سام برس
من رواد الصحافة الأوائل في اليمن والجزيرة العربية ، ومن القيادات الصحفية والاعلامية التي ساهمت في تأسيس أكبر المؤسسة الصحفية والاعلامية باليمن ، وهو أيضا مناضل وطني ساهم في حرب " فك الحصار عن العاصمة صنعاء " خلال عام 1967م ، وكان في طليعة النخب الثقافية والشبابية التي نشرت وعي والثورة والجمهورية في الاوساط الاجتماعية والشعبية اليمنية - خلال السنوات الأولى لقيام " الجمهورية العربية اليمنية ى ، إضافة إلى كونه من الأدباء الذين رفدوا الساحة الثقافية والسياسية بعشرات الكتب والمؤلفات .
درس الفقيد الراحل محمد الزرقة مرحلة الابتدائية بصنعاء ، ثم سافر لاستكمال دراسته الإعدادية والثانوية في مصر - وبعد تخرجه من الثانوية - التحق بجامعة القاهرة - كلية الآداب - قسم الصحافة ، وتخرج منها عام 1965م ، وعاد إلى اليمن بروح شبابية يملؤها الحماس ، وكانت فكرة تأسيس صحيفة يمنية داعمة للثورة تشغل باله وهو طالب بالجامعة ، وكانت عودته لوطنه بداية الطريق لتحقيق هذا الهدف وتجسد هذه الفكرة ، وبالفعل عقب عودته قام مع آخرين بتأسيس صحيفة الثورة الرسمية عام 1966م ، حيث عين بعدها رئيسا لتحريرها واستطاع بجهوده وجهود زملائه ان يخرج هذه الصحيفة رغم الامكانيات المتواضعة في تلك الفترة ،ثم قام بتأسيس وكالة (سبأ) للأنباء ، وعين مديرا عام لها ، وتم إلحاق الصحيفة بالوكالة ، وبقيت الصحيفة تصدر بشكل منتظم وتطورت مع مرور السنوات .
خلال فترة السبعينات كانت جهود الراحل الصحفي محمد الزرقة ، كلها تصب في سبيل تطوير العمل الصحفي باليمن ، ورفع مستوى آداء المؤسسات الاعلامية ، وظل يعمل بهمة عالية في طريق تحقيق وبناء مؤسسات صحفية واعلامية قوية ومواكبة للأحداث والتطورات ، وتوفير الامكانيات المالية والفنية اللازمة لاستمرار عملها ورفع مستوى كفاءتها لتكون معبرة عن " الجمهورية العربية اليمنية " مقابل وسائل الإعلام العربية والعالمية في تلك المرحلة .
يمثل الصحفي الكبير الراحل محمد الزرقة رحمه الله ، علم من أعلام الصحافة والإعلام في اليمن ، ولاتزال جهوده وعطاءاته تذكر إلى يومنا هذا وسيرته تروى كواحد من الصحفيين الذين لعبوا دورا كبيرا ومنذ وقت مبكر- في صناعة البيئة الصحفية اليمنية في شمال الوطن وتهيئة الظروف المناسبة لعملها ، واستمر في بذل جهوده دون كلل أو ملل ، رغم الصعوبات الكثيرة التي إعترضت عمل الصحافة خلال فترة السبعينات والثمانينات ، ومع نهاية التسعينات تم تعيينه مجددا رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحاقة والنشر بصنعاء ورئيسا لتحرير جريدة الثورة الصادرة عنها ، وقبل ذلك كانت جهوده ونشاطاته الصحفية موزعة في كل الاتجاهات حيث أسهم بشكل فاعل فيما يلي :
* تأسيس نقابة الصحفيين اليمنيين وكان نقيبا للصحافيين لعدة دورات في فترات سابقة.
* من مؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام «الحزب الحاكم في اليمن». انذاك
* أثناء تولية إدارة مؤسسة الثورة ، أسس عددا من الصحف والمجلات الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحاقة والطباعة والنشر منها : مجلة معين و صحيفة الوحدة التي صدرت في 22 مايو 1990م
* وبحسب ما أكده الصديقين العزيزين الدكتور عبدالقادر المغلس والأستاذ أمين نويصر فقد عمل أيضا في مكتب القائد الشهيد عبدالفتاح إسماعيل حين كان وزيرا للثقافة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بالعاصمة عدن .
وعلى المستوى الثقافي والادبي فقد أنجز الراحل الزرقة رحمه الله ، عدة أعمال سياسية وثقافية وأدبية وتاريخية نشير إلى أهمها بما يلي :
- رؤية يمنية لأزمة الخليج
* معاهدة الحدود اليمنية السعودية
* الرعيني ثائراً ووطنياً
* كبد الفرس -مجموعة قصصية
* مقابر الموتى -رواية 1966م
* أشرقت شمس الوطن
* أعمدة بيت منهار
* ليلة عيد
* نور العيون
* حان الوقت.
كما أن كتاباته الصحفية لم تتوقف طوال مسيرته الاعلامية ، حيث كتب ونشر عشرات المقالات السياسية والاقتصادية والثقافية في صحف ومجلات يمنية وعربية ودولية ، كما أنه شارك في العديد من المؤتمرات والفعاليات الاعلامية والثقافية والادبية وغيرها .
عين الصحفي الراحل محمد الزرقة رحمه الله وكيلا لوزارة الإعلام وشغل هذا الموقع إلى أن غادر الحياة الدنيا بصنعاء في 16-7-2001م .
رحمه الله واسكنه فسيح جناته ... الفاتحة



























