بقلم/ احمد الشاوش
كثيرة هي المشاهد المأساوية والازمات السياسية والعسكرية في الوطن العربي واليمن على وجه الخصوص ، وابرزها في العصر الحديث غزو العراق الشقيق للكويت الشقيق بقيادة الرئيس صدام حسين ، وغزو التحالف الامريكي للعراق الصديق بقيادة الرئيس جورج بوش ووزير دفاعه رامس فيلد ، وتحرير كويت المحبة والسلام المعتدى عليه ، بسلاح وجنود التحالف وانتهاز إيران والاكراد الفرصة الكبيرة في التحالف الامريكي العربي تجاه حماقة صدام حسين العدو اللدود لايران والخطر القادم على الدول الخليجية واكذوبة اسلحة الدمار التي اطلقها وزير الخارجية الامريكي كولن باول وشيطنة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، ما ادى الى غزو واسقاط بغداد من الداخل والخارج ونهب ثروات واحتياطياته من الذهب والغاز والعملة الصعبة وتحويل العراق وشعبه بعد تسريح جيشه الى لعبة امريكية - إيرانية تحكمها المليشيات وفقاً لقانون الغاب ورغبة حاكم العراق الجديد "بريمر " ، ومن ثم صناعة حكومة شكلية لاتقوى على زعل وتجاوز المليشيات الضاربة.
استدرج الرئيس العراقي صدام حسين بعد ان حلل الامريكيون نفسيته وطموحاته لايقاعه في الفخ وسرعان ما اعطي الضوء الاخضر من السفيرة الامريكية لغزو الكويت وفي ذروة السعادة والطمأنينة فقد القائد الملهم العقل والحكمة والمنطق والسياسة واحتكم الى موازين القوة فانهار نظام صدام حسين وسقطت بغداد وتساقطت الانظمة العربية بعده كخرز المسبحة تحت طبول وسيناريو وخطر الربيع الامريكي الملغم و"العربي" القاتل وتحت لواء وبطش ومدافع ومقاصل وماكينة اعلام التنظيم العالمي للاخوان المسلمين ذلك السيناريو الصادم والمسلسل المفاجئ بكتائب الموت واغتيالات القادة والرموز الوطنية وتدمير المنجزات وعمليات التفجير الممنهجة والخطف والمحاكمات واشعال الحرائق ونهب الاسلحة والمعلومات ونقلها الى بلدان عربية واجنبية أوصلت الحشاشين والقاعدة وداعش وشواذ الامة الى السلطة والتسلط على الدولة والشعوب والثروات ومصادرة الحريات واغلاق الافواة وممارسة الاقصاء والتهميش واجتثاث المنتقدين.
وعندما فشلت امريكا وفرنسا والناتو في اسقاط النظام الليبي عبر كتائب المرتزقة والمحببين والقتلة والسفاحين سعى "الناتو" لقصف وتدمير الدولة والجيش والشعب والمؤسسات الليبية دعماً لما اسماه بالثوار وقدم المال والسلاح والخطط والدعم اللوجستي لاسوأ المعارضين وخونة الاوطان من مليشيات الاسلام السياسي والسقوط الاخلاقي وما المشهد المأساوي والمنحط لاحد افراد تلك المليشيات عند قصف فرنسا موكب القذافي والقبض عليه وتعذيبه وادخال شوكة الالي في دبر الرئيس القذافي الا انعكاس لذلك السقوط والخزي لفئة الحشاشين وحثالة المجتمعات التي صدمت العالم ، ليؤكدوا ان سقوط ليبيا ليس من اجل الحرية وتحرير الاوطان من الطغاة كما يروجوه وانما من أجل السيطرة على النفط والغاز واحتياطي ثروات ليبيا من الطاقة والذهب والموقع الاستراتيجي وتدمير الاخلاق والقيم والدين الاسلامي الذي جعلنا امة وسطا.
يتواصل سيناريو الرعب ومسلسل الانحطاط في البلد الاكثر أمناً واستقراراً وصناعة وتقدماً سوريا الصمود عن طريق اشعال الفتنة وشق الصف الوطني واللعب على نار الطوائف والمذاهب ونشر الاضطرابات وشراء الذمم وتجنيد آلاف الحشاشين والدواعش والفاسدين واحضار ونقل مخلفات الاسلام السياسي الذي تم تدويرها وتكريرها في أكثر من بلد من المنخنقة والمتردية والنطيحة المدعومة من امريكا وتركيا وقطر واسرائيل وغيرها من الدول التي تهاوشت على الصيدة ومحاولة تدمير الحضارة السورية وتاريخ سوريا العظيم وتحويلها الى أنهار من الدماء والجثث والاطلال ، لتدفع الدولة والجيش والشعب السوري العظيم ضريبة كبيرة مقابل الصمود والبقاء على قيد الحياة ومحاولة ابعادها عن مصر الكنانة ، واليوم يبداً من جديد سيناريو امريكا واسرائيل بدفع مليشيات الارهاب من هيئة تحرير الشام وغيرها الى مهاجمة الجيش السوري في مدينة حلب بمختلف الاسلحة وزرع الفوضى في محاولة لضرب الاستقرار في المنطقة واستنزاف سوريا من جديد.
يتواصل مسلسل الرعب الامريكي الناعم والساخن والداعم في زمن سفاح الحزب الديمقراطي السيء الذكر اوباما وأم الصبيان هيلاري كلينتون للاطاحة بالرئيس محمد حسني مبارك والجيش المصري صمام الامان عبر ممارسة الضغوط ورسائل التهديد والوعيد وتقارير منظمات حقوق الانسان المضروبة والاستعانة بماكينة الاعلام الامريكي والبريطاني ودعم تنظيم الاخوان المسلمين ونشر الفتنة في المجتمع المصري وتسويق التضليل والشائعات والخروج الى لشوارع بقوة السلاح والخناجر والقنابل والمتفجرات في القاهرة وسيناء وغيرها من المحافظات والمدن المصرية لتهديد أمن الدولة وترويع المواطن والمجتمع والشعب وضرب السياحة والاقتصاد والامن والاستقرار وتخريب المنجزات وشل حركة الجيش والامن والحكومة والمؤسسات في أخطر مؤامرة وفوضى وانقلاب تعرضت له مصر الكنانة عبرتاريخها المشرف.
وبعد دمار مالطا والوصول الى السلطة بالدم والحديد والنار والدمار والاموال المشبوهة سقطت وحوش وسرطانات تنظيم الاخوان المسلمين وأدواتها من القاعدة وداعش وبيت المقدس وغيرهم من خونة ومصاصي الدماء بعد فشلهم الذريع في نيل ثقة الشعب وحكم الشعب خلال فترة ارهاب الناس واجتثاث الكوادر وتدمير هويتة الوطنية والقومية وثقافته وفكره وبساطته وسعادته وجره الى القرون الوسطى لتأتي ارادة الله تعالى وعدالة السماء بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي و رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، من المؤسسة العسكرية والامنية والوطنيين الشرفاء استجابة للملايين من ابناء الشعب ومؤازرتهم لانقاذ مصر من الفوضى واستعادة الدولة والمؤسسات وحماية المنجزات والابحار عبر سفينة الامان وبوصلة الرئيس السيسي الذي تجلت فيها آمال وآفاق وطموحات المستقبل بوضع حد ونهاية لجنون وبشاعة وحقد وكراهية وتزوير وتضليل المنتج الامريكي والاسرائيلي وأدواته في تركيا وقطر الذين حاولوا تدمير الدولة والحضارة المصرية وتحويلها الى مليشيات وكانتونات وجماعات وعصابات للقاعدة وداعش والحشاشين وامراء المخدرات وتجارة الجنس والرقيق ومحاولة استنزافه في سيناء من خلال الحدود الليبية والسودانية والاثيوبية وأمنه المائي من اجل تحقيق احلام اسرائيل الكبرى وفي النهاية قدمت مصر الانموذج الاسطوري في الصمود والانتصار وفي الفتنة سقط المجرمون من خونة الاوطان مابين قتيل وسجين وامام المحاكمة وهارب الى تركيا وقطر وامريكا واوروبا بعد ان تخلت عنهم مخابرات وانظمة الدول التي جندتهم للفوضى وقلب الانظمة وتدمير الشعوب.
