بقلم/ أسامة سرايا
يذهب العرب إلى قمتهم غدا فى جدة تحدوهم التطلعات ، وتحيط بهم الأزمات التى مازالت فى قمتها، بل إن المخاوف كبيرة، ليس لقسم من الدول، ولكن لكل الدول، والطريق مازالت طويلة لتحقيق التطلعات، والأهداف الكبيرة، والمجتمعون فى القمة من المؤكد أنهم شاهدوا مؤخرا الأمم المتحدة وهى تُحيى ذكرى النكبة الفلسطينية والعربية الـ» ٧٥ « فى حفل ضخم بنيويورك.

ولأول مرة فى التاريخ، وهى ذكرى أليمة لكل عربى وعربية، وتعيش فى وجداننا، والتى جمعت بين السياسى، والفنى، والإنسانى، فى إطار بديع، حيث أبرز رئيس السلطة الفلسطينية الجانب الأول بكلمة مؤثرة حملت العاطفة، وغاب عنها الفعل السياسى الذى ننتظره (تجميع كلمة الفلسطينيين).

إن قوة العرب فى قمتهم ستكون فى موقفهم.. فى توصيل وحدتهم فى كل القضايا للعالم، وفى مقدمتها، قضية التطرف الإسرائيلى فى قتل الفلسطينيين، والتنكيل بالمقدسات الإسلامية، والعربية فى القدس.

وأعتقد أن قضايانا العربية كلها لا تحتمل تسجيل نقاط ، ولكن سياسة وفعل ، لأنه تنتظرنا مخاوف كبيرة فى كل المجالات ، فقد تفجرت السودان ، ومهيأة لعودة الإرهاب ، والتطرف بكل أشكاله ، وهذه المرة سيكون كثيفا ، ومريرا، لموقعه الحيوى ، وهم هناك يتنادون بإعادة إنتاج كل التنظيمات الإرهابية.

ولم يتفجر السودان وحده، فلاتزال ليبيا هشة، واليمن مازال لم يطله، أو يطل عليه، الاتفاق السعودى- الإيرانى، وكذلك لبنان بلا رئيس، ووقع فى تناقضات السياسيين، والأوضاع الإقليمية لم تحل بعد، ومازالت فى جس النبض بين أطرافها ، كما أن سوريا صحيح عادت للجامعة، لكن السوريين لم يعودوا إلى بلادهم، وحلولهم مازالت غائبة.

أما بقية الدول فتتوزع بين مشكلات عديدة تحتاج إلى حلول إقليمية، ورؤية عربية، خاصة مشكلات المياه التى تطول النيل بين مصر، والسودان مع إثيوبيا، والجفاف الذى يطول سوريا، والعراق مع تركيا، ومازالت دروس وباء «كوفيد-١٩ «، وحرب أوكرانيا- روسيا، وتداعياتها الإقليمية لم تفرز تعاونا أشمل فى مجال الصحة، وإنتاج الغذاء العربى، ومازال التنسيق السياسى، والاقتصادى غائبا، لكن هناك رغبة فى ظهور رؤية مستقبلية للمنطقة، خاصة فى علاقاتنا مع بعضنا، وجيراننا، وكذلك العالم.

نقلاً عن الاهرام

حول الموقع

سام برس