
بقلم/ العميد الركن د/ حسن حسين
قراءة من كتاب نصرٌ من الله الجزء الثاني لمؤلفه العميد الركن د/ حسن حسين الرصابي
قواعد عسكرية ومحطات رصد راداري ومنشآت حرب الكترونية متعددة واقمار صناعية..
روسيا – الصين - إيران - كوريا الشمالية اقتدار ونمو متصاعد
وتناسباً مع ما سبق من اشارة الى موضوع القواعد الأمريكية واهميتها ودورها وأماكن تواجدها .. نرى من المفيد والمزيد من الاطلاع على معلومات تفي بالمقاربة لتلك القواعد نواصل في هذه الحلقة من حيث وقفنا في الحلقة الأولى وذلك عند القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية على مستوى العالم وها نحن نواصل ونشير إلى الآتي:
أ - قواعد الأطلسي وفروعه :
كما هو متعارف في المفهوم الأمريكي ان القاعدة الأولى في الشبكة العالمية للقواعد الأمريكية هي بطبيعة الحال أرض الولايات المتحدة الأمريكية التي يقوم عليها الاحتياطي العام : الإنساني "البشري" , الاقتصادي والعسكري للنظام الرأسمالي وتقوم على هذه الأرض قواعد الصواريخ العابرة للقارات في المناطق التالية :
قاعدة فرنسيس وارن افيوت في نبراسكا في وسط البلاد .
قاعدة فاندبرغ في كاليُفورنيا في أقصى الغرب على المحيط الهادي .
قاعدة آيلوورث في داكوتا الجنوبية الى الشمال من نبراسكا .
قاعدة ماوتن هوم في ايداهو في الشمال الغربي من الولايات المتحدة .
قاعدة فوربس في كنساس الى الجنوب من نبراسكا الأنفة الذكر .
والقواعد الثلاث الأخيرة , حسب ما ورد في بحث الجنرال الفرنسي غالوا الذي نستشهد به هنا حول الحرب النووية مجهزة بمواقع محمية لأحدث الصواريخ النووية بما فيها صواريخ تيتان الأقدم ..
يضاف لما سبق يمكن الإشارة الى حقول التجارب النووية في صحراء نيفادا في اقصى الغرب , وكذلك هنالك مجمع البحوث النووية في لوس آلاموس في جبال سانغرة دي كويستوفي نيو مكسيكو.
وتمتد الاهتمامات الأمريكية باتجاه شمال القارة الامريكية باتجاه كندا وما جاورها .. ولها مراكز نفوذ أرست تواجداً امريكياً مهماً حيث تشكل كندا منذ زمن بعيد امتداداً اقتصادياً واستراتيجياً عسكرياً للولايات المتحدة الأمريكية حيث تعتبر الذراع العسكرية , هي الوسيلة لفرض النفوذ الاقتصادي وطغيان الهيمنة الاقتصادية من الاقتصادات .. فالاحتكارات الامريكية تسللت الى الاقتصاد الكندي فساهمت منذ الخمسينات من القرن الماضي بنسب قوية في المشاريع الاقتصادية التي أممتها الحكومة الانتهازية التي كانت حينذاك تسمي نفسها اشتراكية فاضحي بعد ذلك هذا البلد من الناحية العملية احدى ولايات دولة الولايات المتحدة الامريكية وقد نشر البنتاغون ما يقرب من 60 محطة لا دار بين غير لند والاسكا كنطاق اول للإنذار , وتقوم البحرية الامريكية على طرفي القارة الأمريكية بإكمال جهاز الإنذار الإلكتروني الأرضي في المحيطين الأطلسي والهادي وبواسطة سفن السطح وطائرات الكشف البعيدة المدى , وعلى مسافة 100كم إلى الجنوب يوجد نطاق جديد للكشف والانذار اطلق عليه اسم " الخط الكندي الاوسط " وعند ابتعادنا الى الجنوب نجد الأرض بكاملها مغطاه بمحطات المراقبة والرادار والصواريخ المعدة للانطلاق بحسب النطاق المخصص كذلك في البحر غرباً وشرقاً تظل الحراسة مستمرة بواسطة سفن الرادار من طرازات مختلفة من الطائرات الكهروطيسي " لوكيد" ( أوكس ) والبالونات الخاصة بالبحرية على غرار ابراج البترول في خليج تكساس ويجب ان نضيف الى هذا الاقمار الصناعية والمراقبة والانذار .. وبحسب الجنرال غالوا فان هناك عشرات اسراب الطائرات للملاقاة مع عشرات أفواج الصواريخ أرض – جو ويعمل هذا الجهاز الهائل بواسطة مائتي الف جندي من مختلف صنوف الأسلحة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا مجتمعين تحت قيادة واحدة بعد أن أزيلت الحدود دفاعياً بينهما .
