بقلم/ الدكتور / علي أحمد الديلمي
أنّ اليمن يتحول نحو التمزق والتشرذم والاسباب كثيرة ولعل اهمها عدم وجود سلطة واحدة موحدة قادره على الحفاظ على وحدة البلاد ولان قادة اليمن الذين حكموا البلاد بعد العام 2011 لم يتمكنو من عمل أي شئ بسبب التوترات السياسية المستمرة ولم يتمكنو من قيادة البلد بشكل صحيح واليوم وبسبب الحرب بلادنا تعاني من مشاكل اقتصادية وخلافات سياسية كبيرة وتواجد مراكز قوى مناطقيه ومشاكل طائفية وخلافات حزبية ومناطقيه وتدخلات اقليمية ودولية متعددة

لايوجد لدينا اليوم حكومة مسؤولة لديها استراتيجية وطنية لبناء يمن موحد والواقع اليوم لا يوجد شيء اسمه اليمن الوحد وأصبح المسؤولون اليمنيين والشخصيات السياسية والحزبية كل واحد مهتم بأمور نفسة ومنطقتة ومع طائفته وحزبه وليس مع البلد بشكل عام

الجنوبيون اليوم مشغولون بالجنوب واستعادة الدولة الجنوبية والحزب الاشتراكي اليمني والاصلاح والناصريين مشغولون باستعادة الدولة التى دمروها في 2011 والمؤتمر يحاول تجميع صفوفه بعدما تم تشتيته والحوثيون مشغولون بالحفاظ على الدولة التي أنقلبو عليها فالكل مشغول بما يعتقد انه يحقق له مصالحة

بينما اليمن اصبحت مسرحا لكثير من اللاعبين الاقليميين والدوليين يتحكمون في مصيرة لانه لا يوجد توجّه يمني موحّد فالمناطقية اصبحت مستشرية كما أنّ الخلاف السياسي والمليشيات والتكتلات تؤدي أدواراً كبيرة في داخل اليمن من اجل مزيد من تدمير اليمن وأصبحت الاوضاع مشلولة داخل اليمن والصورة قاتمة ولا يمكن في هذا الجو المشحون وجود حل وطني او حوار يمني يمني في ظل هذة الظروف المزرية فكل طرف يريد تقوية نفسه على حساب الطرف الآخر ويحاول إضعافه معتقداً أنّ إضعاف الآخر قوة له

كما ان الحكومة اليمنية اليوم لا تتعامل على اعتبار أنّها ممثلة لكل الشعب اليمني بل ممثلة لجهة معينة وتعمل وفق توجيهات معينة ويشعر المواطن اليمني انها تعمل ضد مصالحه

كما ان رئيس مجلس القيادة لو أراد تغيير شيء فلن يستطيع لأنّ الاعتراضات ستأتيه من كل الاتجاهات لان الاوضاع في اليمن أصبحت شائكة فالتوجه الوطني أصبح ضعيف والمناطقي أصبح قوي ويزيد تعصباً يوماً بعد آخر ويتحول إلى صراعات وحروب .

لايوجد اليوم من حل أمام اليمنيين الا يعقد مؤتمر برعاية دولية ويجتمع فيه كل الاطراف اليمنية ويعقدون اتفاقاً يتجاوزون فيه كل الخلافات وإلّا فإن اليمن متجه نحو التمزق والتشرذم واليمنيين لا يستطيعون حلّ مشاكلهم بأنفسهم في الوقت الحالي وهذه حقيقة لايمكن الحياء منها و لا يستطيع أي طرف يمني اليوم المحافظة على وحدة اليمن لأنّه لا يستطيع فرض إرادته على المراكز الموجودة.

لم يتم بناء الدوله اليمنية بناءً مؤسساتياً حقيقياً بل اعتمدت على تقوية الروابط المناطقية والطائفية والحزبية على حساب المكونات الأخر وهذا هو ما أدى الى تمزيق اليمن من ناحية الولاء والروح الوطنية والذي أدي الى دفع المكونات الأخرى التي أقصيت بشتى الطرق إلى تقوية نفسها لترد على كل الاعتداءات التى وقعت عليها ومايجري اليوم هو نتيجة طبيعية للاخطاء التى تم ارتكابها في السابق فيما يتعلق بالوحدة اليمنية هناك حالة من الشد والجذب أطلقت بعدها دعوات إلى إصلاح مسار الوحدة واصطدمت تلك الدعوات بكثير من التحديات واستمر الحال إلى أن جاءت ثورة الشباب في العام 2011 والتي أدت إلى انتقال السلطة إلى الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي لكن أمر الوحدة لم يستقر تماما لأن الوحدة اليمنية بصيغتها القديمة والتي تعتمد على المركزية فقدت مضمونها والدعم اللازم لها من غالبية الشعب اليمني وهي الآن اسم فقط غير متحقق على الواقع وهناك تفتت حقيقي في الجغرافيا اليمنية ومزاج شعبي في الجنوب غالبيته غير راض بالوحدة وشعور غالبية من الشماليين بإن الاستمرار في الوحدة بنفس الاخطاء السابقة سيكون كارثة .

الواقع الذي امامنا اليوم لم تعد اليمن الآن موحدة ولا تحكم بحكم واحد ولا يشعر المواطن عند الانتقال من منطقة إلى أخرى أنه في وطنه ويتمتع بالامن الكامل ويتعرض اليمنيين لانتهاكات يومية قد تكون لفظية أو جسدية فمن يستطيع اليوم من أبناء اليمن أن يتنقل بين الشمال والجنوب بأمان وكذا بالنسبة للعديد من المناطق والمحافظات اليمنية.

في كل الأحوال يتحتم على جميع القوي والنخب السياسية اليمنية والمفكرين والسياسين وجميع النخب اليمنية القيام بدورها وعدم استمرارها فى الانكفاء والسلبية وضرورة عملها على إيجاد حل وطني يوصل اليمن واليمنيين الى طريق السلام وعدم الاستمرار في الاحتراب الداخلي او لصالح الغير والتفكير نحو مستقبل امن لليمنيين في ظل دولة موحدة اتحادية او كونفدرالية او تكامليه في ظل استقلال منظم يحافظ على الروابط والتكامل الاقتصادي والاجتماعي والتجاري بين اليمنيين ويمنع استمرار الحروب والاقتتال .

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس