سام برس
وقف وودع .. كثير من الزعماء والملوك والقادة والمسؤولين .. صعد بضربة حظ للسلطة والبعض عن جداره والاغلبية بدعم قوى اقليمية ودولية وظيفتهم جمع الثروة بالحلال والحرام تحت تأثير شبق السلطة وأفيون النفس الامارة بالسوء.

والكثير من رجال المال والاعمال صعدوا من الصفر وتعبوا وجمعوا القرش فوق القرش والريال فوق الريال حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه من ثروة ورفاهية وشهرة .. بينما الاغلب دخل في سوق الغش والربا والاحتكار ورفع الاسعار دون مبرر وكون ثروه بالحلال والحرام تحت تأثير الطمع والجشع ومخدر هوى النفس الامارة بالسوء.

نرى الكثير منهم أكتسب الملايين والمليارات والفلل والقصور والابراج والشركات والعقارات والوكالات التجارية وعينه على انتهاز الفرص بغض النظر عن مشروعيتها وعيونه على أموال البورصة وأرصدة البنوك والعمل الانساني خارج اطار التغطية .

شخصيات كبيرة ورموز مثيرة ورجال أعمال شغلوا أسطول من المدراء والمتخصصيين والخبراء وكتائب من الشرفاء والمطبلين والمساطيل والمداحين وضموا أجمل السكرتيرات والحشم والخدم والمرافقين.

وفي لحظة قوة السلطة والمال وعظمة المناصب والثروة كل واحد بيدوووس بترول ومغلق الطبلون فوق المواطن الشريف والضعيف ولا عارف لمن الضريبة في غياب العقل والحكمة وسيطرة الغرور.

وأكبر مشكلة ان كل شخصية تكيل له المديح والمجاملة والتطبيل والنفاق وتردد سينفونية أهلاً بالرئيس .. مرحباً بالقائد .. هلا برجل الاعمال .. الف تحيه لصانع التحولات وحامي السيادة والوسادة وباني الاقتصاد والصناعة والنهضة والازدهار .

ولا ن الكثير من القيادات والمسؤولين ورجال المال والاعمال ضعاف البصر والبصيرة ويفتقد الكثير منهم لمنطق العقل والحكمة والتواضع وتجارب ومآسي التاريخ فأنهم يحبوا المجاملة ويتأثروا بالاطراء ودخان حملت المباخر وماسخي الجوخ وملمعي الجزمات التي تخرجهم عن العقلانية والواقع والتوازن والاتزان وطرق ومسالك الخير..

ولان الحياة مستمرة والتغيير سنة آلهية وواقع لا مفر منه على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع والدولة والمؤسسات ورجال المال والاعمال.. نكتشف انه بعد عقود من الزعاماة والسمو والريادة والحكم والشهرة وشبق السلطة والتسلط والاستغلال والاستبداد والطغيان وسياسة ضرب الاخلاق وتدمير المبادئ الانسانية لاي مجتمع وتفكيك نسيجه يأتي طوفان الانتقام الالهي وزلزال عدالة السماء وعواصف وقواصف وصواعق الظلم والنتيجة النهائية سقوط مدوي بالقتل والاغتيال والموت والسجن والافلاس والمصادرة والاقامة الجبرية وصعود نجم قوى أخرى يمكنها الله تعالى من باب الاختبار ، فأن مضت في مسالك العدل اطال الله في عمرها وان تحولت من مظلوم الى ظالم اخذها أخذ عزيز مقتدر.

تحت ايقاعات " وقف وودع".. تُكتب تفاصيل نهاية أبشع وأخطر حكاية مأساوية تتجلى في " نزع " السلطة والثروة والجيوش والحرس والقصور والفلل والشركات والاستثمارات والابراج والمصانع ومفارقة أغلى ما في الكون قبل طوفان العدالة وبعد الموت ..

الزوجة والاولاد والعائلة والفردوس تحت تأثير الصدمة والجزاء والمرض والموت أو الخيانة والغدر والانقلاب والثورة من أقرب المقربين بعد ان نسي بعض رجال الدولة ورموز الثروة خلال مسيرتهم كل المبادئ والقيم والاخلاق والصدق والامانة والوفاء والايثار والنخوة والرحمة والانسانية ومارسوا كل انواع التجويع والظلم والرعب وحقوق الله والعباد .

علينا أن نأخذ العبر والعظات من فرعون ، وهامان ، وهتلر ، وعبدالكريم قاسم ، وشاه إيران ، والسادات ، وصدام حسين ، ومبارك ، والملك حسين ، والقذافي ، والبشير ، والسلال ، والارياني ، والحمدي ، والغشمي ، وعلي عبدالله صالح ، وانقلاب سلطان عُمان على والده سعيد بن تيمور وانقلاب امير قطر تميم على والده حمد بن آل ثاني وانقلاب أمير البحرين حمد بن عيسى على والده عيسى بن سلمان ال خليفة وغيرهم من الملوك والامراء ورجال المال والاعمال الذين تآمروا على ابائهم وأخوانهم وشركائهم وأمتصوا دماء شعوبهم..

اخيراً .. متى سيكون الملوك والامراء والرؤساء والقادة ورجال المال والاعمال أكثر ايماناً بالقيم الانسانية وأكثر حُباً وتأثيراً في الشعوب وتسخير الامكانيات والوقت في خدمة ترسيخ النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية واذابة الفوارق والامتيازات وتطبيق العدالة والتنمية والاعمار والازدهار؟ .. بعيداً عن التسلط والطغيان والاستبداد والعصبية والمناطقية والمذهبية والعنصرية والسلالية التي تهدم الوطن ولا تبنيه وتصبح خطراً على الحاكم والمحكوم والدولة والمؤسسات والثروات .. فهل من رجل رشيد؟.
[email protected]

حول الموقع

سام برس