ثانياً : هناك معطيات اخرى تشير إلى ان المنطقة القطبية الشمالية تشكل بنظر الولايات المتحدة منطقة استراتيجية خطيرة فهذه المنطقة تصلح لنشاط الغواصات الذرية في الممرات تحت طبقات الجليد في البحر المتجمد الشمالي ولنشاط الطيران الاستراتيجي النووي والصواريخ النووية المتوسطة المدى وتمتد هذه المنطقة لتشمل جزيرتي أيسلندا وغرينلاند الدنماركية وأكبر القواعد في هذه الأخيرة قاعدة "تولي" التي شيد فيها الأمريكان منتصف عقد الخمسينات من القرن العشرين ميناءً عصرياً ومطاراً ذا مدرج يزيد طوله على ثلاثة كيلومترات وعنابر وورشات ومستودعات للذخيرة والوقود وفي ذات الوقت يوجد جنوب شرق الجزيرة قواعد بحرية ضخمة مزودة بالصواريخ النووية والسفن الحربية ومرسى حاملات الطائرات الجاهزة للتوجه في أي اتجاه .. كما يوجد على اليابسة قاعدة للدفاع الجوي الاستراتيجي وشيدت اخيراً بعد التوترات على خلفيات الحرب في أوكرانيا والتوتر بين روسيا الاتحادية وامريكا أنشأ البنتاجون قواعد جديدة ومحطات رصد عملاقة في المناطق المتجمدة يذكر انها حفرت في جوف طبقات الجليد بالجزيرة وشيدت قواعد للصواريخ العابرة للقارات ورادارات للرصد الراداري البعيد علاوة على مستودعات ومخازن يصعب الوصول اليها وخزانات ومبان لمحطات الكهرباء وورشات التصليح وكذلك انشاء عنابر للطائرات , وثكنات لأفراد القوات المسلحة ومقرات القيادة من عدة طوابق واقيمت فوق الجليد مدارج جيدة للإقلاع والهبوط مرصوفة بالحصباء والقار يمكن ان تستخدمها أثقل الطائرات العملاقة بما فيها قاذفات القنابل الاستراتيجية " ب52..." .
وبحسب مراقبين عسكريين فان الاستراتيجية العسكرية الأمريكية تضع في اعتبارها الامتداد الروسي والتواجد العسكري لروسيا الاتحادية في القطب الشمالي وكذا لاعتبارات جيبولوتيكية نجد ان الامريكان يولون هذه المسألة أهمية خاصة نظراً لاحتواء القطب الشمالي لثروات نفطية وغازية واسعة مما دفع انظمة عديدة إلى أن تتجه بأنظارها الى هذه الجهة .. وتعتبر منطقة جاذبة للأطماع ..
ولهذا فان العسكرية الامريكية نجدها قد اتخذت خطوات متقدمة في التسليح وفي ضمان الحصول على أعلى درجات اللوجستية العسكرية من مؤن ومن قواعد ومن مراكز رادارات وقواعد مما يؤكد انها ستكون الميدان الأبرز في التنافس العسكري ومنها التواجد العسكري الأمريكي وتوجد في ايسلندا قاعدة كيفلافيك قرب عاصمة الجزيرة وهي أكبر القواعد الاستراتيجية الأمريكية على الإطلاق وهناك قاعدة هفالفوردو البحرية وعد د من المنشآت العسكرية للرصد الراداري البعيد ومنظومة الاتصال الشاملة والحرب الإلكترونية للقوات المسلحة الأمريكية في شمال الأطلسي , ومراكز توجيه الغواصات حاملة الصواريخ النووية وتوجيه قاذفات القنابل الاستراتيجية التي تقوم بدوريات في اقصى الشمال الأوروبي إن قاعدة كيفلا فيك السالفة الذكر تتضمن مخزوناً من الأسلحة النووية بكميات هائلة ومعدات حربية تسد عنق المحيط الأطلسي وان القواعد والطائرات هناك تتيح الامكانية لحلف الأطلسي مراقبة ملاحة الاتحاد الروسي برمته وخاصتاً الغواصات المبحرة من مناطق شمال روسيا.. (نتابع في الحلقة القادمة بإذنه تعالى ) .