أحمد عبدالله الشاوش
استطاعت صحيفة الثورة خلال الايام القليلة الماضية من استعادة وتجديد الثقة مع الرأي العام اليمني ، ويلحظ القارئ والمتابع مدى الانطلاقة الجديدة من خلال أنتهاج هيئة تحرير وصحفيو الثورة سياسة اعلامية متزنة ومتوازنة في تناولها للأحداث وتغطيتها للأخبار والتقارير وقضايا الساعة ، والوقوف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بأفراد مساحات حرة تساهم في أثراء وتنوير الرأي العام وترجمة المفاهيم الديموقراطية على أرض الواقع بعد أن تجاوزت حاجز الخوف والخطوط الحمراء الوهمية ومقص الرقيب السياسي وبعض المعوقات الهلامية.
وبأراده صلبة وعزيمة صادقة حاول صحفيو الثورة التزام المهنية والتجرد عن " الاناء " وتجاوز المؤثرات ، والتزام سياسة اعلامية شفافة وواضحة تظهر جلياً من خلال المحتوى الجديد لا صدارها اليومي والتزامها بالثوابت الوطنية والمعايير المهنية والاخلاقية في أداء الرسالة الاعلامية ، مما أعاد الاعتبار لمنتسبيها والصحافة الحكومية التي افرغت عن محتواها وصارت في بعض الفترات بوقاً لبعض مراكز القوى السياسية أو بعض مراكز النفوذ.
وباستعادة الصحيفة الاولى في البلد دورها الاخلاقي والمهني والايجابي صارت أكثر ارتباطا بالقارئ وبمثابة الزاد المعرفي الذي لا غنى عنه ، لاسيما بعد ان مرت مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر وفي طليعتها " الصحيفة الام " بأمواج عاتية وظروف استثنائية ومحطات حرجة كادت أن تعصف بها ومنتسبيها وإفراغها عن دورها الريادي والوطني والتهاء قياداتها السابقة بوهم وسراب الصراع السياسي الذي طالت مخالبة كل مؤسسات الدولة .
وحفاظاً على المؤسسة الوطنية الاعلامية العريقة وتحكيماً للغة العقل والمنطق حاول الزملاء لملمة الجراح والحفاظ على ارزاقهم و أندفع عمال وصحفيو وموظفو الثورة الى أصدار صحيفة الثورة ومواكبتها لروح العصر والقفز على الرتابة وخوض غمار المنافسة والصمود بكل قوة في ظل السيل الجرار من وسائل الاعلام المختلفة ، الحكومية والحزبية والاهلية والمجتمعية التي ترى في تعثر الثورة من خلال نظرتها القاصرة فرصة لها ، فهل أن الاوان أن ننتصر للمهنة بعيداً عن المزايدات والمكايدات السياسية والمصالح الضيقة والمضي نحو مستقبل مشرق واعلام متحرر من القيود .. املنا كبير .

Shawish22@gmail.com



















حول الموقع

سام برس