بقلم/ محمود كامل الكومى
على جبل عرفات يشق الهتاف عنان السماء : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لاشريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك .

يتجرد المؤمن من كل نفايات الدنيا وان لذته وملذاتها وان شدته , وملابسه وان عرته, ليصفو كما خلقه الرب , هاتفا الهتاف الرباني القدسي بمناجاة تُذرف فيها الدموع لتسيل أنهاراً تطهر النفس وتصفى الذات من كل مالذ وطاب وكذا من كل موبقات الحياة الدنيا.

عازفا اللحن الربانى عله يصل الى الذات القدسية , فتجيبه :لبيك وسعديك ياذو المال الحلال يا خالى النفس و الوفاض من النفاق والكذب والرياء – وعلى أصحاب المال الحرام (المرتشين , سارقى قوت الشعوب , وكذا الموالين للعدا وعملاء الموساد) , ترد عليهم الذات الالهية : لا لبيك ولا سعديك مالك حرام ,وأنت من بعت نفسك بالحرام . فأنت من جنتى مطرود لن تبلغ حج بيتك الحرام , فأهبطه الى الدرك الأسفل يا سارق الانسان ويا عميل الأعداء من عرفات فإنك رجيم مذموم مدحور , قد نسلط عليك حجيجنا المقبول ذى الذنب المغفور وصاحب السعي المشكور ليرحمك كما أبليس .

ويهتف أبو الأنبياء (إبراهيم) فى وجه أبنه (إسماعيل ): يابنى أرى فى المنام أنى أذبحك ,فأنظر ماترى .
يرد الفتى :ياأبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين – فيفديه رب العزة بكبش عظيم .

أمتثل الفتى لأمر ربه , وصدق والده فى رؤياه , فكان الصدق والإيمان صنوان لا يفترقان فى خُلُق فارس الفتيان ، وكانت مكافأة الرحمن ,التى أفتدى بها إسماعيل , لتضحى أضحية العيد سنة نبوية تنتشر فى البرية , فتعيد للعلاقات الاجتماعية صفوها ولحُمتِها , ويكون للفقير نصيب من أِطعام وقوت عيش يجسد التزام الغنى بجاره الفقير , لتسمو العلاقات الاجتماعية وتذوب الفوارق الطبقية ,كرموز ومعان صارت تنهل منها كل المواثيق الدولية وحقوق الانسان وكل المنظمات الانسانية العصرية .

ويبقى الأضحى عيداً يزهو بمعانيه ومغانيه وحِكَمِه وراياته يتقدم الخطى وتزدهر أيامه على دولنا العربية وقد غامت عنها المعانى الإيمانية التى جسدها , وبدا كبش الفداء والتضحية , ينحر من أجل أن يبرهن على أن دماء الإنسان قد رخصت حين تتشاجر مع الذات أو الأهل والخلان ومعشر العُربان , فصار الآن, بعد أن كانت بلدان الأمن والأمان .

وتجسد الجزار فى شخص حركات تدثرت بعباءة الإسلام غير مبالية بماهية الإسلام من سلامة وحرمة الدم وقتل حتى اليمامة بغير حق, وكذا فى الحكومات التى توأد شعوبها بالغلاء وإهدار حريات الأبرياء .

فيما الطامة الكبرى صار الطواف حول الكعبة المشرفة , طوافًا للحكام العرب حول البيت الابيض والكنيست الصهيوني – وصار السعي بين الصفا والمروة سعيا لدى بايدن ونتنياهو..ِِ

قى عيد التضحية والفداء , مهد الحجيج بالوقف على عرفات , بروفة ليوم القيامة بالتلبية والدعاء , وتسرب الدعاء بعودة القدس والأقصى الأسير , متمردين على من انتظم الحج فى بلاد الحجاز , لكن هيهات فكتابهم ومنافقيهم وعملاء الموساد قد باركوا الحاخام الأكبر فى تل أبيب وراحوا يدشنون للقدس عاصمة الصهيونية وتركوا الأقصى يستجير وغضوا الطرف عن حفريات قد تودى به فتكشف عن الهيكل المزعومًِ فنرتاح وتبطل حجة المسلمين , فينقلب العيد الى تشريد وانتهاك لحرمة ثالث الحرمين وأولى القبلتين .

فى عيد الأضحى شوهت مافيا فضائيات البترودولار وعملاء الموساد المغزى والمعنى لعيد التضحية والفداء , ومارسوا الكذب والتضليل والخداع وتملقوا الحكام وصاروا محلل لكل خراب للديار وانتهكوا حرمة العقل والدين ومارسوا اللواط مع الأعداء .

فى عيد الأضحى , نستعيد المعنى في التضحية والفداء ونتوجه الى شعبنا الثائر الصامد الى طرح الخلاف جانبا ,وعدم الانسياق وراء أكاذيب وأضاليل الكتاب المؤجرين ,و مافيا رجال الأعمال وحكوماتهم اساس الخراب ,مذكرين على أن الخلاف بئر بلا قرار ,واضعين نصب أعيننا آية القرآن :واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا “,لأنكم الثوار وأن الشعب والجيش أيد واحدة هو رمز اللُحمة والأمان ,فأمصار وطننا العربى آمنة ومطمئنة بشهادة الواحد القهار , فثقوا بأن وحدتكم العربية هى حصن الأمان ,وبها يكون النصر حليفكم طالما لبيتم النداء :

لبيك اللهم لبيك ..لبيك لاشريك لك لبيك ..أن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك ..
وكل عام وأنتم بخير

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس