احمد عبدالله الشاوش
يشهد تاريخ اليمن القديم والحديث بأن اليمن ماأن يلتقط أنفاسة برهة حتى يلج في أزمة تلو أخرى ، وتشتد به المحن ،وتدخل نفقاً آخر أكثر سواداًوكأنها ضريبة أوعقوبة سماوية أولعنة شياطين مايزال يتوارثها الجميع أباً عن جد من بعد أن كان لليمن " جنتان عن يمين وشمال " . الا أن المكانة الاستراتيجية لليمن ، والثروات الطبيعية المتنوعة التي حبا الله اليمنيون بها ، تحولت الى نقمة في ظل أطماع الذئاب البشرية وطغيانها ، وسبباً في صناعة أزماتها وصراعات أبناءها وجرها الى التبعية والارتهان السياسي حتى سمع العالم أصوات وأنين أبناءها من جور ذوي القربى وجبروت وسياط المتسلطين ، ولذلك فأن الافراط في التسلط والقمع والتبعية كان سبباً في فقدامن واستقرار اليمن عبر التاريخ ، مما سهل سيطرة بعض الدول الاقليمية والدولية للانفراد بالقرار السياسي والسيادي ، ومحاولة تقليم أظافر من يقف تجاه طغيان الداخل والخارج بعيداً عن تحكيم العقل والمنطق وعدم الاحتكام الى اي قيم أنسانية أو رحمة في سبيل نهب ثروات الامة والسيطرة على منافذها الاستراتيجية وتنصيب رؤوس الشياطين من بعض المرتزقة والامعات المتاجرين بالاوطان والمتنكرين للقيم الفاضلة.

* ورغم تلك الازمات والمحن والمصائب والافراط في التبعية والفجور والحقد على الحضارة اليمنية ، والانتقام من الاباء والاجداد الذين كان لهم شرف فتح مشارق الارض ومغاربها الا ان اليمن سرعان مايتحرر ويستعيد عنفوانه و عافيتة بأستقلالةوطرد المحتل والتخلص من الشراذمة والعملاء وأتباعهم بأختلاف مشاربهم السياسية والفكرية والرواسب الاجتماعية الى مزبلة التاريخ ، بأردة أبناءة الشرفاءوالمخلصين الذين يرون في اليمن قبلتهم وعزتهم ، مما جعل " اليمن عصيا " عبر التاريخ ، والتاريخ خير شاهد على ان اليمن كان ومايزال وسيظل عصياً ومقبرة للغزاة ، ولحداً للخونة، وأن دماء أبناءة التي سُفكت وقطراتهاالزكية ، سقت وروت تربتها الطاهرةوجبالها الشامخة وسهولها الخظراء ووديانها الوارفة وأراضيها اليابسة وبحارها الزاخرة، دفاعاً عن اليمن السعيد التي كرمها الله من سابع سماء " بلدة طيبة ورب غفور " حتى تحطمت على صخورها عنتريات الروم ودهاء الفرس وشدة الاحباش وجلافة الاتراك وشيطنة الانجليز ، وأصبحوا عبرة لكل متغطرس وغازي واية لكل مرتزق وخائن مهما كانت قوتة وجبروته.
shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس