بقلم / ابراهيم المعلمي
من يتابع قنوات التضليل ومواقع أخبار الفتنة وصحف الإثارة في سوق الإعلام اليمني الراهن، يصاب بنوبات من السخط وأمواج من الغضب وحالات من القرف إزاء أولئك البعض من أبناء هذا الوطن الذين يفرطون في الإساءة لوطنهم ويمعنون في إيذاء شعبهم وأهلهم، في حالة فجور وعقوق لم يسبق لوطن وشعب أن عانى منها في التاريخ، فهذا البعض الفاجر العاق يمتطي هذه الوسائل الإعلامية لإثارة الفتنة وشحن النفوس وهو يقذف بذخائر الغضب وبارود الحقد ونيران التعصب..

هؤلاء المقامرون والمغامرون النزقون يحشدون ويحرضون وينفخون في كير المناطقية المذمومة ويعزفون على وتر المذهبية المقيتة وينفثون سموم الكراهية البغيضة للإيقاع بين أبناء الوطن الواحد وأفراد الأسرة الواحدة والبيت الواحد.

أيها اليمانيون.. لا تسمحوا لهذه الخدعة الخبيثة أن تنطلي عليكم.. احترسوا من هذا الشرك القاتل وابتعدوا عن هذا الفخ المميت الذي يراد لكم الوقوع فيه، فهذه الفتنة ليست من صنعكم وهذه الكراهية ليست من قلوبكم وهذا الحقد البغيض ليس من أنفسكم، إنها من أعمال نفر من أبنائكم وأبناء جلدتكم الذين يدعون الوصاية على هذا الوطن ويتحدثون باسم مواطنيه ويساومون بحاضره ويقامرون بمستقبله، أولئك الذين باعوا أنفسهم وباعوا وطنهم بثمن بخس كبخسهم وسلموا أنفسهم ومقاليد أمور بلادهم لسماسرة الأوطان ووضعوا مصير الوطن ومستقبله بين أيدي تجار الحروب وصناع المؤامرات في الداخل والخارج.

يا حكماء هذا البلد وعقلائه ونخبه السياسية، أناشدكم لأن توقفوا أصوات طبول الحرب والاقتتال عبر إعلام التضليل وسياسات التشويش وخطابات التزييف التي تهدف إلى تكريس عوامل الفرقة وتغذية بذور التمزق والتشتت والانقسام وجر الوطن إلى أتون معركة لن ينجوا منها أحد وإلى أتون دوامة رهيبة سوف تسحق الجميع ولن تستثني أياً منكم.

أين ذهبت الحكمة اليمانية؟ وأين اختفت ثقافة السلم وأين توارت مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف التي تحض على قيم المحبة والمودة والسلام؟ أين أبناء هذا الشعب العظيم الذي قال عنهم الرسول الكريم صلوات الله عليه وتسليمه بأنهم "أرق قلوباً وألين أفئدة"؟ أين عقلاءنا وأين أبناء هذا الوطن الذين قدموا عبر التاريخ نماذج يحتذى بها في الجنوح للسلم والتسامح والتصالح والسمو فوق الآلام والجراح وتغلبوا على المصاعب وتجاوزوا المحن ودحروا الفتن وكانوا "خير أمة اخرجت للناس"؟.
أناشد ما تبقى فيكم من روح الانتماء لهذا البلد أن تتنازلوا عن كبريائكم وعن القليل من مصالحكم وأن تتقوا الله في وطنكم المنكوب وشعبكم البائس وأن تجلسوا إلى كلمة سواء تنقذ البلاد والعباد من الانحدار نحو هاوية الهلاك والدمار.. اخمدوا نار أحقادكم واحقنوا دماء أبنائكم وجنبوا هذا البلد شر أفعالكم..

عودوا إلى رشدكم واضطلعوا بمسؤولياتكم الوطنية في هذا الظرف العصيب وفي هذه المرحلة الخطيرة والمفصلية وتذكروا أن التاريخ لن يرحمكم وأن لعنات الأجيال ستظل تلاحقكم إن تماديتم في التشبث بمصالحكم دون مصالح هذا الوطن وهذا الشعب.

حول الموقع

سام برس