بقلم / طارق احمد السميري
بينما يترقب العالم خطوات السلام يقود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فترته الثانية إلى جانب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحالفًا شيطانيًا يعيد تشكيل خريطة الألم في المنطقة حيث تتقاطع مشاريعهما العدوانية في غزة وصنعاء وتشهد الشعوب على فصول مجازر متجددة لا تفرق بين طفلٍ أو شيخ.
ترامب يعلن الحرب على اليمن
منذ عودته إلى سدة الحكم لم يُخفِ ترامب نواياه الحربية وأعلن عمليًا الحرب على اليمن تحت غطاء "ضرب الحوثيين لحماية الملاحة الدولية" لكن الحقيقة على الأرض تقول إن الهدف هو كسر إرادة الشعب اليمني وتدميره.

الضربات الجوية الأمريكية تتوالى وآخرها جريمة استهداف سوق فروة الشعبي في منطقة شعوب – صنعاء، وهو سوق مكتظ بالمواطنين الأبرياء خلفت الغارة عشرات الشهداء والجرحى مشهد دموي مؤلم لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل وحشي
جبان.

وقبلها لم تتردد طائرات ترامب في قصف مقبرتي ماجل الدمّة والنجيمات في صنعاء في مشهد يُجسد مستوى الانحطاط الذي بلغته الإدارة الأمريكية الجديدة حيث لم تسلم حتى المقابر من صواريخ الموت.

نتنياهو يستأنف عدوانه على غزة بغطاء أمريكي
وفي فلسطين وبالتوازي مع حرب ترامب على اليمن يستأنف نتنياهو عدوانه الهمجي على قطاع غزة بعد أن حصل على الضوء الأخضر من ترامب لإيقاف المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى التي كان من المفترض أن تبدأ فور
انتهاء المرحلة الأولى.

لكن صعود ترامب مجددًا إلى الرئاسة قلب الطاولة ليطلق يد نتنياهو في ذبح أبناء غزة دون حساب ولا رقيب.
الطائرات تقصف والبيوت تنهار والأطفال يُنتشلون من تحت الأنقاض بينما واشنطن تصف ما يحدث بأنه "دفاع عن النفس".

تحالف دمار لا يتوقف
ما يجري اليوم هو مشروع حرب شاملة يقودها قطبا الشر العالمي حيث تحولت غزة وصنعاء إلى ساحتي اختبار لأسلحة أمريكية وصهيونية بينما تلتزم الأمم المتحدة الصمت، ويقف العالم متفرجًا على مشاهد الإبادة.
ترامب ونتنياهو لا يستهدفان جماعة بعينها أو فصيلاً معينًا بل شعوبًا بأكملها. عدوان على الذاكرة والتاريخ والكرامة، وعلى كل ما له علاقة بالإنسان وحقه في الحياة.

الخاتمة: هل يتحرك العالم؟
ما لم يتحرك الضمير العالمي وما لم تتوحد الشعوب الحرة في وجه هذا التحالف الدموي فإنّ العدوان سيتوسع وستُفتح أبواب جهنم على الجميع. فمن سوق فروة في صنعاء إلى أزقة غزة يكتب التاريخ من جديد صفحات سوداء عنوانها "القتل باسم المصالح" وبصمات منفذيها معروفة… ترامب ونتنياهو.

حول الموقع

سام برس