بقلم/ عائشة سلطان
يجتهد المثقفون المصريون في هذه الأيام ومنذ أكثر من شهر في دعم إنجاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، الذي افتتح أبوابه وقاعاته أمام الجمهور يوم الثلاثاء 23 يناير ويستمر حتى السادس من فبراير، وبطبيعة الحال فإن الدولة المصرية بمؤسساتها الثقافة وإعلامها قامت بواجب الإشهار والترويج للمعرض، وبالتأكيد فإن للكتاب في مصر جمهوره المتمدد باتساع القطر المصري ومن كافة شرائح المجتمع، خاصة بعدما احتلت مصر مكانة متقدمة في جداول أكثر الدول قراءة، فلماذا هذا الجهد الكثيف الذي وجدناه من جانب الكثير من الشخصيات الأدبية والنشطة على وسائل التواصل تحديداً؟

هناك وضع حرج في هذه الفترة يتعلق بالاقتصاد وسعر الدولار وارتفاع أسعار الورق التي انعكست تالياً على أسعار الكتب وصولاً لمنصات الكتب الإلكترونية مثل منصة «أبجد» التي توفر خيارات هائلة أمام القارئ المصري والعربي بشكل عام وبأسعار رمزية إلى حد ما، لكنها أعلنت مؤخراً عن مضاعفة قيمة اشتراكاتها بنسبة 100 % بسبب سعر صرف الجنيه أمام الدولار.

لقد كان التخوف من ضعف إقبال الجمهور على المعرض وتراجع أعداد الزوار ونسب المبيعات، فكان لا بد من جهود كبيرة من جميع الأطراف لمواجهة ذلك، وقد لعب المثقفون دوراً مهماً في بث الحماس والثقة في النفوس، ما قاد إلى حالة حماس غير مشهودة من جانب الجمهور، فبدأت مؤشرات نجاح المعرض منذ يومه الأول، وبأعداد زوار فاقت التوقعات.

يشكل معرض القاهرة الدولي للكتاب منارة ثقافة حقيقية لكل الناشرين من الدول العربية، ولمعظم المثقفين والكتاب والمترجمين ومقتني الكتب، وطلاب الجامعات والشباب المصري القارئ، هذا المعرض الذي افتتحت أولى دوراته عام 1969 في 22 يناير في منطقة تدعى أرض المعارض في الجزيرة بوسط القاهرة (موقع دار الأوبرا حالياً) وبمشاركة 400 دار نشر، وقد زاره يومها 70 ألفاً.

من هذا التاريخ العميق يكتسب المعرض عراقته وأهميته وتفاني مثقفي مصر من أجل إنجاحه، وذلك بحض الناس على زيارته حتى وإن كان على سبيل شراء كتاب واحد فقط أو حضور إحدى فعالياته وأنشطته الكثيرة.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس