بقلم/ محمد العزيزي
61 عاماً منذ أن رأت اليمن نور الحرية ، ذلك النور الذي أُشعل بدماء الأحرار والذين أرادوا لنا أن نعيش من خلال تلك الثورة المباركة بعيدا عن رحمة السوط والجلاد ، وبعيدا عن الفقر والجوع ،وبعيدا عن الجهل والمرض ،ولذلك تعرضت الثورة الأم 26 سبتمبر من أعدائها للعديد من الكبوات والنكسات بعد قيامها بهدف وائدها وأطفاء شعلتها العلمية وللتعليمية والصحة والتنموية والحياة ، وبالتالي ما كان لزاما علينا  التغني والفرح بهذا اليوم المجيد اليوم الذي صنع المجد لهذا الوطن رغم تجدد تلك النكسات  .

ثورة أيلول سبتمبر 26 هي ذكري خالدة أشعر ويشعر بها كل اليمنيين الذين عاشوا ووجدوا فيها وبعصرها بالفخر والانتماء إليها، فاليمنيون يبتهجون من كل  أعماقهم لأنهم يعلمون ويعرفون فضل هذه الثورة عليهم وعلى أبنائهم ومستقبلهم  .

كلما قرأت عن الجمهورية والثورة أجد نفسي أترحم على كل من بذل دمه في سبيل هذا الوطن لأجل عيش كريم وحرية تعانق السماء وتعليم ركض صنوف الجهل والمرض في ظل نظام كهنوتي بغيض وحاقد على الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه ، لأن الثورة منحتنا نور التعليم والحرية ومعرفة العالم والبشرية والذي لم يعيشه الأجداد في القِدم في ظل حكم الكهنوت ،كما أن الثورة صنعت الكثير لهذا الشعب فلماذا  نجحد دورها وفضلها في إخراج الأمة من ظلمات السجن إلى معرفة الكون والعالم. 

إن ثورة ٢٦  سبتمبر ظلت وستظل محل إلهام ومصدر ضوء لكل الأحرار وعشاق الحرية والعلم والتعليم والتنمية والثقافة.
ثورة أيلول سبتمبر التي قامت على اعتاء نظام إمامي ظالم ومستبد ومتعجرف شكلت منذ انطلاقتها في عام 1962 محطة تحول حقيقي لمقارعة الظلم والاحتلال والاستعمار ومصدر قوة لبقية الثورات العربية الأخرى للتحرر من القوى الاستعمارية الجاثمة على الشعوب العربية أنذاك وجعلتها مصدر دخل وجباية لشعوبهم ووكلائهم في المنطقة.

صمود أهم ثورة في الشرق الأوسط والجزيرة معجزة كبرى خاصة وأنها كانت كبيضة الديك في محيط عربي جميع أنظمته ملكية  ومع ذلك صمدت وظلت تحقق أهدافها رغم كل العثرات والنكبات والمحاولات لإفشالها وهي مستمرة حتى اليوم وستظل.

أيلول اليمن بلغ اليوم واحدا و ستون عاما وما يزال متوقدا وحاضرا في قلوب كل أهل اليمن وكأن ثواره الأحرار قاموا بالثورة  بالأمس وهنا تكمن قوة وحضور ثورة 26 سبتمبر العظيمة التي تقاوم كل محاولات والتصفية والإعدام،  وهذا ما يجعلنا نؤمن بقوة الثورة الأم وبقائها ورسوخ مبادئها في قلوب وعقول اليمنيين دوما حتى تصل وتتحقق أهداف الثورة المتجددة مع كل عاصفة تتعرض لها.

لا أبالغ حين أقول أو نقول أن ثورة سبتمبر هي أقوى وأثبت ثورة في العالم العربي لأنها تمثل رمزا للقوة والصمود وصخرة صماء أمام كل المؤمرات و العواصف التي رافقت هذه الثورة الفتية  منذ قيامها  وحتى يومنا هذا ، فقد ضربت بجذورها في أعماق التراب اليمني وفي قلوب اليمنيين و العرب والمسلمين ومن المستحيل طمسها أو إلغائها أو إقتلاعها مهما كانت الظروف والمؤامرات التي تحاك ضدها .

لا مجال هنا لأن نعدد ما تحقق للشعب اليمني بعد قيام ثورة سبتمبر لأنها كثيرة ومنجزاتها شاهد عيان ولا ينكرها إلا جاحد أو حاقد وإن لم نجد لها أي منجز فيكفي ثورة 26 مجدا وفخرا أنها منحتنا نور التعليم ورفعت عن كاهل الشعب العوز والظلم وعرفت اليمنيين ببقية شعوب العالم.

إن التمسك بنهج الثوار ومبادئ الثورة وأهدافها هي المحك والسبيل الوحيد لعودة اليمن لعنفوانها وألقها السابق والتحلي بالصبر والوعي والتوعية وبث روح العزيمة لمواجهة كل مؤامرات الأعداء وأفشل مخططاتهم التي تهدف إلى إلغائهم وطمسها من وجدان وعقول هذا الشعب والأجيال القادمة.

ثورة 26 سبتمبر مناسبة عظيمة نفتخر بالاحتفال بها وكل عام نستذكر فيها النضال وجهود وتضحيات الأبطال التي قدمت في سبيل الأمة اليمنية والعربية، كما سيظل الشعب جيلا بعد جيل يحتفل بها ويتبادل التهاني كلما حلت ذكرى أيلول العظيم، ومن حقنا أن نحتفل ونحتفل و نبعث بالتهاني لكل يمني وعربي ثوري حر يؤمن بالحرية وحق المواطنة والتعايش السلمي بين الشعوب كهدف من أهداف هذه الثورة المجيدة،  وكل عام والشعب اليمني والعربي في تقدم وأزدهار .

حول الموقع

سام برس