زيد الغابري
ليس صحيحاً ما يعتقده بعض العرب بوجه خاص أن الحرب على غزة سببها اختطاف الثلاثة المستوطنين في الضفة الغربية وقتلهم من قبل مجهولين، حيث لم يعترف أي فصيل فلسطيني بالعملية هذه منذ البداية حيث دعا بعض العارفين بالحيل والجرائم الصهيونية منذ زمن طويل إلى اتهام المخابرات الإسرائيلية لافتعال وسيلة تشمت بها من الصلح الذي جرى قبل أسابيع بين منظمتي فتح وحماس على إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية بتوحيد السلطة وتشكيل حكومة جديدة تشمل كافة المنظمات الفلسطينية وتزيل كافة الحواجز التي كانت قد أقيمت على حدود الضفة الغربية وغزة وأوجدت حكومتين وحينها نرى أمن وإجراءات صعبت حياة الفلسطينيين إضافة إلى ما يعانونه من سلطات الاحتلال والمستوطنين والمتطرفين اليهود بل كان رئيس وزراء إسرائيل قد خيّر محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بين المفاوضات وبين الصلح مع حماس رغم أن هذه المفاوضات التي حاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شخصياً وبدعم من الرئيس اوباما على أمل تحقيق نجاح لم يحققه غيره من المسؤولين الأمريكيين وعلى حساب الفلسطينيين بتمسكه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها متجاهلاً حقيقة أن إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية السابقة واللاحقة ولم ترسم لها حدوداً بموجب القرار 191 لعام 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين ولكن إسرائيل زادت على ذلك بأن احتلت الضفة الغربية والقدس عام 67 إثر الهجوم الخاطف والشامل على كل من مصر وسوريا والأردن بدعم مباشر وشامل من امريكا ودول الغرب وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وانتزعت سيناء الضفة الغربية والجولان السورية وبعد حرب أكتوبر عام 73 وبفضل عبور الجيش المصري قناة السويس وتحريرها من قبضة الجيش الاسرائيليوعلى رأسه موشي ديان واستعادة أجزاء من سيناء لولا حدوث ثغرة الدفرسوار ومحاصرة الجيش المصري الثالث بعد أشهر وانتهى ذلك بعد زيارة الرئيس السادات لإسرائيل وتوقيعه معاهدة صلح تتوجه بالاعتراف باسرائيل وتبادل السفراء وإعادة سيناء بشروط إسرائيل المعروفة ووالمستعدة لأي تحركات عسكرية أو أسلحة فيها وإبقاء الحدود المشتركة تحت مجهر الإسرائيليين، وقد صعق نتين ياهو من اتفاق الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم وإقامة حكومة واحدة ونفذ تهديده بشن الحرب الأفظع من الحروب السابقة اللي شنت على غزة وعلى حماس، نظراً للصمود التي تحلت به المقاومة الفلسطينية في الحربين السابقتين التين شنتا على غزة خلال عقد واحد واستخدمت فيها أسلحة محظورة كالقنابل الفسفورية والانشطارية وتجلى حقد نتين ياهو وأعضاء حكومته الائتلافية من عدة احزاب متشددة وعنصرية ومن أبرز المتطرفين فيها افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الذي دعا قبل حوالي أسبوعين إلى إعادة احتلال غزة والقضاء على المقاومة الفلسطينية بصور نهائية..
وما هذه الحرب الإبادية إلا ترجمة عملية لكل التهديدات الاسرائيلية بأن أي اتفاق وتصالح بين الفلسطينيين يعني إعلان حرب على إسرائيل وأن الحرب الاستباقية على غزة وتلك التي تشهدها الصفة الغربية كل يوم هي الخيار المفضل لمنع قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967 بموجب القراريين 224 و338..وهاهي الحرب الجديدة على غزة تدمر مئات المباني وتقتل المئات ويتجاوز عدد الجرحى الألف وخمسمائة وتستخدم المقاومة مقدرة صاروخية متعددة المسافات ترسلها إلى البلدات داخل إسرائيل وتذهل العالم وبصناعة طائرات بدون طيار استطاعت أن تخترق الأجواء المعادية وأجهزة الإنذارات والأقمار العسكرية فتحركت الدول الكبرى نحو مصر وتكلفها بطرح مبادرة رفضتها المقاومة، كونها فقط ركزت على وقت العلاقات بين الجانبين وهناك من لا يستبعد ان يتم ذلك تحت الضغوط الدولية الشديدة على المقاومة الفلسطينية.

نقلا عن الجمهورية

حول الموقع

سام برس