
بقلم/ القاضي حسن حسين الرصابي
الصدمة والهزة العنيفة التي تعاني منها الأمة وخيبة الأمل عند الأكثرية من الأمة التي لا ترضى على عمل ساستها وقادتها التي تقدم التنازلات وتخذل آمال السواد الأعظم من شعوبها والتي تحاول أن تزيف لها الحقائق التي تهم الأمة والتي فقدة الثقة بهذه القيادات الخانعة بحسها وحدسها المؤمن بالتضامن مع قضاياها المصيرية والتي عانت وتعاني من الكذب والدجل والافك والتدليس وان المواطن العربي إذا خلي بينة وبين عفويته النقية وسجيته الصافية يأبى على البهت والختل ويهفوا إلى ما يعيده إلى ينابيعه الروحية وأصوله الحضارية بتوق المنبت ..
غير إن المؤامرة كانت أكبر من كل جهد فلم تلبث صرخات الأمة على تلك القيادات التي انتظرت أن تعود تلك القيادة العميلة إلى رشدها وتعيد حساباتها وتنظر إلى مخاطر تغاضيها عن نصرت إخوانهم في أرض الرباط في فلسطين وحرب الإبادة الجماعية التي تدور رحاها في غزة التي وصل عدد القتلى في هذه الحرب الظالمة سبعة واربعين الفاً وأكثر من مئة الف جريح ومفقود..
والآن وبعد المبادرات والاتفاقيات الموقعة لوقف الحرب وتبادل الأسرى بمراحلها نرى الكيان الغاصب يتلكأ عن التنفيذ للمراحل التي رعتها وضمنتها دول بعينها نرى الراعي الأول يقدم مبادرات تتناقض مع الاتفاقات وتأتي بأساليب ملتوية على تطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار في غزة بمراحلها ونراهم يضغطوا أكثر على المقاومة ويقدمون حلولاً متناقضة تتناسب مع ذائقة الصهيونية العالمية ودعم النازي والمجرم نتنياهو الذي يتلون ويناور ويكذب ويتقفز ويهدد بالعودة للحرب ويستخدم الحصار والتجويع ويغلق المعابر أمام تدفق المساعدات الإنسانية ويقطع المياه والكهرباء ويمنع الدواء .. والغرض من كل ذلك إجبار الغزاويين على الهجرة ..
ومع الأسف وسائل الإعلام المأجورة ووسائل الحكام الدمي تحول الأبيض أسود والأسود أبيض ضللت الكثير وأغرقت صوت الحق واستشرت النذالة وعمت الجهالة واستغل البلاء والتطفل على مظلومية الأمة بفساد هذه الفئة المتآمرة وخلت الساحة من الوطنيين الأشراف والمؤمنين الأخيار .. واعتلاء الموجة نماذج هشة لا تهش ولا تنش غثا نفوسهم قذرة معجونة بالوحل والاوساخ وهدر هدير الأمواج الفاجرة تجرف النقاء والصفاء وتطمس المروءة والنخوة والجهاد المقدس واتجهت جيوش الظلام تدحر طلائع النور .. قادة خونة عملاء ازلام وتابعين يعملوا بكل ما يستطيعون لأرضا الكيان الصهيوني وتنفيذ أجندته ومخططاته ضد أمتهم الأمر كله فوضى عارمة وفتنة عمياء وفراغاً قاتلاً وضياعاً مخيفاً والإنسان العربي مكلوم ويشعر بالنقص والغبن والعار بعد أن خلى الجو لتلك الاصناف من القيادات التي دمرت وانسلخت عن دينها وحضارتها ومقومات الأمة الروحية وهويتها الإسلامية واجتثت جذور ايمانها بسيادة أوطانها وتهربت عن معركة المصير واصبحت في شلل وفشل وانهزام واوقعت المجتمعات في صراع وجودها يشدنا الضياع إلى الوراء ..
يريدوننا أن نواجه الإيمان بالكفر والدين بالإلحاد ونواجه الواجب بالتخلي والشرف والشجاعة بالنكوص والجهاد والصمود ونجدة المظلوم بالتواكل والتخاذل ..
بدل أن تدعوا لجمع الشتات لمواجهة المؤامرات المحدقة بالأمة ومقدساتها وبدل أن تثير النخوة كرست الذل بدل أن تهيج المروءة عمت الخزي بدل أن تحفز على نصرة المظلومين في غزة ودعوة الأمة للثأر من أجل استعادة الأرض المغتصبة ساقت الى الاستسلام للصهيونية الحاقدة التوسعية وإذا لم نصحح أو ضاعنا ونعود للصواب وندعو للمواجهة والجهاد المقدس لإعلاء كلمة الله سبحانه واستعادة مقدساتنا وأرضنا المغتصبة ولا يتم ذلك إلا بالصدق مع الله ثم مع النفس وتغيير المواقف ونبذ الفرقة وجمع الكلمة والصرامة حتى يؤذن للأمة الضائعة بالنصر المؤزر وتحرير الأرض واستعادة الكرامة مع إن حربنا مع الصهيونية والغرب هي قبل كل شيء وبعد كل شيء قضية تدمير حضارة وإزالة أمة من الوجود .. ولصد ذلك لا يتم إلا بالإيمان والجهاد على هدى الحق سبحانه وتعالى وعلى خطاء نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أما دون ذلك فكل انشغال عن المعركة المصيرية معركة الفناء أو لبقاء هو تفريط وتفريغ لإرادة الأمة من شحنة القدرة والعزيمة والجهاد إنها النفوس المريضة التي تتلهى عن مكاره المجابهة وشرف الجهاد في سبيل الله لو فهمنا معنا الجهاد ووعينا معنا الإيمان لعلمنا إن قتال العربي للعربي كفر واعتد المسلم على المسلم خيانة وان تدميرنا من الداخل مؤامرة وهو هدف اعداء الأمة وأن التماهي أمام جبروت أمريكا ومخططات الصهيونية وجنون ترامب تنصل عن المسؤولية وخانة للأمة .