بقلم/ يحي يحي السريحي
يقول أمام الدعاة محمد متولي الشعراوي رحمه الله أن هناك فرق كبير بين المسلم الحق والمسلم المتشدد ، وذكر ثلاثة فروق مهمة حيث قال : أن المسلم الحق تجده دائما مشغولا بإيمانه بينما المسلم المتشدد تجده مشغول  بإيمان غيره ، المسلم الحق يسعى لإدخال نفسه وغيره الجنة بينما المسلم المتشدد يسعى لإثبات أن غيره سيدخل النار ، ويقول أن المسلم الحق يبحث للآخرين عن الأعذار ليغفر لهم الأخطاء والزلات بينما المسلم المتشدد مشغول بالتفتيش عن أخطاء الآخرين وهفواتهم لمعاقبتهم والتكلم عنهم ..

والحديث موصول لفضيلة الامام الشعراوي يقول كنت أناقش أحد الشباب المتشددين فسألته ؟ هل تفجير ملهى ليلي في أحد الدول المسلمة حلال أم حرام ؟ فقال له ذلك الشاب حلال طبعا وقتلهم جائز . فقال الشعراوي لو أنك قتلتهم وهم يعصون الله ماهو مصيرهم ؟ فرد الشاب قائلا مصيرهم النار لا محالة . فقلت له والحديث هنا لفضيلة الامام إذن تشتركون أنتم والشيطان في نفس الهدف وهو إدخال الناس إلى النار ! وذكر له حديث رسول الله صل الله عليه وسلم لما مرت جنازة يهودي أخذ الرسول يبكي فقالوا:  ما يبكيك يارسول الله ؟ فقال الرسول الكريم : 

أفلتت مني إلى النار. ويختتم الشعراوي نقاشه مع ذلك الشاب المتشدد قائلا :  لاحظ الفرق أن رسول الله صل الله عليه وسلم الذي يسعى لهداية الناس وانقاذهم من النار . أنتم في واد والحبيب محمد في واد !!

هذا هو ديننا ونبينا ولكن قد أساء البعض من المسلمين لهذا الدين الحنيف عن قصد أو جهل وأفتوا بفتاوى غريبة وغير مقبولة مما وضع الاسلام والمسلمين في موقف لا يحسد عليه ، وبسبب أولئك المتشددين عادوا بالاسلام والمسلمين إلى الوراء عدة قرون كما في عهد الظلام الاوربي حينما وظف رجال الدين المسيحي الدين لخدمة اغراضهم ومصالحهم حتى أنهم أمتلكوا الجنة يبيعونها بالقيراط لمن يدفع ، ولولا أن ثار أصحاب العقول المنيرة على رجال الدين والكنيسة لظل أولئك في غياهب الجهل والظلام الى يومنا هذا ، وبالقياس سوف يؤدي بنا الجهلاء والمدعين إلى نفق مظلم إن لم يجدون من يردعهم ويتصدى لهم ، فديننا الاسلامي الحنيف دين وسطية واعتدال ، دين رحمة ومحبة ، دين حياة  ، دين بناء واعمار ، دين إيثار لا دين اقطاعية وعنصرية وتفرقة واحتكار ، دين عدل لا دين ظلم واستبداد ، دين عزة وكرامة لكل إنسان .

حول الموقع

سام برس