بقلم/ جمال الخولاني
خاضوا معمعة التحدي وقهر الظروف وداسوا العقبات، ليمتطوا الأمل والعهد وقطع دابر اليأس الذي ياما تسلل في طريقهم، وضبط بوصلة النجاح كان الفيصل، ودرع الدوري بوسام النجمة السابعة دليلا قاطعا على تخطي حواجز المعاناة التي تولد الأمبراطور.
السير نحو الاعداد للدوري بداية، أتى بعد مخاض عسير، وشد وجذب على إقامة الدوري من عدمه والأهلي كان في الموعد، وأجبر الآخرين على احترامه بعيدا عن التشنجات، كون عجلة الرياضة مطلب جماهيري شغوف يأمل اشتعال المدرجات وتخفيف آثار الوضع في البلد ورؤية دوران الكرة ونجومها ضرورة ملحة بعد انقطاع عكر الصفو والاكتفاء ببطولات لاترقى لمقام أندية العراقة والتاريخ.
دقة ساعة الصفر بعدما اتفق الجميع على تغليب مصلحة الشباب، لتسارع إدارة الأمبراطور لجلب محترفين، والمدرب الوطني محمد النفيعي، بحثا عن نجمة سابعة تزين الشعار، وعودة الأهلي لمكانه الطبيعي بين جنبات منصات التتويج، رغم قساوة الظروف خاصة أرضية ملعب النادي غير صالحة، والتنقل تارة لملعب 22 مايو الذي نرسلهم باقات الورد والثناء لاحتضان فريقنا لأداء التمارين، وكذا ملعب السبعين. باعتبار أرضية ملعب الأهلي مشغولة بأعمال التوسعة والصيانة تمهيدا للتعشيب.
وخاض الفريق الأحمر مرحلة الذهاب ونجح في نيل الصدارة، قبل أن يعلن المدرب النفيعي الاعتذار عن الاستمرار في كرسي الجهاز الفني قبل الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب لأسباب خاصة، والبحث عن مدرب يكمل مسيرة الفريق والتواصل مع قيس صالح الذي اعتذر هو الآخر، لينبري ابن النادي الكوتش جمال القديمي الذي قبل بشجاعة المضي بالفريق وسلاحه العزيمة والاصرار في حفظ الموازين والسير خطوة بخطوة نحو النجاح والبداية نتيجة عريضة للأحمر على سمعون برباعية نظيفة في ختام دور الذهاب.
الظروف الاقتصادية للبيت الأحمر في أعمال توسعة الملعب، وبناء وتشييد الغرف تحت المدرجات كانت المحك، وتأخير الالتزامات المالية، لن تثني رفاق القائد الخياط، والذهاب لمدينة سيئون قاطعين مسافة الهوان والتعب وويلات الصحراء ومرارة الألم، والنتيجة اصرار وعزيمة وخوض معترك منافسات مرحلة الإياب واسقاط المنافسين الواحد تلو الآخر والمحصلة خمسة انتصارات لم تقبل التعادل ولا الخسارة.
الصحراء وما أدراك ما الصحراء، أثقلت كاهل بعثة الفريق وأرهقت مضاجعهم بمجرد ذكرها فقط مابالك من المررو منها، قبل العودة المظفرة للمتصدر والاسترخاء قليلا، قبيل انطلاق مربع الكبار واعداد العدة مجددا لشق طريق دوري غاب عن خزانة النادي منذ العام 2007، ليعود كابوس الصحراء ذهابا وإيابا والنتيجة خطف التعادل اللذيذ من معقل أصحاب الدار الشعب الحضرمي.
واقتربت السابعة كثيرا، بعدما واصل نجوم القلعة الحمراء عروض المعاناة، وانتزاع بطاقة المرور للنهائي، بعد شد وجذب حول مكان إقامة اللقاء، بهدف تشويش نجومنا الذين كالعادة يرسمون الموعد المناسب، قبل الانتظار على أحر من الجمر للمشهد الختامي الذي شهد زحفا جماهيريا غير مسبوق والمنافس التضامن الحضرمي، لتتهاطل معاني الفرح مجرد اطلاق الحكم صافرته منهيا فصول الجراح والقهر والظروف، ومنصة التتويج كانت العلاج والقبض على الدرع أنسى الهموم وأسدل ظروف قاهرة انتهت بتتويج أسطوري فاق التوقعات وأوفت البعثة الأهلاوية بالوعد والعهود.

كل ماذكرته آنفا من مراحل المعاناة، دلالة قاطعة على أن رجال الأمبراطور عقدوا العزم وخلعوا ثوب الاحباط وتقمصوا وحافظوا على الأمانة والعهد والوفاء وصون مكانة الأمبراطور بين كبار القوم، وغدا يعدون العدة بحثا عن تمثيل مشرف للنادي خاصة وللوطن الجريح عامة.
من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس