بقلم/ الدتور/ حسن حسين الرصابي
قراءة من كتاب شذى المعارف لمؤلفه القاضي د حسن حسين الرصابي
الكيان الصهيوني .. عبء ثقيل على الغرب وأطماعه في المنطقة
ان الفاتورة الباهظة الثمن لحماية الكيان الصهيوني جعلت الغرب اليوم يعيد التفكير مرات عديدة الانه ضغط على قدراتها وعلى قراراتها في دعم واسناد الصهاينة ونعلم انه حين بدأ المشروع الصهيوني يخرج الى العلن وسعت المنظومة الغربية إلى توفير كل عوامل نجاحه واستمراره كانت كل الظروف تقسم بالخفية والاضمار.. وجرت أكبر عملية خداع دولية أنطلت على العرب وعلى حكامها وعلى شعوبها .. وكانت بريطانيا وفرنسا ودول اوروبية أخرى قد تبنت هذا الكيان ودعمته ووفرت له عوامل النجاح والاستمرارية .. وتجلى ذلك باتفاق سايكس بيكو التي تقاسمت تركت الرجل المريض وفي قلب الأمة وفي منطقة كانت مسرحاً للاحتكاك بين الحضارات وبين الإرادات في فلسطين والشام وضعت ترتيبات انشاء كيا ن صهيوني يدين بالولاء للمنظومة الغربية وليواجه الاسلام والمسلمين ويتصدى للتيار العروبي الذي كان قد انطلق يبحث عن كيان خاص به ويتخلص من السيادة العثمانية التركية وبإسناد غربي بريطاني فرنسي ودفعت الأموال وجندت الطاقات وجيشت الدبلوماسية الغربية البريطانية الفرنسية لا سناد ظهور كيان صهيوني قام على الدم وعلى القتل والتدمير وعلى ظلم فادح وقع على الشعب العربي الفلسطيني الذي ظل طوال خمسة وسبعين عاماً وهو يناضل دون هوادة ذلك الكيان الغاصب الغاشم ويواجه الاعيب المنظومة الغربية المتمرسة على الأكاذيب وعلى الخداع والمكر..

ومن حينها فان المشروع الصهيوني ظل هدفاً غربياً بامتياز مع ان الصهيونية لها حساباتها الخاصة ولها روايتها التلمودية التي لا تقيم وزناً لمنظومة القيم الانسانية , بل انها تحولت الى متحكم بالمنظومة الغربية وبرموزها وبثقافتها .. وقد تكشفت العنجهية الصهيونية حين بدأت بعض منظومات القيم الانسانية الغربية تصطدم مع اهداف الطغيان الصهيوني رأينا كيف كشر النازي الصهيوني نتنياهو ضد ما كرون ووجه له ولفرنسا اهانة علنية جعلت ماكرون يبتلع لسانه ويتوارى خزياً وهشاشته وانتكاسة فرنسية وحين ظهرت امريكا كقوة موازية في العالم وتسلمها للقيادة العالمية والسيطرة الاستعمارية بصورتها الحديثة واساليبها النوعية والخشنة اتجه اللوبي الصهيوني ليسطر على مقاليد السيطرة الاعلامية والمالية والثقافية والسياسية وكيفت المقدرات الأمريكية لتكون سنداً دائماً لها , بل ان التماهي الامريكي الغربي مع الصهيونية بلغ مدى بعيداً حتى تحولت امريكا الى هراوة نشم صهيونية تذل بها كل المنظومات الغربية.. بل وصلت الصهيونية بصلفها وتجبرها وتطاولها إلى الحد الذي مزق فيها السفير الصهيوني في الامم المتحدة ادبيات الامم المتحدة واتهما بمعادات ما يسمى "السامية "..
وحين انطلق مارد طوفان الاقصى في 7 اكتوبر هرعت حاملات الطائرات والبوارج والطائرات الغربية والامريكية لتوفير الحماية اللازمة للكيان الصهيوني ولأسناده اقتصادياً وعسكرياً ومعنوياً ومخابراتياً ..

وهكذا تحول هذا الكيان الى عبء ثقيل على المنظومة الاقتصادية الغربية, بل ان السيطرة الصهيونية تحولت إلى وسيلة ابتزاز .. تارة باسم اعباء ما تسميه الهولوكست وتارة اخرى حل المسألة اليهودية .. وتارة انها تمثل راس حربة ضد الثقافة العربية الإسلامية التي تمثل للغرب هاجس "قوبيا" ومما ضاعف من هذه الاعباء التطورات المتداعية لحرب الصهاينة ضد غزة وحملة الإبادة المنظمة ضد الشعب الفلسطيني التي كشفت واسقطت آخر اوراق التوت التي كانت تستر سوءات الغرب وادعاءاته في مسميات العدالة الانسانية وحقوق الانسان وغيرها من الشعارات التي ظلت يافطة استعمارية ومبررة للسيطرة الغربية واستئثارها بالمطامع والموارد ونهب خيرات الشعوب والاثراء على حساب العالم الثالث ..
وتحديداً بعد أن دخلت اليمن ومحور المقاومة في مواجهة بحرية في البحر الأحمر والبحر العربي ومطالع المحيط الهندي وامتداد اثر المقاومة الإسلامية إلى البحر الأبيض المتوسط وما تمثله من تحركات جد حقيقية حول ما يسمى سلاسل التوريد وسلاسل التصنيع وان كان الغرب اليوم يحاول ان يتخفى حول مبررات اخرى لكنه ادرك ان الكيان الصهيوني تحول إلى عبء ثقيل على الغرب وانه انهك اقتصاده وان بقاءه لا يخدم الغرب بقدر ما يمثل عقبات كأداء له حسابات خاصة وله افكار تلمودية عنصرية حتى على الثقافة الغربية المسيحية ذاتها..

وتحديداً بعد ان تكشفت الاعيب الماسونية الصهيونية واصطدامها مع مصالح غربية عديدة وحسابات الربح والخسارة ..
ودون شك ان الثقافة الغربية امام مرحلة تقييمات جوهرية وانها سوف ترى تصادماً في المستقبل المنظور بشأن الصهيونية الماسونية وتجليات الأطماع الصهيونية التي تتقاطع مع مصالح الغرب الاقتصادية والثقافية ..
والمسألة مازالت في طور التشكل وسوف تتخذ أبعاداً خطيرة .. وندع الايام والليالي تفعل فعلها وتحدث المتغيرات ..
ان فاتورة الدفاع عن الكيان الصهيوني أصبحت مكلفة جداً على دول الغرب بل ومن المعضلات التي تعاني منها أمريكا وبريطانيا ليست الحكومات فقط , بل المجتمعات الغربية ككل .. هناك التزام أمريكي بريطاني الماني دائم تدفعه هذه الدول من أجل حماية مباشرة لهذا الكيان الصهيوني ..

وما هذا العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن إلا في هذا السياق وهذه التحالفات والأزمات التي تفتعلها أمريكا وبريطانيا ضد اليمن هدفها الأساس إرضاء الصهيونية وابتزاز العرب وإرهابهم باستعراض العضلات بتحريك حاملات الطائرات .. بحجة توفير الأمن والأمان للكيان الغاصب ورفع معنوياته ومناصرته سياسياً وعسكرياً وتزويده بالمعلومات المخابراتية وبأحدث الأسلحة لضمان تفوقه على الدول العربية والإسلامية.

ورغم ذلك يبقى ان نشير هنا الى ان الغرب بدأ يضيق ذرعاً من الابتزاز الصهيوني الذي لم يتردد لححظة في ممارسة ضغوطه على الغرب وعلى سياسات الغرب في سعي منه لتوظيف قدرات الغرب لصالح الكيان الصهيوني ولو على حساب استراتيجيات الغرب ذاته .. وقد ظهر الى العلن حالات من التململ الغربي الذي يشعر أنه قد تورط في اسناد الكيان الصهيوني الذي يرتكب حماقات واعمال ابادة لا يجيزها الغرب أو على الأقل لا يريدها بهذه الوقاحة والاسلوب الوحشي الذي ظهرت عليه الصهيونية في تل أبيب .
يتبع بإذنه تعالى

حول الموقع

سام برس