سام برس
افتتاح معرض الفنان محمد الرقيق برواق "علي القرماسي" للفنون بالعاصمة :
المدينة بعيون و ألوان و أسلوب فنان تشبع منذ طفولته بتفاصيلها و عطورها و حكاياتها الباذخة...
الفنان يحتفي بمدينة تونس التي هام بها فمنحته بعض أسرارها القديمة المتجددة في اللون و في التفاصيل..
شمس الدين العوني
بحضور عدد من الفنانين التشكيليين و المهتمين بالفنون الجميلة افتتح الفنان التشكيلي محمد الرقيق معرضه الفني الشخصي و ذلك مساء يوم السبت 20 أفريل برواق الفنون علي القرماسي بتونس العاصمة و قد ضم المعرض جملة لوحات من تجربة الفنان الرقيق لسنوات حيث المدينة بأمكنتها و حراكها من سوق و مشهديات فضلا عن لوحة عن مدينة جربة و قد طغت على الأعمال الفنية نكهة من تجريدية و انطباعية حالمة من خلال التلوين و التصرف الجمالي الفني في فضاء القماشة لتبرز المواضيع التي تعاطى معها الفنان الرقيق بطابع رائق عرف به منذ بداياته في منتصف ثمانينيات القرن الماضي و هو الذي كانت له مشاركات فنية بتونس و خارجها حيث أقام لفترة بحي الفنون بباريس كما شارك في فعاليات فنية بجمهورية الصين الشعبية حيث أنجز لوحات بقيت في المتاحف هناك و شارك في مصر ضمن زيارة ثقافية فنية مع مجموعة من فناني تونس و كان له لقاء مؤخرا بالدورة السابقة للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس أوت 2023 حيث تم تقديم كتابه الفني الذي يبرز جانبا من تجربته الفنية .كما تم اختيار عمل فني له يشير الى المدينةالعتيقةبتونس ضمن كتاب فني صدر بمناسبة تونس عاصمة الثقافة الاسلامية قبيل سنوات و يعد الفنان محمد الرقيق لمشاركات ادمة في فعاليات تشكيلية بتونس.
هذا و يمر الفنان التشكيلي محمد الرقيق بظرف صحي صعب منذ فترة و هو الذي يعيش من فنه و مع التأثيرات الكبيرة التي خلفتها جائحة الكورونا خاصة في المجالين الثقافي و الفني فهو لم يكف عن الاجتهاد و العمل حيث أصدر مؤخرا كتابا فنيا يختزل أكثر من ثلاثين سنة في تجربته مع الفن و التلوين و المعارض الخاصة و الجماعية في تونس و خارجها و خاصة اقامته الفنية قبل عشرين عاما بمركز الفن الحي بفرنسا و مشاركته الشهيرة في فعالية ثقافية تشكيلية بالصين ليترك هناك عديد الأعمال الفنية . حالته الصحية تستدعي المؤازرة و الدعم خاصة من قبل وزارة الشؤون الثقافية . و في هذا الكاتالوغ الفني الصادر مؤخرا تنوع في النشاط و الأعمال الفنية و مختلف المشاركات و خاصة الأعمال التشكيلية التي شكلت أبرز عناوين تجربة محمد الرقيق منذ انطلاقاته الأولى أواخر ثمانينيات القرن الماضي .

يقول الفنان الرقيق عن هذا الكتاب "...ثلاثون سنة من التلوين على ٱوعية وتقنيات مختلفة والإشتغال على اسرار المدينة العتيقة الحاضنة للذاكرة الثقافية وعمقها الحضاري...اصدر كتابي هذا لعله بساهم في جانب تاريخي توثيقي فني للمدينة.الكتاب انجز بدعم من صندوق التشجيع على الابداع الأدبي والفني بوزارة الشوون الثقافية ،بلدية تونس ،تقديم الاستاذ والخبير في الفنون التشكلية علي الزنايدي وكلمة للدكتور مصطفى شلبي .."
الفنان التشكيلي محمد الرقيق جمع خاصة في المعرض الفني بالتوازي مع صدور الكتالوغ الفني الخاص حيزا من أعماله الفنية الجديدة و المنجزة حديثا اضافة الى أخرى تشير الى تجربة أكثر من 30 سنة و هي أعمال مختلفة الأحجام و المواضيع و التقنيات كل ذلك في اطارمشروع عمل عليه منذ مدة ضمن دعم وزارة الشؤون الثقافية و تشجيعها على الانتاج. هذا و تنوعت لوحات الفنان محمد الرقيق و مشاركاته منها ما كان ضمن الفعاليات الثقافية لشهر التراث بفضاءات المدرسة السليمانية بالمدينة العتيقة و ذلك تحت عنوان (مدينة و تراث ) قبل فترة ...كاتالوغ فني أنيق سيتبعه لاحقا كتاب فني مهم حجما و مضمونا كما يقول محمد الرقيق و فيه تظل المدينة بعطورها و أصواتها و ضجيجها و تفاصيلها و مشهديتها و....
مجالا شاسعا للفنان التشكيلي محمد الرقيق الذي عاش فيها و صارت له معها حكايات شتى بث منها شيئا قليلا في أعماله حيث المسيرة لديه مفتوحة على حالات متعددة من الوجد و الحنين و هو ما جعله يسافر في هذه المدونة الحياتية للمدينة ليبرز منها حيزا من أعماله كل سنة و خلال شهر التراث تحديدا من خلال معرض خاص عادة ما يكون بمدينة تونس التي هام بها فمنحته بعض أسرارها القديمة المتجددة في اللون و في التفاصيل..

و قد انجذب الفنان محمد الرقيق الى المكان كوجهة جمالية وحاضنة لمشهديات مختلفة ومتعددة تعدد الثقافات والقراءات والنظرات أيضا..في هذا المعرض بقاعة القرماسي كانت الأعمال مفعمة بالمشاهد والحالات حيث يشتغل الرقيق بعناية وجمالية عرف بهما ضمن تعبيرية الحياة و الأجواء " بالمدينة العربي " ... وهنا نلمس بالخصوص الفسحة الفنية من الابتكار والابداع.. الفنان محمد الرقيق نجده تواصل مع تجربته التي عرف بها منذ سنوات حيث برز باهتمامه بموضوع المدينة العتيقة بالعمل ضمن تقنيات مختلفة من الباستال الى الأكريليك للاحتفاء بمخلتف عناصر الفرجة والمشهدية التي عرفت بها ما يسميها عامة الناس «البلاد العربي» فنجد الأبواب والأقواس والأعمدة و«الصباط» والمقهى حيث الأشجار وظلالها وهيئات جلوس الرواد ولباسهم وكذلك الجانب الفلكلوري ومنه بالخصوص احتفاليات الخرجة..وهكذا ..لقد استلهم الفنان محمد الرقيق من حركة المدينة ودأبها اليومي ونشاطها وعادات سكانها عددا من المواضيع التي يمكن أن نضعها في خانة أجواء المدينة ومنحها شيئا من احساسه الدفين تجاهها ...هذا المعرض الخاص للفنان محمد الرقيق يتواصل الى غاية يوم 10 ماي 2024.

حول الموقع

سام برس