أحمد عبدالله الشاوش
في أسوأ حالة من حالات الجنون السياسي والسقوط الدبلوماسي والانحطاط الاخلاقي ، تتعرى الدبلوماسية الامريكية ويماط اللثام عن وجهها البشع .. فهاهو " سفية " الولاايات المتحدة الامريكية بصنعاء ماثيو تولر يوجه انذاراً الى الرئيس اليمني السابق " علي عبدالله صالح " بمغادرة اليمن قبل الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة ، متجاوزاً الاعراف والتقاليد الدبلوماسية بكل وقاحة وصلف ، ضارباً بالقوانين والسيادة اليمنية عرض الحائط ، وبهذا الاسلوب الرخيص والمبتذل والسفه الدبلوماسي يتحول السفير الامريكي الى ابن " سوق " وبلطجي أمريكي غير شريف من الطراز الاول مسبباً الاحراج لبلده ويمثل عاراً على الدبلوماسية الامريكية ، وضيفاً غير مرغوب فيه بسبب اساءته للعلاقات اليمنية الامريكية وأستفزازه للشارع اليمني بوجه خاص والامتين العربية والاسلامية بوجه عام التي ترفض هذا السلوك المشين الذي زاد من وتيرة الكراهية لكل ماهو امريكي .

السفير الامريكي أعتقد واهماً بأن أختلاف بعض القوى السياسية اليمنية وتصفية حساباتها مع " صالح " قد يعزز من حماقاته وغطرسته لتحقيق غايات مريضه بنفي رئيس المؤتمر الشعبي العام وتهديده بعقوبات دولية ، وخدمة للنظام السعودي الذي يستنزف بيت مال المسلمين في ايذاء وتدمير المسلمين ، الا أن الساعات والايام القادمة ستُثبت أن " سفيه " أمريكا في " ورطة " كبيرة !! وأن حالات الاحتقان الشعبي بلاحدود وأن الطيف السياسي اليمني متلون ومتقلب كالليل والنهار ، لانه يؤمن ويعي قاعدة " اذا حلق ابن عمك بليت " وأن السياسات الامريكية الجامحة في اليمن والتصرفات الغير مسؤولة وأمتهان كرامة الانسان اليمني وسيادته القت بضلالها في تكريس وصناعة الكراهيةوأن الضغط يولد الانفجار ، كما تثبت الايام منذ بداية الربيع العربي أن الرئيس اليمني السابق " صالح " ليس سهلاً أو لقمة سائغة كرئيس " بنما " نوريغا ، وأن اليمن مقبرة الغزاة والشعب اليمني له خصوصيته في وجه الجلاد الامريكي أو غيره مهما كانت خلافاته وجراحه الا أنه وفي طليعته كوادر المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ومناصريه من القبائل الشرفاء الرافضين للتسلط والطغيان الامريكي سيهبون هبة رجل واحد لتشكيل " جسر " لحماية المواطن اليمني " علي عبدالله صالح " مهما أختلفنا معه ، و" سداً جارفاً ضد العملاء والمرتزقة و " زلزالاً " مدمراً لاجتثاث سفير الفتنة الامريكي و " بركاناً " متفجراً قد يُعرض مصالح أمريكا للخطر ، وحفاظاً على العلاقات المتوازنة لابد للقيادة الامريكية العلياء بقيادة الرئيس اوباما ووزير الخارجية والحزبين الجمهوري والديموقراطي مراجعة وتقييم سقطات السفير " المعتوه " وفرملته وتعقيله ، وعدم الرهان على دولة الرجل الخرف " هادي " ، حتى لايتكرر المشهد المأساوي لسفير أمريكا في ليبيا ، ومشهد مهاجمة سفارة أمريكا في طهران والقبض على الرهائن ، فهل يعي عقلاء أمريكا التجارب .

غير أن المثير والمدهش أن يتحول الرئيس " هادي " الى هادم للمعبد ومجرد كاتب تقارير للسفير الامريكي وبنعمر ، بعد أن بلغ من السن عتيا بحسب ماورد في أنذار السفير الامريكي ومحرضاً للمجتمع الدولي مما هيأ أرضيه مناسبة للتآمر الامريكي السعودي ، ظاهرها " صالح " وباطنها " اليمن " أرضاً وأنساناً، ولذلك سارع قادة الرياض الى شن حملة أعلامية شرسة في وسائل الاعلام السعودية وفي طليعتها قناة العربية " العبرية " أستهدفت الرئيس اليمني السابق " صالح " وكذلك أنصار الله " الحوثيين " وكل القوى الوطنية الشريفة التي لاتدور في فلكها ولاتسبح بأسم البيت الابيض الامريكي ، وكل هذا تحت مبررات ويافطات واهية وحملات مغرضة ومضللة بهدف التشوية والابتزاز وفرض التبعية ، وكل هذا يحدث تحت سمع ونظر ومباركة دولة الرجل المريض " هادي ".

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس