بقلم جميل مفرح
جميع القوى السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني تقريباً وكذلك مجلس النواب.. عدا من كان ذا غاية انتقامية بحتة ضد طرف ما أو شخص ما.. أبدوا الجميع انزعاجهم ورفضهم المطلق لأي تدخلات خارجية في الشأن اليمني البحت.. واستنكروا الممارسات والضغوط التي تجري من أي جهة خارجية أياً كانت وبحق المواطن اليمني أياً كان..
عدا راس هرم البلاد متمثلاً في الرئاسة اليمنية وفخامة الأخ الرئيس الذي بدا وكأن لاشيء في الأمر يعنيه البتة..!!
وهذا يعيدنا بالضرورة إلى التأمل في أداء الرئاسة على امتداد أكثر من ثلاث سنوات مضت.. لنجد أنها، أي الرئاسة، لم تكد تقوم بما هو مناط بها من مسئوليات ومهام رئيسية وضرورية تجاه الوطن الذي تعلو هرم قيادته وتتحمل كافة المسئوليات المرتبطة بمصائره وسائر أحواله..
فكثيراً ما لاحظنا ولاحظ المتابعون والمهتمون أن قيادة البلد، الرئاسة بالدرجة الأولى ومن بعد ذلك أحياناً الحكومة، كثيراً ما تتهرب من مهامها ومسئولياتها تجاه الكثير من المتغيرات الهامة والخطيرة، بما في ذلك المشكلات والأزمات التي حدقت بالوطن في أوقات مختلفة.. لتظل في انتظار الحلول والمخارج المقولبة والجاهزة من هنا وهناك، أياً كانت تلك الحلول، وأياً كان من يقف وراءها ويجود بها..
وللاستشهاد لا الحصر.. نتساءل مثلاً أين كانت هذه المؤسسة الأولى في هرم السلطة والمسئولية عند:
* التسابق ومن ثم السطو على مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الأقرب إلى خصوصية الرئاسة والرئيس كوزارات الدفاع والداخلية والخارجية والإعلام.. وإطلاقية التحكم في وظائفها وتوجيه مهامها وأدائها.
* استحواذ الطرف السياسي الذي اعتبر نفسه الأقوى والمهيمن رغم المبادرة والاتفاقات والتحاصصات على تعيينات الوظائف العليا وخاصة التي هي من صلاحيات ومهام الرئيس والرئاسة بضغوط تلك الهيمنة الشكلية الزائفة..
* تجاوز القوى السياسية للكثير من القوانين والمواد الدستورية وبنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار..
* اندلاع أزمة المشتقات النفطية وإقرار التعديلات السعرية..
* ثم نشوب الصراعات المسلحة والحروب التي خاضها الحوثيون والإصلاحيون فيما بينهم.. واستخدام أحد الطرفين لمقدرات وإمكانات الجيش والقوات المسلحة والأمن..
وغير ذلك كثير مما لا يتسع المكان والمناسبة هنا لذكره.. كان يجري خارج سيطرة وإرادة رئاسة البلد.. مما خلق شعوراً عاماً بأن موقع الرئيس ومكانة الرئاسة لم يعودا من الأهمية بمكان..!! ونتج عنه في أوساط عامة الناس التساؤل العامي الدارج: "رئيس بأمارة أيش؟!"

حول الموقع

سام برس