بقلم/ محمد العزيزي
غدا يحتفل اليمنيون رغم مرارة وشظف العيش بالعيد الثالث والثلاثون لوحدة اليمن .. غدا الاثنين عيد أعظم حدث صنعه اليمنيون في التاريخ الحديث على مستوى المنطقة والعالم حين أعلن اليمنيون قيام الجمهورية اليمنية في مثل هذا التاريخ 22 مايو عام 90م و رقص أهل وشعب اليمن شبابا ورجالا ونساء فرحا وبهجة بهذا الحدث وبهذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوب اليمنيين جميعا رغم كل الكبوات والمنغصات التي رافق سنوات عمر الوحدة المباركة .

صحيح تأتي هذه الذكرى السنوية واليمنيون يعانون من ويلات تبعات ثمان سنوات من الحرب وتعدد الأزمات والمعاناة ، لكن تلك المعاناة لا يمكن أن تقف حائطا منيعا أمامهم في التعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة العظيم من تاريخ الأمة اليمنية والعربية والإسلامية على حد السواء، أنه تاريخ وذكرى إلتئام ووحدة جسد الأمة اليمنية وعودة الروح إليه وأن قلوبهم ترقص فرحا بعيدها وإن كان بصمت إيمانا أنه ما وقر بالقلب فهو أعظم إيمانا وفرحة وأبلغ تعبيرا وحبا لليمن الواحد أرضا وإنسانا.

نعم يحتفل اليوم الشعب اليمني جنوبا وشمالا شرقا وغربا ،شبابا ورجالا وكهولا ،أطفالا ونساء رغم كل شيء بعيد الوحدة اليمنية المباركة عيد الأعياد عيد اليمن السعيد والذي يعد واحداً من أهم الأعياد الوطنية لليمن واليمنيين، إنها الذكرى والعيد الوطني الثالث والثلاثون لإعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م.

يعتبر الشباب اليمني عيد الوحدة أنه فجر ميلادهم، فهذا التاريخ بالنسبة لهم ينمو ويكبر ويترعرع معهم فهم جيل الوحدة ، و تاريخ الوحدة وعنوانها وعنفوانها وهم الآن شباب وسواعد اليمن والقوة العاملة التي تضرب في أرجاء الوطن الواحد والذين يمثلون 70% من سكان اليمن هم من ذوي الأعمار المتساوية مع عمر الوحدة اليمنية المباركة، والذين ترعرعوا وعاشوا أيام وسنوات هذا التاريخ من عمر الوحدة، وهم الآن جيل الوحدة وصناع المستقبل والقادرون على حمايتها والدفاع عنها من أي استهداف ينال منها كمنجز تاريخي لليمن والأمة العربية والإسلامية.

يمثل عمر الوحدة اليمنية اليوم مرحلة الشباب والعنفوان والألق الدائم والمتجدد لليمن إلى الأبد إنشاء الله رغم الظروف والمحن التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن والتي نثق بأن اليمنيين بشبابهم سوف يتجاوزونها مهما طالت الأزمة و فترة الحرب، فلابد أن تنجلي وتنقشع هذه الأزمة بإذن واحد أحد وعما قريب.

جيل الوحدة هم الآن السواعد الشابة التي يرتكز ويتكئ عليها الوطن في بنائه وإعادة إعماره وإصلاح ما أفسده الدهر والأعداء والأزمات والصراعات ، والهجمة الشرسة على اليمن أرضا وإنسانا، والتكالبات المحدقة من كل مكان داخلياً وخارجياً بهدف تشتيت قدرة ومقدرات الوطن الموحد وإضعافه ليسهل الانقضاض عليه وتمزيقه والإطاحة بهذا الوطن الحبيب والغالي على كل يمني ولكن ستظل كل هذه المؤامرات فقعات تتحطم على صخرة جيل الشباب، جيل الوحدة الذين سيظلون هم الدرع الواقي للوطن والشعب وتندحر بهؤلاء الرجال الأبطال كل تلك المؤامرات الخبيثة التي يحيكها الأعداء ضد بلادنا.

الشباب ومن أعمارهم اليوم بين العشرين والثلاثين عاماً عمر الوحدة هم الرافعة الحقيقية لليمن في التنمية والإعمار والمستقبل المنشود، ولذا سعى الأعداء لتدمير البنية التحتية للوطن والتنمية، وقصدوا عنوة إلى استهداف بنيته التحتية من مدارس وجامعات ومنشآت رياضية وتعليمية بهدف إيقاف طموحات هذا الجيل الصاعد، وقتل وإعاقة وتشريد هذه الفئة الشبابية ومحاولة إقناعهم أن وحدة اليمن سبب تدهور حالهم المعيشي والاقتصادي، ورغم أنه ترويج خبيث لإفساد التاريخ والحضارة وتلويث أفكار وعقول المجتمع بهذه السموم و هو في طبيعة الحال أمرا مقصودا ومرسوما ضمن أهداف هذه الحرب لأن اليمن لديها ثروة بشرية تعلم هذا الخبث والمرض ،ولكن هيهات من الشعب اليمني الواعي لمثل تلك المؤمرات القذرة خاصة وغالبيةشعب اليمن من الشباب المتعلم والواعي بأهمية وحدة تراب الوطن والشعب، وهم أيصا الشباب الذين يعول عليهم كشعب وأمة في بناء البلاد والدفاع عنها، والتي يراها الأعداء خصماً وعدواً حقيقياً ومرعباً يجب القضاء عليهم.

يجب أن نؤكد على الدوام أن الحركات الشبابية والرياضية وجيل الشباب شكلوا السند الحقيقي لكل المنعطفات التاريخية والعصرية والتحررية لليمن سواء خلال ثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد المحتل البريطاني أو في ثورة 26 سبتمبر أو الجيل الحالي لعصر الوحدة اليمنية في طرد ومقارعة المستعمرين والمستبدين وتثبيت أوتاد الجمهورية والوحدة في كل مراحلها والانتصار للوطن أولا وأخيرا.

وكان بالفعل للحركة الشبابية والرياضية دور نضالي ناصع البياض وقوي ومهم في أوساط المجتمع اليمني شمالا وجنوبا، وظلت إنجازاتها الوطنية مشعة بالنور الوهاج على الدوام، وساهموا الشباب في كثير من الإنجازات والانتصارات ورسم الفرح والبهجة على محيا كل يمني في جميع المحافل والمواقف البطولية، والرجولية.

يظل هذا اليوم العظيم من تاريخ الأمة يوما من الدهر ،عرف اليمنيون خيوطه وأهميته في رسم المستقبل كمكانة أمام الشعوب والأمم الأخرى خاصة وأن التآمر العالمي وأهدافه الاستراتيجية هو تقسيم الدول إلى كنتونات ودويلات صغيرة يسهل على الدول الكبرى الهيمنة و اقتياد هذه الكنتونات كيفما شاءت وفق برنامجهم القديمة الجديدة في تجزئة المجزاء وتمزيق الممزق وما الأزمات والحروب التي عصفت بالشعوب العربية في السنوات الأخيرة إلا دليل دامغ لتدمير وحدة الشعوب وتقسيم البلدان العربية من خلال تلك الحروب واستغلال المغفلين من أبناء جلدتنا لتنفيذ أجندتهم ومخططات التفتيت والتقسيم.

حول الموقع

سام برس