بقلم/ حسين الذكر
لم تكن قبلة سمو الأمير تميم بن حمد على يد والده سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني... وحدها تدمع القلب فرحاً وإحساساً بالوفاء.. فثمة لغة سماوية صدحت على الملأ تعلم الإنسانية بلاغها بانبثاق رسالة أخلاقية من هنا انطلقت: ( ان أكرمكم عند الله أتقاكم )..

صوت رخيم يذكرنا بنشوء الحضارة وقصتها على لسان وول ديونت..

كأني اسمع سقراط بحكمته وافلاطون في مدينته الفاضلة.. كان نيتشة ينهض باكرا... وتولستوي ما زال حالما بقلم رفيع يعلم الانسان فن الادب النبيل..

فيما يغني الساهر ويعزف بليغ حمدي ويكتب نزار القباني فتلك جزء متمم من رحلة الشتاء التي لم تنته عند رحلة الصيف..

على منصة تتويج الافتتاح ظهر سمو الأمير تميم يوقع على قميص تاريخي ارشيفي نادر سبق ان ارتداه والده سمو الأمير حمد بن خليفة وتحت أنظار بعض رؤساء قادة عرب ومسلمين واخرين من قادة ومسؤولي دول العالم بالإضافة الى رئيسي الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية..

جميعهم يبتهجون بعرس كروي عربي الأصل والجذر والانتماء والانطلاقة نحو فضاء حضارة جديدة لا يمكن لها ان تحصر بين مستطيل وكرة وشباك مرميين.

بسم الله الرحمن الرحيم

( من قطر من بلاد العرب أرحب بالجميع في بطولة كأس العالم 2022.. لقد عملنا ومعنا كثيرون كي تكون من أنجح البطولات..

بذلنا الجهد من أجل الإنسانية جمعاء ووصلنا الى اليوم الذي انتظرتموه بفارغ الصبر.. سوف نتابع ومعنا العالم المهرجان الكروي الكبير بهذا الفضاء المفتوح للتواصل الإنساني والحضاري على مختلف الجنسيات والاجناس والعقائد والتوجهات...

لجميع القارات دعوة للمشاركة بلحظات الاثارة.. ما أجمل ان يجمعهم هذا الكرنفال.. أتمنى أداء كرويا رائعا معززا بروح رياضية عالية.. ولكم جميعا قضاء وقت الفرح والبهجة وأيام الخير والبركة... وأهلا وسهلا بكم في الدوحة )..

هذه كانت بعض ما جاء بكلمة سمو أمير قطر ( تميم بن حمد ) التي أوجز من خلالها الفكرة ووضع نصب عينيه الأهداف.. وكشف للعالم الفلسفة والأساليب.. مفرغا كل تمنياته بانسانية يجمعها الحب ويتوجها التعاون والانفتاح.

لم يكن ( استاد البيت ) ملعبا كرويا فحسب.. بل بدا مسرحا وعلما وفضاء ومنصة وبوابة ولوحة فنية... ارتسمت بها خطوط العالم المتشابكة من أجل السلام..

هكذا جاءت كلمة الأمير مترجمة للنص كما بدا وشاهده العالم.
حيث عرس تراجيدي كل يعبر عن انتمائه الإنساني بطريقة ما.. بعيدا عن أصوات الحرب وازيز الرصاص :
( ففي البيت بيوت لا تنتمي إلا لهذا البيت )

هكذا بدا المشهد ولم ينته عند حدود متلاشية... اذ انها حجر في بحر لا متناهي.. بدت أمواجه تضرب وتتصاعد مبشرة بفأل حسن وخير كثير.. إذ أن قطر 2022 لم تكن كروية بحتة برغم ان منافستها على شكل منافسات كروية فنية مهارية إبداعية.. فثمة صوت انسان جاء هنا من جميع أرجاء المعمورة يسجل حضوره ويبصم في سجل الانتماء للإنسانية قبل أي ملف اخر..

كانت تلك البداية.. وعلينا ان نكتب عن الحكاية.. ليستلهم اجيالنا معاني جديدة عن الحياة عن الانطلاقة عن اللوحة عن السيمفونية الممتزجة بانواع الحضارات.. حيث مخاض حضارة جديدة.. يزهو ويفتخر بها الخليج والعرب والاخرون.

نقلاً عن العرب القطرية

حول الموقع

سام برس