وبروح شريرة يواصل سيناريو التمرد والاجرام والارهاب في السودان بقيادة حميدتي ومليشياته لتدمير الجيش السوداني وترسانته من الاسحلة ومنجزاته ومواقفه العربية واضعافه وتقسمه وجره بقوة الاحداث الى التطبيع مع الكيان الاسرائيلي وتحويله الى حمم بركانية تحصد الشعب الطيب والبسيط والفقير والدولة المنهكة التي ضربتها الازمات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والاسعار ، ورغم ذك التآمر والدعم الامريكي والاسرائيلي وغيره صمدت شرعية المؤسسة العسكرية السودانية امام بلدوزر وطوفان العم سام الناعم والساخن الذي تقوم به مليشات الدعم السريع من اعمال قتل وتفجير واغتصاب ونهب وسلب واستفزاز ورعب ، في محاولة لتحويل السودان الى مليشيات ارهابية ضد الشعب السوداني وشوكهفي خاصرة مصر.
اليمن :
كذلك تعرضت اليمن لاسواء واخطر سيناريو امريكي في المنطقة ، فاليمن الكبير بوحدته الوطنية واليمنية وهويته الجامعة والشعب الوديع والمسالم بثقافته وفكره وعروبته واسلامه وقوميته ورصيده الحضاري وسمعته ونخوته المشهود لها لم تشفع له قيم التعايش والتسامح وفترات الرخاء والامن والاستقرار والصمود في امام براكين الربيع العربي رغم انها كانت شريك اساسي في السلطة والتسلط وتقاسم وسرقة الثروة.
ورغم ذلك لم يشفع لليمن الضحية زلازل مابعد الربيع العبري بعد ان خرج اللصوص والمزايدين والخونة والمرتزقة والشرفاء والبسطاء والفقراء والمتعلمين والجهلة والظالمين والمظلومين الى ساحات الفوضى يتقدمهم حزب الاصلاح ذراع تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن وكمبارس اللقاء المشترك الشريك الرئيسي للرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام ،في الفساد والعبث ، بسبب الخلل الكبير في القيادات العابثة التي كانت تدمن في خطاباتها عن الدولة المدنية من باب التضليل ، ومراكز القوى الفاسدة التي تقاسمت المعسكرات والمناصب الوزارية والادارية والمنافذ وبوابة فتح واغلاق صنعاء والثروات والتجارة والاقتصاد والولاءات ومن ثم انفجر الموقف بين الاخوة الاعداء وخرج اللصوص الى الساحات تحت ايقاعات يرحل النظام .. يسقط النظام .. لادراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس نتيجة للحقد السياسي والمناطقي والمذهبي والعمالة والتبعية الذي غذته المطابخ الامريكية والبريطانية والاسرائيلية والتركية وبعض دول الخليج وما تلاها من مبادرات ملغمة ، فسقطت الدولة والحرس الجمهوري والجيش الاسطوري المجمع من كالبضاعة التايونية والصواريخ والاسلحة والمؤسسات والمنجزات وتسابق الاخوة الاعداء على هيكلة وانهاء الجيش اليمني وتدمير الاقتصاد وعمليات الاغتيال والتقجير للقوى الوطنية والكوادر والشرفاء والمساجد والاحتفالات.
