بقلم/ يحيى يحيى السريحي
الصبر الاستراتيجي تجلى في شخص الرئيس العربي بشار حافظ الأسد ، وتمثل ذلك في الحكمة والصبر ليس على المحنة والمصيبة الكبيرة التي نزلت والتآمر على سوريا وشعب سوريا من امريكا والغرب وبينهم المسخ الشيطاني " الصهاينة" ولكن بالصبر على الأشقاء الأشقياء من  بعض الدول العربية والاسلامية التي أرادت لسوريا وشعبها ورئيسها الدمار والخراب ، وساعدت تلك الدول بل وسارعت  الى تمويل الجماعات الإرهابية  المارقة والخارجة عن النظام والقانون السوري ، والانساني ، والديني ، في ما يسمى بالربيع العربي المدمر للشعوب والدول العربية التي طالها ذلك الربيع والتآمر في العام 2011 م ومنها الحبيبة سوريا.

وكان من بين تلك الدول المغذية والداعمة للفتنة في سوريا على سبيل الذكر " السعودية ، قطر ، الإمارات ، تركيا " ودول عربية أخرى قد شاركت بصمتها لتنفيذ خطة التدمير على القطر العربي السوري الشقيق والغالي على كل قلب عربي حر ، حيث تداعت تلك الدول العربية والأعجمية على سوريا كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ، ولكن خابوا وخسروا فقد كان الاسد في عرينه منتصبا يذود عن وطنه وشعبه بكل أنفة وبسالة منقطعة النظير ، لم يرف له جفن ولم تهتز له شعرة أو ينحني له رأس ، ولم يأبه بذلك الجمع الغفير من الدول المعادية له ولشعبه ..

إن المتآمرين على سوريا الأصالة والتأريخ والخيرات الظاهرة والباطنة قد حفظها الله من مكر الماكرين وتآمر المتآمرين ، وفضح الله أولئك الأعداء وكشف سرهم ونجواهم ، ومناصبة سوريا وشعبها ورئيسها العداء لم يزد السوريين الا إصرار بالتمسك والالتفاف حول قائدهم والوقوف صفا واحدا خلف جيشهم وحكومتهم ، وتعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لمدة أثنى عشر عام بدون وجه حق لم يوهن السوريين ويضعف من عزيمتهم بل زادهم أيمانا ويقينا بعدالة قضيتهم وسيرهم على النهج الصحيح ، مدركين أن أدعياء العروبة قد انبطحوا لاعدائهم من الغرب والامريكان ورغم أنف أولئك المنبطحين من الأشقاء قد ساعدوا عدوهم في تنفيذ مخططهم  التدميري.

فسوريا لم تكن مطبعة  مع العدو الاسرائيلي ، ولم تكن حليفة ومتآمرة على العرب والمسلمين حتى يتم تجميد عضويتها ويفرض عليها عزلة عربية ويفرض عليها عقوبات اقتصادية وعسكرية من قبل الدول العربية ، ولكن هذه مشيئة الغرب والصهاينة والأمريكان وما على أولئك الزعماء من العرب سوى السمع والطاعة !.

فسوريا كانت وستظل دولة مناهضة للعدو المحتل لأرض فلسطين وجزء من الأراضي السورية ، وقد احتضنت قادة المقاومة الفلسطينية في أرضها عقود ومدتهم بما يلزم من وسائل الدعم المادي واللوجستي ، ومع ذلك نالها ما نالها من العداوة والتآمر !! غير أنه وبعد كل هذا الصبر العظيم لسوريا شعبا ورئيسا في مقارعة الاعداء ، والنصر المبين على الارهابيين وقتلة الاطفال والنساء ، وسارقي خيرات الشعوب بلا حياء.

هاهي اليوم سوريا تعود الى مكانها الطبيعي وتحضر القمة العربية المنعقده في السعودية ودورتها الثانية والثلاثون ، وقد تدثرت بثوب العزة والكرامة والنصر على الاعداء ، لتكون قمة عربية سورية بامتياز ، والحقيقة أن القمم السابقة التي غيبت فيها سوريا كانت قمم بلا روح ولا قيمة ، ويكفينا في هذه القمة أن نستمع ونستمتع بكلمة الرئيس بشار الأسد أفصح الملوك والرؤساء بلاغة وكلام وأصدقهم حديث .

حول الموقع

سام برس