة من ملاعب وفنادق وشبكات طرق واسواق ومراكز ترفية للوفاء بالالتزامات والاشتراطات الدولية وهو ماتحقق منذ اليوم الاول لاعلان فوز قطر الذي صعق العالم بذلك الحدث الفريد .

ومع كل عمل مثمر لابد من دفع ضريبة النجاح ومحاولة تسويق العاجزين جرع من الشائعات والسخرية وتهبيط الهمم والتهويل والمبالغة في لغة الارقام لاثارة البلبلة والتأثير على استضافة كأس العالم بعناوين الانفاق على ملاعب مونديال قطر الثمانية المقدرة بنحو 220 مليار دولار يأتي في اطار التضليل والحقيقة التي وضحتها اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية ان تكلفة الملاعب الثمانية تقدر بنحو 8 مليارات دولار وان اجمالي المبلغ 220 مليار دولار ، هو القيمة الاجمالية للبنى التحتية للدولة من الملاعب وشبكة الطرق والاتصالات والتكنولوجيا والترفية والفنادق والقاعات والاسواق والحدائق والمترو في اطار رؤية و استراتيجية 2030 م.

ورغم الهجمة الشديدة التي تعرضت لها قطر ، الا ان دولة قطر قد تجاوبت مع النقد البناء وتجاوزت الاخطاء وأخرست الاصوات النشاز وانجزت كل المشاريع المطلوبة منها وفقاً للمعايير والمواصفات والمقاييس الدولية بنجاح لافت شهد له العدو قبل الصديق ، بدليل اننا على بُعد ايام وينطلق بدء افتتاح حفل وبطولة كاس العالم قطر 2022م بصورة سوف تذهل العالم.

وتأمل الدوحة اليوم في ظل هذا النجاح العظيم ان تكون قبلة للسياحة وصناعة الرياضة ومركز اكاديمي ورياضي رئيسي في منطقة الشرق الأوسط بعد ان صعد أسمها في عالم السياسة والاقتصاد والدبلوماسية والاعلام.

شاهدت اللقاءات الاعلامية مع كبار الشخصيات والنجوم وعشاق كرة القدم من العرب والاوروبيين والافارقة والاسيويين والامريكيين وكل الجنسيات .. رجالاً ونساء واطفال وعائلات والابتسامه ترتسم على شفاه الحضور الذين وجدوا في قطر دوحة للحب والرفاهية والازدهار والمتعة والسياحة والجمال والامن والاستقرار .

ومن باب الشوق والمتعة والمتابعة والاثارة رصدت عيون المشاهد في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي الملايين من عشاق كرة المستديرة تتدفق بكل يسر وسهولة على المطارات والموانئ والفنادق والطرقات والاحياء الشعبية على انغام الثقافات المتعددة والاغاني الجميلة والطبول المثيرة وعبق الترفية والتراث الشعبي ..

شاهدنا الفنادق العائمة والاحياء الجميلة والمنازل الشعبية الفاخرة والخيام التراثية والنظافة العجيبة والاخلاق المثالية والتنقل بإريحية والسعادة الغامرة التي عكست عظمة الانجازات وعمق البنى التحتية وضيافة وكرم الاستقبال الذي لفت انظار العالم.

أخيراً .. خاضت قطر مضمار السباق بالعقل والمنطق والعلم والثروة وارادة الشيخ تميم بن حمد ال ثاني ، والقيادة ، وسواعد الشعب القطري الذي كان الجميع صفاً واحداً كالبنيان المرصوص وعنواناً للثقة والمغامرة ودخول الرهان بلاحدود ما مكنها من الانتصار والفوز بشرف تنظيم استضافة مونديال كأس العالم بنجاح فاق كل التوقعات وقهر كل التحديات واسكت كل الاصوات النشاز ، لتؤكد قطر للعالم ان جاهزيتها لانطلاق أفتتاحية بطولة كأس العالم قطر 2022م على بُعد أيام في 20 نوفمبر 2022م ، بكل ثقة وفخر واعتزاز.

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس