عباس غالب
بعد أكثر من عقد على بدء مباحثات مجموعة خمسة +1 مع ايران بشأن ملفها النووي لم يتضح حتى الآن ما إّذا كان سيتم التمديد لمفاوضات فينا أم أن جهود هذه المجموعة سيصل إلى طريق مسدود مع موقف طهران تجاه هذا الملف,الذي بات طيلة الفترة الماضية يتمدد بين ترمومتر التصلب والمماطلة.

وثمة العديد من التساؤلات عن مستقبل هذه المفاوضات ومدى تأثيراتها على امكانية التخفيف من حدة مخاوف دول منطقة الشرق الأوسط التي ستظل ماثلة وتطرح بقوة ما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة تبدد هذه المخاوف.
ومع الأسف الشديد فإن هذه التطورات في الملف النووي الإيراني تجري وسط حالة الغياب العربي خصوصاً في ضوء تداعيات الأوضاع الأمنية في عدد غير قليل من الأقطار العربية التي –كما يبدو- تجعل من ترتيب هذا الملف في أسفل سلم اولويات العقل العربي الذي لابد أن يفكر جدياً في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية أسوة بعديد أقطار العالم.

ولابأس ونحن نتحدث عن شرعية امتلاك الدول للطاقة النووية للأغراض السلمية من التأكيد على أحقية ايران في ذات الوقت لامتلاكها لهذه الطاقة وفق الشروط والمعايير الدولية التي تخضع للتفتيش على انتاجية هذه الطاقة حتى لا تستخدم في الأغراض غير السلمية.. وهو أمر لاتزال تبحثه واشنطن مع العواصم الغربية وروسيا والصين خلال المباحثات الجارية حاليا مع طهران.

إن مرور هذه الفترة الطويلة منذ بدء المحادثات بشأن الملف النووي الايراني يجعل من الطبيعي التشكيك في نوايا الأطراف جميعها تجاه مدى الجدية في التعاطي المسؤول مع هذا الملف من زاوية أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين من عدمه، إذ أن ثمة مخاوف من إمكانية أن تكون مصالح الدول المعنية بالملف النووي الايراني مدعاة لحسابات الربح والخسارة الأمر الذي يترك الباب مواربا أمام ذهاب بعض القوى لخلق بؤر توتر جديدة في منطقة الشرق الأوسط أسوة بالكيان الاسرائيلي وكوريا الشمالية اللتين تمثلان تهديدا مستمراً لأمن منطقتيهما والعالم.

وإزاء هذه الإشكالية تطرح عديد تساؤلات حول مصير هذه المحادثات وإلى أين تذهب ؟ وهل ستتمكن ايران من وضع أقدامها بين الدول النووية..وبالتالي من الذي سيليها؟ وهل للعرب نصيب في مشروعية الحصول على هذه الطاقة؟وما مدى المخاوف من عدم استخدام هذه الدول لهذه الطاقة في غير الاستخدامات السلمية؟ إن تلك التساؤلات وغيرها تثير المخاوف والقلق أكثر ما تدعو إلى الاطمئنان والتفاؤل والاستبشار بإحلال طاقة بديلة تنتشل المنطقة وشعوبها من تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الضاربة أطنابها .. وهي -بالقطع- تساؤلات مشروعة قد لا تجد لها إجابات شافية على المدى المنظور، لكنها –على أية حال- مطروحة برسم المستقبل.

نقلا عن الثورة

حول الموقع

سام برس