بقلم/ محمد العزيزي
نعم وترليون ألف نعم، الوحدة وجدت لتبقى و يجب أن يحافظ عليها اليمنيين بحدقات أعينهم، هكذا اعتنقها ويرددها الشعب اليمني كبيرهم وصغيرهم وبكل شموخ وثقة أنها ستبقى وأن اليمنيين لن ولم يقبلوا إلا أن تبقى شاء من شاء وأبى من أبى ،لأن الوحدة اليمنية ليست ملك شخص أو جماعة أو فصيل بل هي قرار وإردت شعب وأمة وعيدها يتجدد عاما بعد عام وعمرها في اضطراد وعلى الدوام بإذن الله.

يحتفل اليمنيون بعيد الوحدة الثالث والثلاثون رغم كل الارهاصات و المشاكل والمكايدات والحرب والأصوات النشاز التي تظهر وتنطلق هنا وهناك تحت تأثير السياسية والمال والمصالح الأنية الضيقة التي يبحثون عنها من وراء سباحتهم عكس تيار الاجماع الوطني وعشق وحب اليمنيين للوحدة اليمنية التي جذورها مغروسة في أعماق قلبهم ولن يستطيع أحد إنتزاعها وتدميرها وزعزعة هذه الألفة والمحبة بمثل هكذا نزعات مصالحية تنتهي بمجرد
أن تتحقق تلك الأهواء غير الوطنية والانتمائية .

اليمن واحد والواحد لا يمكن أن يقبل بالقسمة والتقزيم ولا يمكن أن ننتظر من أخرين لكي يفرقون الواحد أو حتى ليوحدون الواحد الموحد أصلا ومنذ الأزل، الشعب اليمني موحد أرضا وإنسانا ولا يمكن لبراميل البشر والتشطير التي اصطنعها الاستعمار وقوى الهيمنة العالمية والمصالح الأنانية أن تقنع اليمنيون شمالا وجنوبا وشرقا وغربا أنهم شعبان وتدولتان وما قيام الجمهورية اليمنية في 22 من مايو 1990م إلا لإزالت براميل التشطير التي كانت تعيق حركة المواطن اليمني ومضاعفة معاناته وليس لتوحيد شعب واحد تربطه ببعضه روابط الأخوة وصلة الدم والقرابة والتراث والحضارة و المصير المشترك.

نعم وترليون صوت أنا يمني من كل شبر أسمه اليمن ولن يستطيع كان من كان أن يجزء أو يشطر اليمن لأننا عدنا وألتقينا بعد عذاب من الفرقة والشتات والحرمان والمعاناة وعندما يلتم الشمل وتلتقي الأسرة اليمنية، ولذلك لا يمكن أن يفرقها أحد أو يفك إرتباطها مهما كانت قدرته ومكانته وإمكانياته وداعميه .

أعداء الوحدة اليمنية كثر في الداخل والخارج وهذا من المسلمات لكن تكالبهم ومحاولاتهم للنيل منها بعيد المنال وأبعد من عين الشمس لأنها محروسة بعناية الله عز وجل أولا ، وثانيا رسوخ الوحدة وبقائها لا يتعلق بمصلحة فلان أو علان وإنما بمصلحة أمة وشعب وطالما والشعب إرادته وقراره مايزال قويا، ليس بقدور أحد التأثير على مستقبل وصمود الوحدة والجميع يعلم يقينا أن بقاء الوحدة يعني بقاء اليمن متحدا قويا وأن فكة الوحدة تفتت الوطن اليمني وتمزق إلى عدة أوطان ولهذا الوحدة هي الجامع الوحيد للشعب اليمني ولا غيرها وبالتالي الوحدة راسخة رسوخ الجبال ولا قلق عليها نهائيا.

لا ننكر أن الأمواج المتلاطمة والحرب القاسية قد نالت من الشعب اليمني وأرهقته وأدخلته في متاهات الجوع والفقر والعوز والحاجة والفاقة والضعف نتيجة تلك الأمواج والمخاطر وهو وأعني الشعب اليمني قادر لتجاوز كل هذه المشاكل والمصاعب وهو أيضا قادر على تحملها و مواجهتها مهما طال الزمن وهو رغم كل ذلك عصي على أن تجبره مثل هذه الظروف للتخلي عن وحدته وأرضه وواحديته والعودة إلى ما قبل 22 مايو لأنه يعلم يقينا أن التفريط بالوحدة يعني العودة للذل والمهانة و العذاب والحرمان والقتل والحصار والتشرذم وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يبقى اليمن بقوته وعزته وشموخه في ظل الوحدة .

تأصلت وتجذرت الوحدة بعد مرور 33 عاما بالتداخل الأسري وعدد الأنساب والأصهار وبلغ الترابط الاجتماعي بين أبناء الشعب كما وعددا في الشمال والجنوب وأكبر مما يتأمرون أو كما يخيل لهم، وهي رادع حقيقي لمن في قلبه مرض وستعروف محبة اليمنيون للوحدة برفع علم الوطن في كل مكان وعلى كل منزل وفي مواقع التواصل الاجتماعي حبا وإيمانا بالوحدة وهذا أمر مفروغا منه ويعلمه الجميع بما فيهم تلك الأصوات النشاز التي تنعق لتنفيذ مخططات أعداء اليمن واليمنيين.

صحيح تأتي هذه الذكرى السنوية واليمنيون يعانون من تباعت وويلات الحرب وتوالي وتعدد الأزمات والمعاناة ويأتي الاحتفال باهة وخافة ربما بسبب أن اليمنيبن أرهقتهم الحرب والحصار وجارة عليهم الظروف لكن تلك المعاناة لا يمكن أن تقف حائطا منيعا أمامهم في التعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة العظيم من تاريخ الأمة اليمنية والعربية والإسلامية على حد السواء، أنه تاريخ وذكرى إلتئام ووحدة جسد الأمة اليمنية وعودة الروح إليها وأن قلوبهم ترقص فرحا بعيدها وإن كان بصمت إيمانا أنه ما وقر بالقلب فهو أعظم إيمانا وفرحة وأبلغ تعبيرا وحبا لليمن الواحد أرضا وإنسانا.

التاريخ واضح ولا يحتاج إلى توضيح وشرح وما قاله الرئيسان علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض يوم توقيع إتفاقية استكمال الإجراءات الدستورية ومواءمة القوانين قبل الإعلان عن قيام الوحدة اليمنية بعدة شهور كان كلاما قويا وواضحا من زعيمان لهما باعا كبيرا في السياسة، حين جزما أن الوحدة قائمة بين الشعبين المشطرين ،وأنهما بهذه الاتفاقية إلا لإعادة الحق لأصحابه بعد أن أفسده الطامعين والاستعمار ليس إلا وأن الشعب اليمني شمالا وجنوبا واحدا موحدا منذ قدم التاريخ.

عاشت الوحدة أبية شامخة رغم أنف أعدائها وأعداء الشعب اليمني، وبالروح بالدم نفديك يا يمن.

حول الموقع

سام برس