سام برس
شعر / أوس مطهر الارياني

سجّلْ
أنا عربي
أنا صوتٌ يضيعُ سُدى
بلا معنىً.. بدونِ صدى
هراءٌ ما عنا أحدا
ولا أفضى إلى أرَبِ
أحرِّرُ "كرمَنا المسلوبَ" بالأشعارِ، والخُطَبِ
وبالأنغامِ، والعُرَبِ
بلا سعيٍ، ولا عملٍ، مجرَّدُ ضجَّةِ الصَّخبِ
وما أحلى الغنا:
"خلي السلاحْ صاحي"
صدىً لنداءِ ألفِ أبي
أنا العربي
أنا المربوط بالماضي بأسبابٍ بلا سببِ
أسيرُ الأمسِ، والتاريخِ، أرجو سالفَ الحِقَبِ
أعيشُ اليومَ مثلَ الأمسِ بينَ "اللِّعْبِ واللَّعِبِ"
وبينَ اللحنِ، والطربِ
وبينَ الكأسِ، والحَبَبِ
إذا أزعجتني يوماً
ترى غضبي
على صحبي
على أهلي
على أمّي، وفوقَ أبي
وفوقَ جميعِ أخواني
فهم أولى
بطغياني
من الجُنُبِ
* * * * * * * * * *
قال ابنُ يوشَعَ:
باسمِ الربِّ
باسم طهارةِ النسبِ
سنسرقُ من خِلالِ الزيفِ، والكَذِبِ
من ابن الأرضِ
حقَّاً غيرَ مُكتَسَبِ
فـ"بلفورٌ" سيوعدُنا
و"أمريكا" ستنجدُنا
و"يومُ الربِّ" موعدُنا
مع العربِ
* * * * * * * * * *
سجّلْ
أنا عربي
وليسَ معي سوى تعبي
سوى سأمي
حياةَ الذلِّ، والنَّصَبِ
وليسَ معي لأحيا غير
بيتٍ مائلٍ خَرِبِ
وحلمٍ أن أحوزَ على مكانٍ
أسفلَ التُّرَبِ
فسطحُ الأرضِ مُضطرِمُ
وجوفُ الأرضِ مزدحمُ
برغمِ فضائِهِ الرَّحِبِ
بأجسادٍ بلا سببٍ تموتُ
وكلُّها ألمُ
من الصمتِ المريبِ،
وبعضُ إثمِ الظنِّ في الرِّيبِ
لعلَّ الأخوةَ انتظروا
لوعدِ اللهِ في الكُتُبِ
فظلُّوا في أماكنِهِمْ
وهُمْ في غفلةٍ،
وهُمُ
بلا عقلٍ، بلا خُلُقٍ، بلا شرفٍ، بلا أدبِ
إذا غضبوا على الأعداءِ مِنْ أفعالِهِمْ شَتَموا!
هم الأعراب لا العربُ
إذا أذللتهم عتَبوا
وإن أغضبتهم شجبوا
وإن واجهتهم هربوا
وخافوا سوءَ مُنقَلَبِ
هم الأعرابُ موجودونَ تحتَ الأمرِ والطلبِ
لأمريكا
وإسرائيلَ
لا صنعا، ولا حلبِ
ولا للأُسدِ في غزَّةْ
ولا للمجدِ، والعِزَّةْ
يعدُّونَ السنينَ النحسَ عندَ النجمِ "ذي الذنبِ"
ووعدُ اللهِ في الميدانِ لا في "السبعةِ الشُّهُبِ"
وآيُ رجولةِ الفرسانِ في الأفعالِ لا الشَّنَبِ
أنا العربي..
أنا المشغول -بالتحريمِ-
عن غضبي
أحرِّمُ لحمةَ الخنزيرِ..
ذاتِ النابِ..
مُغتصبي
وآكلُ لحم أجدادي،
وأربابي،
وكلِّ نبي
ألاحقُ عورةَ الرُّكَبِ
وألثمُ ركبةَ النُّجُبِ
أعيدُ قراءةَ التاريخِ
علّي أفهمُ العربا؟
وأستجدي لهم سببا
يطيرُ الغربُ للمريخِ
والأعرابُ مشغولونَ بالأنساب، والحَسَبِ
أنا العربي
أثبِّتُ خيمتي للأرضِ، بالطُّنُبِ
وأرسمُ فوق وجهِ الأرضِ خارطةً
فلسطيني بها تمتدُّ
من عكّا إلى النقبِ
#تأبطت_حبا
#فلسطين

حول الموقع

سام برس