بقلم ناجي عبدالله الحرازي
صفحة جديدة في تاريخ الإعلام اليمني ... وشخصية إعلامية جديدة تتحمل مسئولية وزارة الإعلام ...
لعل الصفحة الجديدة تأتي ناصعة وأفضل حالا من الصفحات الماضية .. رغم أن البعض يرى أن العصر الذهبي للإعلام اليمني ولى ولن يتكرر ..
ولعل الوزير أو الوزيرة الجديدة تتمكن من إحداث التغيير الذي يتطلع إليه الناس داخل وخارج دوائر الإعلام الرسمي ، رغم ما يردده البعض من أن ليس بالإمكان أبدع مما كان.
ومع إدراك الكثير من المتابعين لأحوال الإعلام اليمني أنه من غير المنصف توقع أن يختلف حال مؤسساته العامة والخاصة والعاملين فيها عن الأحوال العامة في البلاد ، لأنه في البداية والنهاية ليس سوى صورة من الصور التي تعكس واقع الحال في البلاد ، إلا أن هناك من ينتظرون من هذا الإعلام أن يكون بعيدا عن الواقع المحيط به، وأن يقدم صورة قد تبدو مثالية ..
والمشكل أن هناك من يعتبر أو يرى أن وسائل الإعلام التابعة للمؤسسات الإعلامية الرسمية و الخاضعة إلى حد ما لإشراف وزارة الإعلام هي وسائل حكومية أو رسمية عليها تعمل أولا وأخيرا من أجل إرضاء الحكومة أو الرئاسة حتى وإن تطلب الأمر إخفاء بعض الحقائق المرة عن الشعب أو تغليفها أو تجميلها .. بغض النظر عن كونها هي ووزارة الإعلام والرئاسة تتلقى نفقاتها من الخزينة العامة .... خزينة الشعب ..
وإذا ما تأملنا حال وسائل الإعلام الرسمية منذ ما قبل وحدة شطري اليمن في 22 مايو عام 1990 وحتى وقتنا الراهن ، سنجد أنها ظلت دائما تعمل وفقا لتوجيهات دار الرئاسة أو القصر الجمهوري و وزارة الإعلام ، حتى وقد أصبح لكل مؤسسة مجلس إدارة يرأسه شخص يتم تعيينه أو تكليفه بقرار من رئيس الجمهورية ..
حتى أن وزير الإعلام أو مستشار الرئيس للشئوون الإعلامية أعتادا في كثير من الحالات أن يتدخلا في كثير من تفاصيل العمل اليومي لهذه المؤسسات ، بل واعتادا تفقد ما تحتويه مقالات الرأي والمقالات الافتتاحية ونشرات الأخبار المرئية والمسموعة والبرامج التي تبثها.
وفي مرحلة ما سمعنا صوتا شجاعا من بين الإعلاميين الرواد ، ينادي بإلغاء دور وزارة الإعلام طالما وفي كل مؤسسة رئيس مجلس الإدارة يعينه رئيس الجمهورية .. ثم تطور هذا الصوت ليدعو إلى إلغاء وزارة الإعلام واستبدالها بمجلس أعلى للإعلام يكون من مهامه الإشراف على السياسة الإعلامية لوسائل الإعلام المملوكة للدولة دون التدخل في تفاصيل مهامها اليومية ..
لكن صاحب هذا الصوت الجرئ وهو زميل وصديق عزيز عين فيما بعد وزيرا للإعلام ولم يتمكن من وضع مشروع لتنفيذ مقترحاته، وإن منح رؤساء مجالس إدارة المؤسسات الإعلامية الكثير من الصلاحيات اليومية ..
صحيح أن وسائل الإعلام الرسمية أو الحكومية شهدت تطورا ما من حيث الشكل والتقنيات المستخدمة وأعداد العاملين فيها ، لكن من المؤكد أن مضامينها والكثير من أساليب إدارتها لم تتطور بشكل جذري ، رغم تغيير قياداتها من وقت لآخر واجتهادات بعض هذه القيادات الإعلامية الشخصية التي لم تستند لرؤية إستراتجية واضحة المعالم..
أموال هائلة أنفقت على مؤسسات الإعلام الرسمي وعلى كوادرها التي تربت في ظل هذا الإعلام ، بعضها مايزال صامدا يعاني في صمت ويواصل العمل من أجل لقمة العيش ، بينما أختار آخرون طرقا مختلفة لممارسة المهنة التي عشقوها أو دفعتهم أقدارهم إليها دون أن يتخلوا عن أحلامهم المتعلقة بمؤسسات الإعلام الرسمي ..
واليوم ينظر الإعلاميون الرسميون وغيرهم ممن يعنيهم حال الإعلام اليمني بما فيهم العاملون في الإعلام الخاص (الأهلي) أو الحزبي إلى وزيرة الإعلام الجديدة التي جاءت من نفس المجال وتعرف جيدا مكامن الضعف والقوة فيه، ويأملون أن تتمكن من إحداث التغيير المتوقع..
ليس للانتقال بالإعلام اليمني إلى مراحل خيالية لا علاقة لها بالواقع ، ولكن إلى المرحلة الطبيعية التي يجب أن يكون فيها بعيدا عن المماحكات السياسية أو الأزمات التي لا تفيد الإعلام ولا الإعلاميين أنفسهم ..
مرحلة قد يستعيد خلالها هذا الإعلام بريقه ويتمكن من ممارسة دوره الطبيعي في خدمة البلاد والعباد ، بحيث يعكس صورة أفضل عن واقع الحال المتشابك ويضيء شمعة بدلا من أن يلعن الظلام ..

حول الموقع

سام برس