لم تقف المؤامرة عند هذا السيناريو بل سارعوا بسرعة الصوت الركوب على متن طائرة عسكرية خاصة حملت المنخنقة والمتردية والنطيحة والمعاقين دينياً واخلاقياً ووطنياً وانسانياً من نُخب السفارة الامريكية والبريطانية وبعض دول الخليج لتقديم الاعتذار للحوثين ليس عن قناعة وحُباً في انصار الله وانما عن فجور وكيد وكراهية سياسية وانتقام بلاحدود والمجيء به كمنقذ لليمن والاحزب والنُخب رسمياً تحت ايقاعات المشاركة السياسية والدولة المدنية وتخفيظ 500 ريال في اسعار البترول والديزل والغاز وزياردة الرواتب والانتقام من الرئيس السابق علي عبدالله صالح وازاحته من الطريق ..
وبنفس الرؤية والحقد والانتقام دخل صالح في شراكة مع اعدائه الحوثيين الذين لم يتناسوا الستة الحروب الدامية وسارع الى تمكين الحوثيين من المال والاسلحة وغير ذلك للانتقام من معارضية وهو ما ساعد الذئاب المفترسة بكافة مشاربها السياسية والمذهبية والمناطقية والاجندات المشبوهة الى الانتقام من النُخب والقيادات والشعب اليمني وفي النهاية طلعت النتيجة سووووود كما قال الامام يحي حميد الدين لبعض القادة ، وبدأت القوة الصاعدة للحوثيين الى السلطة الذي جربت وتُسهب في المظلومية الى السلطة والثروة والسلاح وفر الحاقدون والفاسدون والعابثون والخونة والشرفاء الى تركيا والقاهرة والاردن وسلطنة عمان وبريطانيا والسعودية والامارات وقطر وغيرها ليبدأ العد التنازلي لحكام اللحظة حسب قياسات الرأي العام وضجيج الشارع اليمني بعد ان انتشر الفقر والجوع والبطالة والركود الاقتصادي وتراكم الحقد في صنعاء وعدن وتعز ومأرب والمخاء وغيرها ..
شاهدانا ماجرى في تونس وكيف طار الرئيس بن علي وكيف تم استغلال قضية البو عزيزي الذي اشعلت الثورة والفوضى واستثمرتها القوى الانتهازية رغم ان الوطن العربي فيه أكثر من مليون بوعزيزي يعاني من الجوع والفقر والظلم والسجون .. هل رأينا ماذا جرى في العراق والمغرب والجزائر والاردن وغيرها من الدول نتيجة للظلم واستغلاله وما ان وصل بعض الثورجيين الى السلطة كانوا أكثر تسلطاً ونهباً للثروات وظلماً واجتثاثاً واقصاء للناس.. هل نعي كيف تم تدمير غزة ولبنان خدمة للشرق الاوسط الجديد والمليار الذهبي .
أخيراً .. هل يعتبر حكام اللحظة في صنعاء وتعز وعدن ومارب والانتقالي وغيرهم من المشهد المرعب حالياً والاحتقان الشعبي والمستجدات الخطيرة والنظر بعقل وحكمة ونوايا صادقة الى مظلومية الشعب اليمني ومعالجة الخلل والتجاوزات ووقف الفساد والعبث واطلاق مساجين وسجينات الرأي والسياسة بدون حق وتحكيم القضاء العادل في كل شاردة وواردة لتجسيد العدالة ودولة المواطنة المتساوية وتوحيد الجبهة الداخلية مالم فأن كل ظالم وطاغية سيشرب من نفس الكأس الزُعاف الذي شرب منه الطغاة واعشار المستبدين السابقين ان لم يكن أكبر ليفتح الطريق امام القوة الصاعدة الخفية التي ستقوم من بين الركام أو على الاقل من داخل مراكز القوى العابثة في حالة غفلة على غرار ماحدث في قوم صالح..
نامل سرعة تحكيم العقل ووقف صميل الثورة والثروة وتقديم الخدمات وصرف مرتبات موظفي الدولة وفتح صفحة جديد تجسيداً لقيم العدالة والتسامح والتعايش..
[email protected]