عاصم السادة
خطوة موفقه وايجابية ان يتفق الأضداد وان يتصالحوا لما فيه مصلحة الوطن والمواطن وان ينعكس ذلك واقعياً لا يقف عند حدود أوراق وحبر الاتفاقيات المبرمة وطيها في أدراج النسيان.
كل ما يتمناه اليمنيون ان يصب الاتفاق في مصلحة اليمن وبإرادة اليمنيين دون ايعازات الخارج البعيد والقريب حتى لا يكون الظاهر تصالح ووفاق وفي الأعماق خبث ومكيدة لأطراف أخر ..

إنها خطوة جريئة درأت كل الإشاعات والتكهنات المغرضة التي دأبت خلال الفترة المنصرمة وحتى الآن تصوير ان ما يجري في اليمن حرب طائفية ومذهبية وحاولت توظيفها عبر سائل الإعلام العربية والخارجية.
ان ما قاموا به الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح وكذا الحوثيين "أنصار الله" في اجتماعهما في محافظة صعدة مع زعيم جماعة الحوثيين واتفاقهما على بنود تنهي أزمة الصرع فيما بينهم جاءت في الوقت المناسب وان كان مطلوب فعلها مسبقاً لكنها تظل محسوبة للطرف المبادر للصلح لوقف احتدام المواجهة بين طرفي معدلة الصراع والاختلاف في اليمن.

ان اتفاق "الإصلاح" و "أنصار الله" سيعطي للمرحلة القادمة خصوصية مميزة إذا ما أُخذ بمحمل الجد في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ودعم الحكومة في أداء مهامها وفق برنامجها التنموي وانجاز الدستور وتهيئة الأجواء السياسية لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية معاً كمخرج ديمقراطي مقنع للجميع دون اللجوء لعنف السلاح وحب الاستحواذ والتهميش والإقصاء للأخر.
وبالتالي فان على الأحزاب السياسية ان ترحب بهكذا اتفاق وتدعم تقريب وجهات النظر ليس بين الإصلاح والحوثيين فحسب بل أيضاً بين جميع المكونات المتباينة حتى نتجاوز حالة الاحتقان السياسي التي عادة ما تنعكس سلباً على المواطن الغلبان ويتحمل تبعات اختلافاتها ويكون هو الضحية في نهاية الأمر.

يعتبر المؤتمر الشعبي العام الحزب الأول الذي بارك ورحب مثل هكذا اتفاق وهذا ان دل إنما يدل على ذكاء ترحيبه وفهمه للواقع السياسي العملي الذي يجب ان تحتذي حذوه بقية المكونات السياسية والاجتماعية لدعم اي وجهة تقاربيه بين خصمين بغض النظر عن المواقف السلبية الناتجة عن هذا أو ذاك ضد اي طرف سياسي معين.
اليوم القوى السياسية بمختلف مكوناتها بحاجة ماسة للتسامح والتصالح وطي الماضي بكل ما فيه حتى لا نظل ندور في حلقة مفرغة نفسد الحاضر والمستقبل بالماضي.
لكن يتوجب على المتصالحين ان لا يجدوا في تصالحهم مصالحهم وترك الشعب بعيداً عن اهتماماتهم بل لابد ان تتصالحوا من اجلنا وليس من اجل مصالحكم الذاتية الضيقة!
فهل آن الأوان إن يتفق المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح .؟

حول الموقع

سام برس