بقلم/ فتحي بن لزرق
يشهد الله ما معي من دولة الوحدة لا منصب ولا وظيفة..

في 2009 وبعد أن ضاق بي الحال تعرفت على الأخ ياسر يماني، وتربطني بهذا الرجل علاقة صداقة قديمة، شكيت له حالي فتكرم مشكوراً باستخراج توجيه بالتوظيف.

حملت ورقة التوجيه يومها إلى صنعاء وتحديداً إلى نبيل شمسان وكان نائباً لوزير الخدمة المدنية، وبعد أكثر من عشرين يوما من المتابعات رماها في سلة المهملات.

في 2018 زرت الرئيس هادي في مقر إقامته في الرياض وبحضرته يومها الدكتور عبدالله العليمي ، أمسك الرئيس هادي يومها ورقة صغيرة وقال لي : "قل لي وين تريد أصدر بك قرار تعيين؟ أنت كفاءة وتستحق"..

قلت له: أنا جيت أزورك وأسلم عليك ولا أريد أي منصب..

ضحك يومها الرئيس هادي وقال: أول جنوبي يزورني وما يطلب منصب..!

يعيش الرئيس هادي ويعيش العزيز عبدالله العليمي، ويعيش الأخ ياسر يماني ويعيش الأخ نبيل شمسان.. ويمكن سؤالهم كلا على حدة، وقد لايتذكرني "نبيل شمسان" لأنني يومها لم أكن معروفاً..

ومن يومها أنا بلا وظيفة ولا منصب ولا راتب حكومي..! وأتحدى مخلوق أن يستخرج اسمي ضمن كشوفات راتب حكومي واحد..

وحتى لحظة كتابة أحرف المقال هذا..

لذلك لا نرتجي مصلحة (مادية) تذكر من الوقوف مع وطننا.. أعيش في عدن وأخالط الناس وأسمع شكواهم وأستمد قناعاتي من آرائهم، الناس المعدمة، البسيطة، الجائعة، المقهورة، المنهكة، المشبعة جوعاً وخوفاً وانعداماً للأمل..

وفي سبيل قولي لكل ما أؤمن به أدرك أن حياتي قد تكون ثمناً وفي أي لحظة مجنونة لذلك..

وعليه، فكل ما نريده فقط أن تُحترم قناعتنا ، تمسكنا بما نؤمن به، لأنه وببساطة ونحن ندافع عما نؤمن به لم نسفه أحداً ولم نسيء لأحد ولم ننازع أحداً ثروته أو منصبه أو جاهه..

نحن نقول إننا نحب هذه البلاد بطولها وعرضها بشمالها وجنوبها وبشرقها وغربها .. فهل محبة الوطن جريمة؟!
ندعو للمساواة والسلام ووقف الحرب والعدالة، ويشهد الله أننا في ذلك لن نرتضي مظلمة لأحد..

نقول إننا نريدها بلاد محبة وتسامح وسلام وتعايش.. هل في ذلك ما يدعو لتهديدنا ليل نهار بالقتل..!؟

أجيبوني ..!؟

حول الموقع

سام برس